سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أجراس السلام احتفالاً بعيدِ الميلاد المجيد تدقُ في الشمال السوري رغماً عن المحتل..

إعداد/ يارا محمد

روناهي/ قامشلو- يحتفل المسيحين في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا بعيد الميلاد المجيد والذي يُعد ثاني أكبر الأعياد المسيحية، حيث يرمز إلى ميلاد السيد المسيح، والذي ولد في السنة الخامسة قبل الميلاد، والموافق في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول، ويشهد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد الكثير من المظاهر والأجواء الاحتفالية.
في ظل الأوضاع الأمنية التي تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا وتعرضها لهجمة شرسة من قبل العدوان التركي الذي يحاول وبشتى الأساليب كسر هذه العزيمة وبث الفتن من خلال خلق خلافات بين الشعب الواحد، الذي عاش سويةً دون عنصرية أو طائفية تُذكر، إلا أن هذا العدوان لم يكن بمقدوره الوقوف في وجه شعوب تريد الحياة وتنبذ الطائفية ويدعو إلى الديمقراطية، إن عيد الميلاد المجيد بالنسبة إلى الشعوب في شمال وشرق سوريا بمختلف دياناتهم ومعتقداتهم يُحتفل بها، ولا يَقبلون أن يهمش إخوانهم المسيحيي، الإيزيدي، العربي، الآشوري والأرمني، إذ يُعد عيد الميلاد المَجيد أو الكريسماس يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وهو أحد الأعياد التي تحتفل فيها الطوائف المسيحية في كافة أنحاء العالم، فيأتي ميلاد السيد المسيح من كل عام بتاريخ الخامس والعشرين من شهر كانون الأول.
هناك العديد من المظاهر التي ترتبط بعيد الميلاد المجيد، حيث القيام بتزيين شجرة خضراء خاصةً بعيد الميلاد المجيد، فأنها تُنصب بجميع بيوت الطوائف المسيحية، إضافةً إلى الساحات العامة، وتوضع موسيقى خاصة بهذا العيد، إضافةً إلى وضع ترانيم عيد الميلاد التي تُعرف على نطاق واسع في كافة أنحاء العالم، كما أن هناك تبادل الهدايا بين المسيحيين وبخاصةً الأطفال، واشتهرت بهذه المناسبة أسطورة بابا نويل المعروف “سانتا كلوز”، كما يمكنهم تبادل العديد من بطاقات المعايدة الخاصة بهذا العيد، وغيرها الكثير من أشكال المعايدة.
الطقوس والرموز الدينية لعيد الميلاد المجيد
يتم إقامة قداس عيد الميلاد المجيد عشية ليلة العيد، كما يقوم الأب الكاهن برشم شعب الكنيسة بزيت الميرون والذي يرمز إلى الأبدية ويشير إلى الولادة من جديد، وتقديم التوبة والاعتراف بالخطايا والذنوب للاحتفال بالميلاد الجديد مع المسيح، حيث يرمز بابا نويل إلى القديس نيكولاس أسقف مدينة “ميرا” والذي كان يقوم ليلة عيد الميلاد بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وقد تنيح القديس في شهر ديسمبر “كانون الأول”.
ويتم البدء في تزيين شجرة الميلاد مع مطلع الشهر الجاري، حيث يتم تزيينها بأفرع النور والأشرطة الحمراء والألعاب الملونة وترمز الشجرة إلى شجرة الحياة المذكورة في سِفر التكوين من ناحية كما تعتبر رمزًا للنور، ولذلك يتم تزيينها بالشموع فهي تعتبر رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد “نور العالم”، ويطغى اللونين الأحمر والأخضر على عيد الميلاد بتعليق الأنوار الحمراء والخضراء، حيث يرمز اللون الأحمر إلى تنح السيد المسيح وقيامته من جديد فيما يرمز اللون الأخضر إلى حياة الطهارة والشباب والبراءة، ويتم تزيين شجرة الميلاد بالنجوم الملونة فهي ترمز إلى شعاع النور الذي قاد المجوس والرعاة إلى مكان مولد السيد المسيح.
الشعوب في شمال وشرق سوريا يثبتون أنفسهم دوماً، ويؤكدون على إن المقاومة حياة، وأنهم ماضون على نهج أخوّة الشعوب والعيش المشترك، وتختلف المقاومة من جبهة إلى احتفال، نحتفل بالسلاح عندما نحرر وطننا من غزاة هدفهم ضرب مفهوم الأمة الديمقراطية، وسلب إرادة الشعب المقبل على الديمقراطية، والذي يرفض كل أشكال العبودية، ونحتفل حيناً آخر لنجسّد إن المقاومة ما زالت باقية ولم تُهدم، نحتفل بالألوان المتناسقة الموجودة ضمن البلد الواحد، ونزين قلوبنا قبل بيوتنا لأن في الوحدة انتصار، حرية، وبقاء.