No Result
View All Result
المشاهدات 1
محمد صبيح
قبل أيام انعقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور القمة الإسلامية المصغرة بمشاركة قطر وتركيا وإيران، وبدعوة من الرئيس الماليزي مهاتير محمد الذي أكد في تصريحات سابقة أن القمة لن تكون بديلاً عن مؤسسات إقليمية أو أنها ستناقش الدين الإسلامي ولكنها مساعي للارتقاء بشؤون المسلمين داخل العالم الإسلامي. ورغم أن السؤال الذي يطرح نفسه على سطح العقل والمنطق هو كيف تنطلق قمة إسلامية دون تمثيل لدولة الحرمين الشريفين وبلد الأزهر الشريف، إلا أن المفارقة هي حضور قطر وتركيا وإيران رعاة الفرقة وشق الصف والدمار في المنطقة؛ لمناقشة محاور أجندة القمة الإسلامية المزعومة والتي تتضمن مناقشة التنمية والحكم الرشيد والعدالة والأمن، كل هذا في الوقت الذي تعاني فيه شعوب هذه الدول من قمع للحريات وتدهور اقتصادي وفاشية السلطة الحاكمة والقهر.
منظمة العفو الدولية كشفت أن عدد المحتجزين في سجون أردوغان دون لوائح اتهام أو قيد المحاكمة 57 ألف سجين، بما يمثل أكثر من 20٪ من مجموع السجناء، و44 ألفا و690 شخصا في السجون بتهم متعلقة بالإرهاب، منهم صحفيون وسياسيون ومحامون ونشطاء، لافتة إلى أن قوانين مكافحة الإرهاب التي صاغها حزب العدالة والتنمية استخدمت عبارات فضفاضة لتسهيل ملاحقة المعارضين في تركيا. مؤسسة (ماعت) للسلام وحقوق الإنسان في تقرير لها فضحت تنظيم الحمدين الإرهابي، وتورطه في العديد من الجرائم التي ارتكبها بقيادة شقيق أمير قطر خالد بن حمد في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى عدد من الاتهامات الخطيرة منها الأمر بقتل شخصين واحتجاز مواطن أمريكي رهينة، فضلًا عن تسخير حارس أمن وطبيب مرافق لخدمته لساعات طويلة وعدم دفع أتعابهما وطردهما من الخدمة، إضافة إلى تورطه في تعاطي المخدرات والفضائح الجنسية.
موقع قطر يليكس يفضح باستمرار ممارسات تنظيم الحمدين القمعية مع القطريين، وما يشهده القطريون من قمع وتكميم للأفواه وتهديدات صريحة لكل من تخول له نفسه معارضة نظام الحمدين، أو إبداء رأي يخالف هوى أفراد الأسرة الحاكمة، هذا هو واقع رعاة القمة الإسلامية الزائفة في ماليزيا، وما تتمتع به دولهم من تنمية وعدالة وحكم رشيد وأمن لينقلوه إلى الدول الإسلامية والعالم من ماليزيا. إن مشاركة الدوحة في قمة إسلامية زائفة خطوة بائسة في الخروج عن عباءة الصف العربي ودول مجلس التعاون الإسلامي، في محاولة لجذب بعض دول آسيا لتكوين تكتل إسلامي لن يكون ذي صفة أو تأثير حقيقي في ظل غياب المملكة العربية السعودية ومصر، وربما وجدت الدوحة ضالتها في المشاركة مع تركيا وإيران بالقمة الإسلامية الزائفة والتي لا تشارك فيها أكبر الدول الإسلامية لتكون المشاركة ساتراً لدعوات الفرقة والإرهاب الذين أفسدوا الحياة داخل عدد من دول المنطقة (العراق وسوريا واليمن وليبيا) بفعل التدخل المباشر وغير المباشر لتعزيز الحركات الانفصالية والجماعات الإرهابية والفوضى داخل هذه الدول.
ورغم ما تكبدته الدوحة من خسائر فادحة على الصعيدين السياسي والاقتصادي في المنطقة وما عاناه الشعب القطري بسبب سياسة تنظيم الحمدين الشاذة في المنطقة وأهدافها السوداوية والتي ألقت بظلالها على الدول العربية، إلا أن قطر لم تزل تُصِر على شق الصف ونشر الفرقة وإقصاء الشعب القطري بعيداً عن الصف العرب ووحدة الخليج العربي، وهكذا الأمر بالنسبة لتركيا التي ترعى جماعات داعش داخل الدول المدمرة، وتتدخل لفك أسر الجماعات الإرهابية كلما نجحت القوى الوطنية في تقييدها وكبح جماحها. كما تقوم الدولتان برعاية الحركات الانفصالية والفوضى وتمهد للانشقاق والوقيعة بين الشعوب العربية وبينها وبين شعوب المنطقة، تدعم إيران عمليات القتل والذبح التي تتم داخل العراق والفتنة في كل من لبنان وسوريا، وفي الوقت نفسه يعاني شعبها كل أنواع القهر، ثم تشارك الدول الثلاث في قمة إسلامية ويتحدثون باسم الإسلام، فعن أي إسلام وأي قمة إسلامية يسعى إليها رعاة الإرهاب والفرقة وشق الصف داخل الدول العربية وخارجها، مقدمو الدعم الكامل للجماعات الإرهابية والمتمردين والانفصاليين والساعين في الأرض فساداً.
سيظل البائسان تميم وأردوغان ومعهما النظام الإيراني يسعون وراء إفساد وتدمير المنطقة بحثًا عن دور يشعر دويلة قطر بكونها قادرة على فعل شيء، ويعيد الحلم العثماني الذي يسعى إليه أردوغان إلى خياله المريض وخاصة بعد فشله الذريع على مدار سنوات عديدة في التحالف مع أوروبا، وكذلك ستظل أحلام الإمبراطورية الفارسية تراود حكام إيران، وستظل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات هي حائط الصد لهذه الأطماع والأفكار السوداوية، وهي الصخرة التي تتحطم عليها آمال وطموحات البائسان تميم وأردوغان ومعهما نظام الملالي.
No Result
View All Result