روناهي/ الرقة – وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والألبسة الذي سببه الغزو التركي والعدوان السافر على شمال وشرق سوريا؛ يعاني الأهالي من ضيق الحال، وصعوبة توفير حاجياتهم اليومية خاصة في فصل الشتاء؛ حيث تكاليف المعيشة في هذا الوقت من السنة مضاعفةً بالقياس مع الأوقات الأخرى.
فالقائمة طويلة، وجميع المتطلبات ضرورية، فلا يمكن الاستغناء عن سلعة دون الأخرى، إضافةً إلى وقود التدفئة الذي يشكل عبئاً بدوره. كما ساهم ارتفاع سعر صرف الدولار مقارنةً بالليرة السورية في ارتفاع الأسعار بنسبة تفوق الـ 20%.
وفي هذا الصدد؛ كان لصحيفتنا “روناهي” جولة في أسواق مدينة الرقة التي طالما اكتظَّت بالمتبضعين على خلاف حالها في الفترة الراهنة حيث أن الأسواق، والمحلات التجارية خلت نسبيّاً من قاصديها.
وكان لنا لقاءات مع الأهالي المتخوفين من تردي الوضع أكثر، ومنهم حمد العبد اللطيف أحد الباعة المتجولين في شوارع مدينة الرقة. إذ؛ قال: “أتجول في شوارع الرقة بغرض بيع الأحزمة كي أحصل على قوت يومي كحال الكثيرين، وكانت الأعمال مستقرة إلى حدٍّ ما. لكن؛ بعد الغلاء الملحوظ في الأسواق فأنا أتجول منذ الصباح لكنني لم اتمكن من بيع حزامٍ واحد حتى الآن، فالأسعار قد ازدادت، ففي السابق كنت أبيع الحزام بألف ليرة سورية؛ أما الآن فأنا أجلبها بهذا السعر لذلك علي زيادته مائتي ليرة سورية على الأقل مما يثير سخط الزبائن”.
من جانبه؛ قال حسين الحمود وهو أحد المتسوقين: “بات الوضع لا يطاق حالياً فالهجمات التركية على الشمال السوري؛ خلقت نوعاً من الحصار الاقتصادي؛ ناهيك عن قيام المرتزقة بقطع الطرق التجارية مما يؤدي لنقص في بعض السلع، وارتفاع أسعارها”.
وأضاف الحمود: “على الاحتلال التركي ومرتزقته الخروج من أراضينا فقد ضقنا ذرعاً بالحروب، والقتل نريد أن نحيا كما بقية شعوب العالم فهذا حقنا، ونحن نطالب به”.
أما حذيفة الإسماعيل وهو أحد بائعي الخضار؛ فقال: “تراجعت مبيعاتنا منذ ارتفاع سعر صرف الدولار مقارنة بالليرة السورية؛ مما أدى لارتفاع أسعار الخضار، والفواكه مسبباً سخط الزبائن الذين اعتادوا التبضع يومياً، أما الآن فلا نراهم كما السابق، فالكثير منهم يكتفي بالسؤال عن السعر ثم الذهاب دون شراء شيء”.