No Result
View All Result
المشاهدات 0
جوان سري كانيه –
كانت الإدارة الذاتية على مدى الأعوام الخمسة المنصرمة نموذجاً مثالياً للسلم والأمن والاستقرار، مقارنة مع مناطق النزاعات والحروب التي يشهدها الشرق الأوسط ككل، وقد تعوّد الناس على النموذج الديمقراطي والسلمي ضمن المناطق التي تدير الإدارة الذاتية. وما كان يميز هذه المناطق بأنها مناطق حدودية متاخمة لدولة الاحتلال التركي، والتي كانت تعتبر من أكثر المناطق أمناً واستقراراً، بعكس ما يتذرع به أردوغان من اتهامها بالإرهاب ولا يمكن التفاوض مع الإدارة الذاتية، لأنها منعت تدفق الإرهابيين والمرتزقة من الأراضي التركية إلى داخل الأراضي السورية، تحت أنظار قوات التحالف والمجتمع الدولي المتقاعس والمتواطئ مع أردوغان ومرتزقته، حيث اتضح بأن الإرهابيين هم النساء والأطفال والمدنيين العُزّل بعرفهم.
المدنيين الذين تم استهدافهم من قبل المحتل التركي والمرتزقة التابعين له من دون سابق إنذار، وهُجِّروا من منازلهم وأرضهم تحت غطاء أقذر المؤامرات التي استهدفت شعباً بعينه على مر التاريخ، وباتوا اليوم يبحثون عن ملاذ آمن يقيهم برد الشتاء وقسوة النزوح، ولم يجدوا سوى الجهود التي تبذلها وتقدمها لهم الإدارة الذاتية التي لم تدخر جهداً في تقديم المساعدات اللازمة والعاجلة في سبيل تأمين احتياجات المهجرين قسراً.
في ظل صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وغياب المنظمات الإنسانية التي فضلت الوقوف متفرجة على وحشية الهجوم التركي، المتمثل بحزب العدالة والتنمية ومرتزقته من فلول مرتزقة داعش وجبهة النصرة في مسماه الجديد (الجيش الوطني) الذي عاث في أراضي وممتلكات المدنيين فساداَ.
ومن نتائج هذا الاعتداء الوحشي تهجير المدنيين العُزّل وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، وقتل الأطفال والنساء، ونهب وسرقة ممتلكات المواطنين والسيطرة على ممتلكاتهم ناهيك عن الترهيب الممنهج الذي تمارسه هذه القوى الظلامية بحق الأهالي، الذين لم يتمكنوا من الخروج من المدينة. ومن أهم ما استخدم في تلك الهجمات السافرة الأسلحة المحرمة دولياً، كالفوسفور الأبيض الذي نال من جسد (الطفل محمد) ابن مدينة سري كانيه وغيره، والقنابل العنقودية، والقصف العشوائي للطائرات، والمدفعية، واتباع سياسة الأرض المحروقة، في تخطيط ممنهج وخبيث للتغيير الديمغرافي وتهيئة المناخ والظروف اللازمة لهذا التغيير.
ومن الأسباب المباشرة لاجتياح جيش الاحتلال التركي ومرتزقته القتلة المأجورين لمناطق شمال وشرق سوريا:
أولاً: الانتصارات العظيمة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في دحر إرهاب داعش والتخلص منها عسكرياً وجغرافياً نهائياً على الأراضي السورية.
ثانيا: النجاح الباهر الذي حققته شعوب المنطقة على كافة الأصعدة، ودعم ثورة المرأة وتحررها بشكل كامل والتي توجس منها حزب العدالة والتنمية خوفاً.
ثالثا: التنامي السريع للإدارة الذاتية ومشروعها الديمقراطي ومطالبتها بالفيدرالية، الأمر الذي شكل قلقاً لأرد وغان، وجميع هذه الأسباب لا تعطي مبرراً لكائن من كان بقتل شعب وأمة ديمقراطية نافست جميع دول المنطقة، ولكن ربما بات الإرهاب ينقسم إلى قسمين إرهاب مشرعن وإرهاب غير مشرعن والاثنين مع كل أسف يعملون تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
No Result
View All Result