سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عامٌ مليءٌ بإنجازات المرأة في كركي لكي..

تقرير/ ليكرين خاني 

روناهي/ كركي لكي- المرأة في كركي لكي حققت الكثير خلال هذا العام ومازال أمامها الكثير؛ لأن هناك بعض النساء مازلنَ ضحية العادات والتقاليد البالية، وهناك أيضاً نساء مازلنَ أسيرات الفكر والثقافة البالية، وعلى هذا الأساس عملت المؤسسات المعنية بشؤون المرأة في كركي لكي ضمن العام الجاري على توعية المرأة بإرثها التاريخي لنضال النساء حول العالم، ليُشيدنَ معاً الطريق لبناء مجتمع سليم يبدأ من المرأة المنظمة الواعية, المحافظة على جميع مكتسبات المرأة في شمال وشرق سوريا.
بالرجوع في التاريخ إلى العصر النيوليتي أو ما يسمى بالمجتمع الطبيعي، كان منظور الاقتصاد لديهم مختلف كلياً عما يتداوله في عصرنا، كان يتميز هذا العصر بالبساطة والمرونة في التعامل، أي لم يكن هناك ما يعرف بالنقود أو الربح آنذاك، نظام المقايضة والتكامل الاقتصادي كان سائداً في ذاك العصر، ونحن الآن نريد استرجاع مجتمعنا إلى النظام الأصل والاقتصاد المجتمعي الحر، وذلك من خلال نظام الكوبراتيفات الذي ساهمت فيه المرأة وبشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، بدءً من بعض المشاريع الصغيرة التي لا تهدف إطلاقاً إلى الربح بشكل أساسي وإنما لإنماء دور المرأة الحرة وإرجاعها إلى أصلها وتاريخها المليء بالاكتشافات العظيمة التي يشهد التاريخ بها، فالمرأة ومنذ بزوغ فجر الإنسانية اكتشفت العديد من العلوم وكان لها دور بارز في الاقتصاد في عصرها أي المجتمع الطبيعي، ومن هذا المنطلق بدأت المرأة في روج آفا والشمال والشرق السوري بتشكيل جمعيات خاصة بها تهدف لتنمية الاقتصاد المجتمعي من خلال مشاركتها في كافة المجالات وبالأخص في مجال الزراعة والاقتصاد والدخول إلى سوق العمل، لتحطيم الحواجز التي وضعتها الذهنية الذكورية أمامها.
أهم مشاريع مكتب اقتصاد المرأة لعام 2019
بما أن ناحية كركي لكي تتميز بطابع زراعي، فقد كانت المشاريع الزراعية لها الأولوية في مشاريع المرأة، لذلك سعت القائمات  بتطوير الفكر الاقتصادي للمرأة الحرة بتنمية فكرة إنشاء مشاريع خاصة للمرأة لتساهم من خلالها في التخلص من التبعية الاقتصادية للرجل، فمن المشاريع التي كان لها دور مميز في كركي لكي خلال العام الجاري مشروع استثمار 333 هكتار من الأراضي الزراعية، حيث تم زراعة المساحة المذكورة بالقمح والشعير بأيادي نسائية، وساهم هذا المشروع في الاستقلالية الاقتصادية للنساء المساهمات فيه، ومؤخراً تمت زراعة 137 هكتار من خلال جمعية نسائية لـ 42 امرأة مساهمة.
ومن جانب آخر افتتح هذا العام مشاريع صغيرة في كركي لكي استفادت منها مجموعة من النساء اللاتي رغبن بالعمل من أجل تأمين لقمة العيش، مثل؛ “مشاريع أكشاك المدارس وافتتاح ماركات صغيرة تديره مجموعة من النساء في سوق المدينة”، إن هذه المشاريع ودخول المرأة  إلى سوق الاستثمار وإدارة المحلات التجارية غيّرت من نظرة المجتمع إلى المرأة التي كانت تعتبر حتى الأمس رهينة لعادات وتقاليد المجتمع الذكوري.
التوعية الاقتصادية أولى اهتمامات المكتب
هذه الطفرة الاقتصادية في كركي لكي لم تكن نتيجة فراغ بل كانت نتيجة عمل دؤوب قامت به لجنة مكتب كوبراتيف المرأة، فقد ساهم المكتب بنشر التوعية الاقتصادية بين المجتمع النسائي في ناحية كركي لكي من خلال محاضرات التوعية الاقتصادية في معظم كومينات المنطقة، فلأول مرة في تاريخ شمال وشرق سوريا يتم إنشاء مشاريع خاصة بالنساء على شكل كوبراتيفات، ويأتي هذا الإنجاز ضمن منجزات ثورة التاسع عشر من تموز وضمن مفهوم مجتمع الأمة الديمقراطية والحياة التشاركية.
مؤتمر ستار يُصعّد من وتيرة العمل خلال العام الحالي
حرية المرأة لا تكتمل إلا من خلال ترصين وتوحيد صفوف المرأة من كافة الشعوب ووحدة آراءهن وأفكارهن الهادفة إلى إرجاع تاريخ المرأة، وفهم معنى علم المرأة من خلال البحث في تاريخ المجتمع الطبيعي، حيث كان للمرأة الدور الكبير في بناء أسس الإنسانية والعيش المشترك، من خلال اكتشاف العديد من العلوم كالطب والزراعة وعلوم الفلك، وكان لها دوراً ريادياً بحتاً في إدارة مجتمعها آنذاك.
جهود المرأة وفعالياتها لهذه السنة
لا زالت المرأة تناضل من أجل نيل حريتها، واستعادة أمجادها وتاريخها المسلوب منذ آلاف السنين، فقام مؤتمر ستار في ناحية كركي لكي بالعديد من الفعاليات التي أثبتت وبجدارة تقدمها بشكل ملحوظ للعيان، ومن أبرز ما قام به مؤتمر ستار في ناحية كركي لكي خلال عام 2019؛ لتمكين دور المرأة في المجتمع وتوعيتها بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، هو إعطاء العديد من المحاضرات عن العنف ضد المرأة وزواج القاصرات وتنظيم مسيرات ومظاهرات وحضور المؤتمرات، والوقوف على مشاكل المرأة وحلها وزيارة عوائل ذوي الاحتياجات الخاصة، وعوائل الشهداء وعلى وجه الخصوص زوجات الشهداء، وإعطاء دورات تمريض وخياطة، وأيضاً تم الوقوف على ظاهرة زواج القاصرات في جميع البلدات التابعة للناحية، وزار أكثر من 400 منزل ومن خلال الزيارة تم شرح الوضع الراهن في المنطقة وحث النسوة على المقاومة من أجل الحياة الحرة الكريمة ونيل الحرية بشكل كامل.
تتجلى الحرية لدى المرأة بالنضال والمقاومة وتقديم الدماء في سبيل إعلاء راية فكرة الأمة الديمقراطية، كون هذا الفكر منح المرأة كامل حريتها وكوَن شخصيتها، وفي سبيله قدمت الأم عقيدة التي كانت من اللواتي وضعن اللبنة الأولى في تأسيس مؤتمر ستار في ناحية كركي لكي دمها في مساندتها ودعمها لمقاومة الكرامة في سري كانيه/ رأس العين، ولحقت بالعديد من الشهيدات المؤسسات لمؤتمر ستار.
من أجل الوصول إلى جميع النساء من مختلف الشعوب من العرب والكرد والسريان بادرت الجهات المعنية بشؤون المرأة في كركي لكي بتوجيه المرأة من خلال الاجتماعات التي تقام  الوصول إلى مرحلة مواجهة المشاكل التي تعترضها وتحلها بنفسها, والتعبير عن أفكارها وإرادتها وحماية حقوقها وصون كرامتها، وتسهيل سير جميع أمور الحياة لديها.
وكما قامت بترسيخ تنظيمها بشكل يؤثر على جميع مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا من أجل قيادة العمل السياسي والفكري بالإضافة إلى قيادة نضال المرأة وتطويره بهدف توعية المرأة في جميع مناحي الحياة.