No Result
View All Result
المشاهدات 2
تقرير/ يارا محمد
روناهي/ قامشلو – زوجة شهيد، تتحدث عن أحلام زوجها، وعن رغبته في الشهادة دفاعاً ومقاومةً، عن حبه لوطنه وشوقه ليرى بلاده قد خلعت لباس الاستبداد وارتدت وشاح العدل والإنصاف، كان على دراية بوجهته نحو الشهادة، بل كان يتمناها في كل لحظةً وحين.
الشهداء هم سلسلة متواصلة من النضال والمقاومة يستحيل على أية قوة مهما بلغ جبروتها النيل من حلقاتها، نستلهم منهم روح الفداء والشجاعة لأنهم ضحوا بكل شيء في سبيل القضية الكبرى دون أن يفكروا ولو للحظة بأنفسهم، فهم قادتنا المعنويون، والجسر الواصل إلى النصر والتحرر، انتصارات فاقت الخيال، أصبحوا أيقونة الشجاعة والكرامة، ضحوا بأنفسهم ليبنوا للجيل القادم بلداً يخلو من الاستعباد، حاربوا المحتل ليؤكدوا أن لا مكان للغزاة في وطنٍ نصفه شهداء والنصف الآخر أحرار على الجبهات.
استحقوا بجدارة أوسمة الشرف ونالوا الشهادة دفاعاً عن أرضهم، منهم من كان يحلم أن ينال هذا الوسام، ومنهم من كان يحمل في قلبه الحب الكثير ليعتصره الألم، عندما وجد المحتل والممول الداعشي التركي يغزو أرضاً ليست بأرضه تحت حجج وأقنعة غير شرعية ولا قانونية، ها هم شهداء مقاومة الكرامة أكدوا للعالم من يحارب ويقاوم الشر من أجل الخير، من دمر المساجد وهدم المدارس، أحرق البيوت ونهب المحال التجارية، مكشوفة إليهم الألاعيب الفاشية فهي ليست بجديدة عليهم، والتاريخ العثماني مليء بهذه الممارسات والانتهاكات اللاأخلاقية، أما المقاومة الشعبية فقد كانت الواجب الوطني لهؤلاء الشهداء الذين جسدوا ملاحم بطولية في ساحات القتال وحالما أدركوا إنهم يبنون الانتصارات ويردعون المحتل عن وطنٍ ينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس.
فخرها بشهادته
وبهذا الخصوص؛ كانت لصحيفتنا “روناهي” لقاءً مع حورية الشيوخ زوجة الشهيد عدي العباس التي استمدت قوتها من نضال زوجها، حيث كان وجهها البشوش قد غلب على مشاعرها، وفخرها بزوجها خبئ حزنها أكدت خلال حديثها على إصرار زوجها بالانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية والقتال تحت رايتهم دفاعاً وحباً، واجباً وحقاً. أما عن سيرة حياة زوجها وقدومهم من مدينة حمص إلى مدينة قامشلو؛ فحدثتنا قائلةً: “كانت الأوضاع الأمنية في مدينة حمص في حالة يرثى لها، فقد كان القصف والقتال المتبادل بين النظام السوري وما تسمى بالمعارضة أنهك أحوال المدينة، وكان من الصعب العيش تحت نيران المدفعية، والبراميل المتفجرة، أما من الناحية الاقتصادية فقد كانت مشلولة بشكلٍ كامل، فلم نجد سوى التوجه نحو مدينة قامشلو والاستقرار فيها حيث تنعم بالأمن والامان”.
وخلال هذه الفترة انضم الشهيد عدي العباس إلى قوات سوريا الديمقراطية وهو لم يطبق الـ 28 من عمره، والجدير بالذكر أنه كان يدرس في الجامعة، ولكن بسبب الأوضاع الأمنية في مدينة حمص لم يستطيع إكمال تحصيله العلمي، تزوج من بعدها بحورية الشيوخ، ليرزق بشبلٍ من ذاك الأسد اسماه “موفق”، طفله الذي حمل لون عيونه وشقار شعره، أكد إن الشهيد لا يموت، بل موجود دائماً لينور الظلمة بروحه الفكاهية، المبتسم، المتمني للشهادة.
عشقه للباسه العسكري
وفي سياق الموضوع؛ أكدت لنا حورية عن محبة زوجها للقتال ضمن قوات سوريا الديمقراطية وعن حديثه الدائم للانضمام إليهم ومشاركتهم ساحة الحرب كتفاً بكتف وجنباً إلى جنب، كما إن حبه قد ظهر خلال حديثها قائلةً: “كان يخبرني الشهيد بأنه يشتاق إلى البيت وإلى ابنه المدلل، ولكن عندما كان يأتي ليرتاح، سرعان ما يقول: “لقد اشتقت إلى رفاقي وأتمنى أن تنتهي الإجازة بسرعة كي أذهب للقائهم””.
وتقول: “أرد عليه ونحن ألا تشتاق إلينا فيضحك ويتبسم”، وأكدت حورية بأنها كانت تعلم في قرار نفسها عن مدى حبه وعشقه وتعلقه بواجبه، لتأتي باستشهادٍ آخر من حديثه قائلةً: “عندما تنتهي فترة تطوعي لدى قسد سأعاود الالتحاق مجدداً”.
وتضيف حورية بأنه كان يعشق لباسة العسكري ولم يكن يخلعه حتى في الإجازة ومدى تعلقه به وكأنه روحٌ يلجأ إليها.
أما عن ابنها الصغير الذي لم يشبع من حنان والده، والذي يفتقده ليحمل صورته ويبدأ بتقبيلها بلا توقف وكأن لهذا الطفل ذاكرةً لا يأبى أن ينسى صورته وحديثه، عن شغفه والنظر إلى الباب كلما دخل أو خرج أحد وكأنه على استقبالٍ دائم بأن يلقى والده، وهذا ما أكدته لنا والدته قائلةً: “كلما يدخل أو يُطرق الباب يقول “أجا بابا أجا بابا”، لتبدأ دموعي في الانهيار ليس ندماً، بل شوقاً إليه، وسيغدو ولدي في المستقبل محامياً يدافع عن المظلومين وليثبت للجميع إن والده الشهيد عدي لم يمت، بل هو باقٍ وابنه سيُخلد ذكراه”.
السوريين أخوة لا يقتلون بعضهم
وفي سياق آخر وهو عن عدم انضمامه لصفوف النظام أو الانخراط في القتال إلى جانب المعارضة فرجعت السبب إلى عدم ثقته بهم وعلى معرفته بأن السوريين لا يقتلون بعضهم البعض، بل يدافعون ويقاومون، وقد رأى ذلك في قوات سوريا الديمقراطية خلال تواجده معهم في ساحات الحرب وعن روحهم المليء بالنضال والتحرر من هذا الفكر الاستعبادي المتشبث منذ قرون، واكتشافه كم إن الكرد لديهم روح قومية، وليسوا كما يقال عنهم بأنهم ملحدين طائفيين، بل وطنيين لا يميزون بين العربي، السرياني، الإيزيدي أو الأرمني بالنسبة لهم هم أخوة والأخوة لا يقتلون بعضهم، بل يفدون بعضهم بأرواحهم.
تمنى أن يُخلّد شهيداً
وفي ختام حديثها؛ أشارت حورية إلى أن زوجها “عدي العباس” استشهد بتاريخ 11/11/2019 في قرية العزيزة بمدينة سري كانيه، ونوهت بأنه قبل توجهه إلى الحملة قام بإعطائها وشاحاً عزيزاً على قلبه، وطلب منها أن تحافظ على ابنهما وتنتبه لنفسهما، متمنياً أن يُخلد شهيداً لينضم اسمه إلى أسامي رفاقه الشهداء وليؤكد بأن دماء الشعب السوري لن تذهب هدراً ما دام هناك أبطال وأحرار مثل قوات سوريا الديمقراطية، لتؤكد لنا بأنها ترفع رأسها عالياً، وتقول: “الشهيد عدي العباس ذو القلب الناصع البياض، المتمني للشهادة والتي رزق بها”.
وخلال لقاء صحيفتنا مع حورية الشيوخ؛ تلمست بيتهم المتواضع الذي يفتقد إلى الصيانة، وانسداد الصرف الصحي والكثير من الاحتياجات الأولية والذي هو بحاجة إلى العناية. لذا؛ نتمنى من الجهات المعنية القيام بواجبها تجاه هذه العائلة التي لم يعد لها معيل بعد رحيل سندهم.
No Result
View All Result