يمكن القول: إنّ تحرّك الجيش السوريّ جاء متوافقاً مع أستانه، وعلى هذا الأساس فتحت جبهات المنطقة الشرقيّة ورفع الحصار عن دير الزور والوصول حتى البوكمال، فيما كانت معركة الغوطة الشرقيّة تأكيداً لأمن دمشق ونقل المسلحين إلى شمال سورية، فيما احتاجت معركة درعا مزيداً من التوافق، نظراً لحساسيّة المنطقة ووقوعها على خط التماس مع إسرائيل، وكان المطلب الأمريكيّ والإسرائيليّ إبعاد حزب الله والفصائل الموالية لإيران من المنطقة. ولم تمض أيام قليلة حتى رفع العلم السوريّ بعد أكثر من سبع سنوات في درعا، وكان يومها مشهد تمزيقه دليلاً على الثورة وتأكيداً لدخول سورية مرحلة جديدة حسب ما تراءى لهم.
لا يسود الاعتقاد بأن تكون أنقرة حريصة على سلامة ومصير الفصائل المسلّحة فهم بالنسبة لها مجرّد أدوات جارحة إرهابيّة وتعلم أنّ مرتزقة جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة) ومعها أحرار الشام مصنفتان على قوائم الإرهاب الدوليّة، ولكنها كغيرها تستثمر الإرهاب لتحقيق أجندتها. وأمام أنقرة خياران إما التضحية المجانية بأدواتها أو التعطيل والدخول في مواجهة، وتكون إدلب ميدان إنهاء مفاعيل أستانه.
السابق بوست
القادم بوست