إحصائية الأضرار والتخريبات التي ألحقها داعش باقتصاد شمال وشرق سوريا ـ6ـ

روناهي/ قامشلو ـ لقد تسبب هجوم المرتزقة وبشكل خاص مرتزقة داعش على شمال وشرق سوريا بأضرار جسيمة في البنية التحتية بالمنطقة ويُتطلب توثيق وتقدير الأضرار من قِبل لجان بحث في جميع المجالات، ووقتاً طويلاً. ولذلك؛ ارتأينا أن نورد جانباً من تلك الأضرار.

ومنها الأضرار المتعمدة والمباشرة، وأضرار غير مباشرة في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية والطاقة؛ وهذا أيضاً قد لا يكفي؛ لأن داعش انتهى احتلاله جغرافياً. ولكن؛ ما زال يعمل بنشاط ضمن خلايا نائمة، وما زالت التخريبات مستمرة من قبله.

الأضرار التي لحقت بسد الفرات الاستراتيجي

كشفت التقارير الهندسية عن أضرار فادحة لخصتها في أربعة جوانب رئيسية وهي: انقطاع التغذية الكهربائية بشكل كامل عن التجهيزات والأنظمة الكهربائية، وتوقف مجموعات التوليد عن العمل، وارتفاع منسوب المياه في البحيرة إلى (250.25) م، وتفجير أربعة من بوابات المفيض؛ وهذا بحسب تقرير نشرته موقع المدينة.

لقد بدأت أعمال الكشف والصيانة التمهيدية بتشغيل الرافعة الجسرية المتحركة، بعد تأمين التغذية الكهربائية المطلوبة من سد تشرين لفتح البوابة رقم 6 لزيادة تصريف المياه الجارية وخفض منسوبها في البحيرة؛ حيث كانت المياه تغمر الطوابق السفلية على المناسيب (246 ـ 241 ـ 232)م؛ من جسم السد، تحوي هذه الطوابق وحدات ضواغط الزيت والهواء ومولدات المجموعات، واستعملت فرق الصيانة مضخات غاطسة لسحب المياه، ثم عمل الفريق الفني على تأمين تغذية كهربائية احتياطية لسد الفرات، لحالات الطوارئ عند انقطاع التغذية، من سد تشرين، وصيانة كل من وحدات كتامة البوابات ووحدات ضغط الزيت والهواء المتضررة بغمر المياه.

وبعد تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات المجاور لها على يد قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 10/5/2017، باشرت الفرق الفنية المؤلفة من مهندسي وعمال الشركة العامة لسد الفرات أعمالها، لإصلاح الأضرار اللاحقة بمجموعات توليد الكهرباء والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية الأخرى.

أما بالنسبة لمجموعات التوليد فقد فجّر مرتزقة داعش مولدات التنظيم التحريضي بواسطة عبوات ناسفة، كما سكب مادة قابلة للاشتعال على خلايا التحكم وأسلاكها وحماياتها ثم حرقها، ما ألحق أضراراً فادحة بتجهيزات ومعدات ثمينة يصعب تأمين قطع الغيار اللازمة لها، ويظهر الجدول التالي درجة الأضرار التي لحقت بمجموعات التوليد وحالتها الراهنة:

ويضم السد ثماني مجموعات توليد كهرمائية تبلغ الاستطاعة الاسمية لكل منها (110) ميغا واط/سا، لتكون الاستطاعة الاسمية الكلية (880) ميغا واط/سا. تكفي عنفتان من السد، في حال استثمار الطاقة المتولدة عنهما وصيانة منظومة النقل والتوزيع المتصلة بهما، لتأمين معظم احتياجات الرقة.

المجموعة الأولى: درجة الضرر طفيفة نسبياً، تركزت في حامل الفحمات وحلقات الانزلاق، واستعملت قطع غيار من العنفات الأخرى لصيانتها، الحالة الفنية الراهنة جاهزة تقريباً.

المجموعة الثانية: درجة الضرر كبيرة؛ تركزت في تآكل ريش العنفة واحتراق خلايا المراقبة، والحالة الفنية الراهنة خارج الخدمة.

المجموعة الثالثة: درجة الضرر طفيفة نسبياً؛ تركزت في حامل الفحمات وحلقات الانزلاق، واستعملت قطع غيار من العنفات الأخرى لصيانتها، الحالة الفنية الراهنة جاهزة تقريباً.

المجموعة الرابعة: طالتها أضرار فادحة في التجهيزات الكهربائية وتآكل في ريش العنفة؛ وهي خارج الخدمة في الوقت الراهن.

المجموعة الخامسة: أضرار فادحة في التجهيزات الكهربائية؛ والحالة الفنية الراهنة خارج الخدمة.

المجموعة السادسة: أضرار فادحة؛ تحتاج إلى قطع غيار وخبرات فنية متقدمة غير متوافرة الآن لإكمال أعمال الصيانة؛ وهي خارج الخدمة في الوقت الراهن.

المجموعة السابعة: أضرارها متوسطة، خرجت عن الخدمة؛ وهي قيد الصيانة.

المجموعة الثامنة: أضرارها متوسطة؛ تمت صيانتها باستعمال قطع غيار من عنفات أخرى، والحالة الفنية الراهنة هي جاهزة تقريباً.

بالنسبة لصالة التحكم ومحطة التحويل

تقع صالة المراقبة والتحكم عن بعد، في الطابق الثالث من المبنى الإداري المطل على نهر الفرات؛ اخترق صاروخ شباكاً دائرياً (بقطر 5 م) في جدار الصالة، لينفجر داخلها ويحرق جميع تجهيزات ووحدات المراقبة والتحكم عن بعد، ولا يمكن صيانة هذه التجهيزات؛ كما دمرت غارة جوية لطيران التحالف مركز توزيع (20 ك. ف)، وأصابت أعمال حربية أخرى محولات الاستطاعة ووحدات التأريض؛ ما أخرج محطة تحويل الطاقة الكهربائية المتولدة في عنفات السد عن الخدمة، ولذلك لن تدخل الطاقة المنتجة من السد مرحلة الاستثمار، بعد استكمال صيانة مجموعات التوليد الثلاث، ما لم تنتهِ أعمال الصيانة في محطة التحويل.

هناك صعوبات تعترض فرق الصيانة والإصلاح بسبب عدم القدرة على توفير قطع الغيار، وصعوبة التواصل مع الشركات العالمية المختصة بالطاقة الكهرومائية. حيث نشر موقع عين المدينة بتاريخ 4/9/2017 تقرير خاص “خراب هائل في سد الفرات.. وفرق الصيانة على وشك إصلاح ثلاث مجموعات توليد”.

وإنَّ ما تم عرضه في هذا البحث إنما هو جزء صغير من الأضرار الاقتصادية التي لحقت بشمال وشرق سوريا؛ ولا بد من إجراء بحث شامل ودقيق وموثّق من قبل لجان مختصة ومراكز معنية بهذه الدراسات تتشكل لهذا الغرض؛ تبحث في كل قرية ومدينة وناحية عن الجرائم الوحشية والتخريبات التي ارتكبتها المجموعات والفصائل الإرهابية (داعش والنصرة وغيرها) بحق مكونات والبنية التحتية والخدمية في شمال وشرق سوريا من جميع النواحي وبشكلٍ خاص من الناحية الاقتصادية.

والجدير ذكره؛ قمنا بنشر أقسام هذا الملف في الأعداد (851)؛ و(854) و(856)، و(859) و(861)؛ هنا نأتي إلى نهاية البحث الشامل عن إحصائية الأضرار والتخريبات التي ألحقها مرتزقة داعش باقتصاد شمال وشرق سوريا.

تم نشر كل من الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية، الصوامع والصويمعات، المحالج والمعامل، والآبار، محطة الضخ 13، محطة الضخ 15، الأقنية الرئيسية، والمحطات والمضخات، معمل السكر، محلج القطن، معمل تجفيف الذرة، معمل الأعلاف، وتهجير الأيدي العاملة والخبيرة، الزراعة بإقليم عفرين، قطاع الطاقة، والنفط والغاز، محطة العزبة، محطة الجفرة، معمل كونيكو، حقل العمر، حقل غاز العمر، محطة التنك، محطة الطيانة، حقل ديرو، حقول الشدادي (الجبسة)، محطة كبيبة، محطة غونة، معمل غاز جبسة، محطة الهول الغازية، محطة الهول النفطية، محطة جبسة الرئيسية (حقل جبسة)، محطة تشرين الرئيسية، محطة تشرين الشرقي، محطة تشرين الغربي، والحفارات، والطاقة الكهربائية.