No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ يارا محمد –
روناهي/ قامشلو- خطواتٌ جديدة أطلقتها الثانوية المهنية الصناعية الواقعة في الناحية الشرقية من مدينة قامشلو، وبمبادرة جميلة ومحترفة، حوّلوا موادهم النظرية إلى واقعٍ عملي ملموس، وطالبوا أن يتم التعاون بينهم وبين الإدارة الذاتية الديمقراطية لتقديم جميع الخدمات اللازمة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي بإنتاج وتصنيع كل ما يلزم محلياً.
بأنامل شابة ومختصين فنيين أدى طلاب الثانوية المهنية الصناعية بقامشلو عملاً رائعاً، أثبتوا خلاله إن العلم يبني الحضارات مهما واجهوا من صعاب، أقدموا على إعطاء لمسة رائعة، بتحويل دراستهم النظرية إلى واقعٍ عملي، صنعوا وأعادوا تدوير المخلفات القديمة من أخشاب، ومواد حديدية لتخرج بأبهى حُلة، ومن ثم تُقدم بعد تجهيزها إلى المدارس والروضات حسب الحاجات اللازمة، واصفين هذه الخطوة “بالناجحة”، حيث أُدخلت الفرحة إلى قلوب الطلبة الذين كانوا على أهبة الاستعداد لتحقيق أهدافهم، وأحلامهم التي كانت ترافقهم منذ دخولهم لهذه الثانوية، والجدير ذكره إن الفئة الشابة محط أنظار المجتمع من حيث الإنتاجية والتفاعل، فهم بناة المستقبل، بسواعدهم تبنى وترمم آفاق الجيل القادم، على خطاهم سيمشي أبناء الوطن، ليكون هذا المشروع نهاية الملل، وبداية الأمل.
وبهذا الخصوص كانت لصحيفتنا روناهي لقاءً مع الإدارية في الثانوية المهنية الصناعية ولاء فرمان لتتحدث لنا عن هذه الثانوية وأهميتها للفئة الشابة فقالت: “اُفتتحت الثانوية المهنية منذ عامين، وهي تابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث نستقبل الطلاب من سن الخامسة عشر وصولاً إلى سن الثامنة عشر لفئة الذكور، أما بالنسبة إلى الإناث فأنه يبدأ أيضاً من سن الخامسة عشر إلى سن الخامسة والعشرين، ونهدف في هذه الثانوية إلى تخريج جيل قادر على النهوض بسواعد ذاتية، معتمدين فيها على سواعد شابة”.
مهنة النجارة والحدادة أُضيفت حديثاً
أضيفت مهنة النجارة والحدادة إلى الفروع المهنية الموجودة ضمن الثانوية بأقسامها السبعة حديثاً خلال السنة الدراسية الجديدة، والأقسام التي كانت موجودة هي؛ (الحاسوب- الإلكترون- طورنوـ كهرباء- الخراطة والتسوية)، أما فيما يتعلق بأعداد الطلبة المتواجدين ضمن الأقسام فأنهم في اختلاف فهناك أقسام تكون ذات عدد أكبر من القسم الآخر.
وأردفت ولاء حول الأقسام التي أُضيفت حديثاً والمتمثلة بمهنة الحدادة والنجارة، ومشاركة الطلاب مع مُدرسيهم في تحويل موادهم النظرية إلى مجهود عملي، وإنشاء وتصنيع الطاولات والمقاعد بكافة مستلزماتها، ليتم تصديرها إلى المدارس والروضات حسب حاجاتهم، ولسد النقص مرجحةً السبب في قولها: “بسبب ارتفاع الأسعار واستيرادها من الخارج مروراً بالضرائب التي تُفرض عليهم، حققنا حكمة “الحاجة أم الاختراع”، أما للطلبة فقد كانت هذه الخطوة الاستباقية بمثابة تحقيق الأحلام على أرض الواقع لهم”.
واختتمت الإدارية في الثانوية المهنية ولاء فرمان حديثها قائلةً: “أتمنى لجميع الطلبة دوام التفوق والنجاح، وأشكر المدرسين والإدارة على عملهم الرائع. والجدير ذكره إننا على تواصل مع الإدارة في جامعة روج آفا بقامشلو لاستقبال طلبتنا في الجامعة كونهم أضافوا قسم الميكاترونيك إلى كليتهم، ليصبح بمقدور الطلاب استكمال المسيرة التعليمية الخاصة بهم فيها”.
من واقع نظري إلى نِتاج عملي
وفي السياق ذاته ألتقينا مع المدرس المختص في قسم الطورنو والحدادة إسماعيل عمر والذي حدثنا عن اهتمام الطلاب بتحويل موادهم النظرية إلى تطبيق عملي ملموس على أرض الواقع قائلاً: “أبدى طلبتنا ارتياحاً كبيراً عندما حولوا موادهم المعطاءة نظرياً لتجربة عملية جديدة، بإعادة تصنيع المقاعد الدراسية التي من شأنها أن تخدم وتأمن حاجات ضرورية لبعض المراكز، وتعليمهم على استخدام الآلات وكيفية التصنيع وتدريبهم على بعض المواد الأولية بإدخالهم في إطار العمل مستقبلاً، ولكن بذات السياق فإننا أمام معضلة ألا وهي مشكلة الكهرباء النظامية، وساعات التقنين التي من شأنها أن تنقص من إنتاجنا، وأيضاً تأخير بعض المواد التي نقوم بالمطالبة بها، فإن أمكن تجاوز هذا التأخير وتأمين جميع الاحتياجات فأننا سنحقق جميع أهدافنا، ولكن جميع هذه المشاكل ليست من شأنها أن تمنع من مواصلة مجهودنا وتخريج طلابنا وهم مبدعون ومتألقون”.
وكان للطالب في الصف العاشر “محمد ماجد” والبالغ من العمر 16 سنة رأي أيضاً حول التسجيل في الثانوية الصناعية، ولماذا اختارها دون غيرها؟ حيث نوه بالقول: “قمت بالتسجيل في الثانوية المهنية الصناعية لتحقيق هدفي ألا وهو أن أتعلم حرفة الصناعة وافتتاح محل خاص وليفتخر بي والديّ أيضاً، فهذه المهنة كانت محببة لقلبي، وأعتقد بأن جميع الصعوبات تتلاشى ما دام الهدف منه التعلم والتعليم، وهدفي هو النجاح والتفوق، كما إن المدرسين لم يبخلوا بإعطائنا من جعبتهم الغنية والمليئة بالعلم، وكانت التجارب العملية التي أثبتنا فيها ذاتنا، بمثابة أمل جديد يشرق على حلمي الذي يراودني لتحقيقه”.
تتحقق أحلامهم بجهودهم الجبارة
وفي اللقاء ذاته تحدثنا إلى المُدرّس المسؤول عن قسم الميكانيك “آزاد رمو” وقد حدثنا عن الفروع الأربعة المتواجدة ضمن هذا القسم قائلاً: “يتواجد ضمن قسم الميكانيك أربعة فروع وفي كل فرع يختص به مدرسٌ خاص”، وأشار رمو إلى عمل المدرسين بتلقين الطلاب وتدريبهم على كيفية تفكيك وتركيب القطع، ومعرفة الأعطال الموجودة في الجهاز أو في القطعة المعروضة أمامهم.
وأردف بالقول: “بشكلٍ دوري كل خمسة عشر يوماً نقوم بتغيير المجموعات وجلب طلاب آخرين من مجموعاتٍ أخرى، وخلال هذا التغيير نقوم بإجراء اختبارات عملية لمعرفة نسبة اكتسابهم المهارات وتقييمهم سنوياً، لأن كل ذلك يصب في مصلحتهم الشخصية بتشجيعهم على التطوع، وليصبحوا قادرين على الاعتماد على نفسهم في المستقبل”
وفي ختام حديثه أكد المسؤول عن قسم الميكانيك “آزاد رمو” عن مدى تعلم الطلاب ونسبة تجاوبهم وحبهم ورغبةً منهم في تطوير ذاتهم المهنية، والوصول إلى مستوياتٍ عالية من النجاح ليزدادوا تعلقاً بدراستهم عندما بدأت تتحقق بأناملهم الشابة.
وفي السياق ذاته ألتقينا مع المختص في فرع النقل الحركي “حسن سرحان” والذي أبدى تفاؤله بتعليم الطلاب سريعاً وعن إعطاءه المواد العملية التي كانت تُعطى نظرياً، وتعريفهم على قطع السيارات بدءً من الماتور وصولاً إلى عمل الشنجومان والقابض (الدبرياج)، والديزل.
ارتفاع ملحوظ لأعداد الطلبة بالعام الجديد
والجدير ذكره إننا شاهدنا حصص عملية مثل حصة المدرس إبراهيم المختص في قسم كهرباء السيارات، والذي كان يشرح بشكل عملي للطلاب على سيارة قديمة كانت متواجدة ضمن صالة البحث العملي، وعن كيفية تمديد الكهرباء ضمن السيارة والأخطاء التي يجب تفاديها ومدى سهولة العمل في هذه المهنة، وخلال الحصة، حدثنا طالب صف الحادي عشر محمود عن دخوله هذه الثانوية بناءً على رغبةً منه، وحباً لهذه المهنة التي لها مستقبل واسع، قادر فيها على التألق والتمييز حسب قوله، أما عن الصعاب التي تظهر معهم قال محمود: “لا أجد صعوبات في هذه المهنة لأن المدرسين ساعدونا وعلمونا على الأساسيات النظرية خلال الصف العاشر، ونحن الآن نحول ذلك إلى تجربة عملية جميلة وجديدة، لتكون هذه الخطوة الموفقة لي ولرفاقي برؤية الإنتاجية من أيدينا ودعم مجتمعنا ومساندتهم”.
وأشار في السياق ذاته المدرس المختص في قسم الإلكترون بالثانوية المهنية الصناعية “عمر أوصمان” إلى الفروع الموجودة ضمن هذا القسم مثل؛ “صيانة الاتصالات، صيانة الموبايل، بناء الدارات وأجهزة القياس”.
وبين بأنه يتم تعليم الطلاب أساسيات الحواسيب في الصف العاشر، ومن ثم تحويلهم إلى الأقسام الأخرى وبذلك يصبحوا جاهزين لتحويل المواد الأولية إلى تجربة عملية جديدة ومفيدة، أما عن تجاوب الطلاب مع المشاريع العملية والتي أصبحت ركيزة أساسية تنور أمامهم الطريق نحو مستقبلٍ ناجح وخالي من الصعوبات أجاب قائلاً: “هناك فرقٌ كبير حول أعداد الطلاب هذه السنة، حيث ارتفع العدد، وبالنسبة للصعوبات والتي مررنا بها هي افتقادنا إلى القطع الأساسية واللازمة لتدريب الطلبة عليها، والاستفادة من التجربة العملية، ولكننا تجاوزناها وبات كل شيء قيد التحقيق لأن مستقبل هؤلاء الطلاب يقع على عاتقنا؛ لذلك نعمل قدر الإمكان على تخطي الأخطاء القديمة التي حصلت لنا خلال مسيرتنا المهنية، متمنياً من الأطفال الذين هم خارج المدرسة العودة إلى المدارس فهي التي ستكون نهاية الألم وبداية الحلم”.
كسر القالب الذكوري
أما الطالبة ليلوز عيسى والتي كانت قد سجلت في قسم الكهرباء، ويُعتبر هذا القسم من الأقسام الصعبة والتي قلما تُسجل فيها فتاة أو أنثى إلا إن هذا القالب الذكوري قد كُسر بهذه الخطوات الجميلة، وأشادت في حديثها قائلةً: “في البداية لم أكن أنوي التسجيل في قسم الكهرباء، ولكن بتحضيري للدروس والتعرف على رفاقي أحببت البقاء، أما بالنسبة إلى الدروس فهي مفيدة جداً، والمدرسين لا يقصرون في تعليمنا على العكس تماماً فهم يريدون منا أن نتفوق وننجح، أما عائلتي فلم تكن ترغب أن أسجل في هذا القسم كونهم كانوا يرونها مهنة للذكور، ولا تعليم للأنثى فيها، ولكنهم اقتنعوا فيما بعد عند رؤيتهم محبتي ورغبتي بالخوض في هذا المجال”.
أما مدرسة الحاسوب جيمان بارودو أشادت حول الدروس والمواد الموجودة في القسم بإعطائها مادة المايكروسوفت وطريقة العمل على ال وورد، مؤكدةً على أن ثلاثة أيام مختصة بالتجربة العملية والعمل على نظام الشبكات ونظام ال وورد، والبرمجة والصيانة، حيث يتم تدريبهم يدوياً لتصل المعلومات بشكلٍ دقيق، مشيرةً في حديثها حول وصول الطلاب إلى مستويات عالية من الاستيعاب والتعليم، وحبهم للتطبيق العملي أكثر من التلقين النظري، متمنيةً لهم التألق مستقبلاً.
تحويل المدرسة الصناعية إلى قسم إنتاجي
وخلال جولتنا التقينا مع رئيس قسم الخراطة والتسوية تامر هشتيوي والذي حدثنا عن هذا القسم قائلاً: “تعتبر هذه المهنة من المهن القديمة الحديثة، تتميز هذه المهنة بوجود أربعة أقسام هي (الخراطة- الفرايز- التسوية اليدوية- المجالق)، أما بالنسبة إلى الطلاب خلال العاميين وبمتابعة حثيثة من معلمي القسم لمواجهة الصعوبات والتحديات قاموا بتأليف منهاج يواكب تطورات العصر، كما تم صيانة الآلات بلجنة خاصة للصيانة، ففي الوقت الحالي تم تنفيذ تمارين عملية للطلاب، والتدرج في إعطاء المواد من الأبسط إلى الأصعب، أما الفكرة المستقبلية تتلخص في تحويل القسم من مدرسة صناعية إلى قسم إنتاجي يقدم خدمات ذات فائدة وإنتاجية للمجتمع”.
وفي ختام حديثه ذكر رئيس قسم الخراطة والتسوية تامر هشتيوي بعض الصعاب التي هي بحاجة إلى التأمين قائلاً: “قسم الخراطة والتسوية يعتمد بشكل كامل على الكهرباء النظامية، ونحن نفتقد إليها فعندما تتمكن الجهات المعنية من تأمين مولدة قادرة على إنتاج ما يعادل تشغيل هذه الآلات فسنكون لهم من الشاكرين، ففي الوقت الحالي لدينا مولدة كهربائية لكنها صغيرة لا تتحمل الضغط الناتج من الآلات، ونحن أمام خطوة جادة بتحويل هذه الحرفة إلى إنتاج حقيقي وملموس ليعود المردود المادي والمعنوي على المجتمع والطلاب، متمنياً من جميع الطلاب الالتزام ومتابعة تعليمهم لتحقيق أكبر فائدة تعود على المجتمع”.
وناشد المدرسين والطلاب في الثانوية المهنية الصناعية جميع الأطفال الأميين والذين هم خارج المدرسة بالعودة إلى مقاعد الدراسة وأن يستفادوا من العملية التعليمية والتربوية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث أكدوا على أن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في مجال التعليم ناجحة جداً، من تأمين كوادر تدريسية وكتب ومناهج، وشددوا على متابعة السلك التعليمي في الإدارة الحثيثة وبشكل يومي بالسعي إلى تطوير وتقديم الأفضل، مطالبين التعاون والاعتماد بينهم وبين الإدارة الذاتية الديمقراطية على المواد التي تنتجها الثانوية المهنية، وعدم استيرادها من الخارج.
No Result
View All Result