بارين سردم –
في التاسع من شهر تشرين الأول شنت الدولة التركية عمليتها الاحتلالية في شمال وشرق سوريا، تحت حجج واهية ألا وهي إنشاء ممر آمن، ومحاربة الإرهاب، خافيةً تحتها نوايها الحقيقية برغبتها باحتلال سوريا وقطع جذور الشعب الكردي والأرمني والآشوري، بالإضافة إلى أساليبها البعيدة كل البعد عن المصداقية في إقناع الدول الخارجية وتوهيم شعبها بأن هذه العملية تهدف لنشر الأمن والسلام تحت اسم عملية “نبع السلام” وإعادة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلاده. قاصدةً إعادة نشر المرتزقة وعائلاتهم، وهذا السيناريو قد تم مشاهدته وعيشه في مدينة الزيتون عفرين، حيث تم إخراج مئات الآلاف من سكان عفرين الأصليين وأصحاب الأرض وتوطين المرتزقة وعائلات بدلاً عن أهلها. ورغم المعرفة التامة للدول الخارجية وحتى دول الشرق الأوسط وبخاصة سوريا بهذا الخطر الذي يهدد الشرق الأوسط عامةً، والتغيير الديموغرافي للشرق الأوسط أمام مرأى الجميع، إلا وأنه إلى الآن لم يرَ الموقف المرجو ضد هذا الاحتلال.
ولكن مهما تدور عجلة القامعين والرأسماليين المتعطشين للسلطة، وإذ وقف كل المتسلطين والديكتاتوريين، بلا شك أنهم بإرادة الشعوب سيقهرون، لأن الشعوب هم القاعدة الأساسية للمجتمع، لهذا نرى اليوم موقف الشعب الكردي والشعوب الأخرى الدليل الأقوى على أن محاولة الدول الرأسمالية والاحتلالية في السيطرة واحتلال المنطقة مصيرها الفشل. هذه الإرادة والعزيمة والإصرار في النصر صفة قد توارثت من التاريخ لشعب لن يكل عن المقاومة والدفاع عن حقه، وهذا هو الواقع الحقيقي لشعبنا، حيث تتم مشاهدته كل يوم في مراسم تشييع أبطال الحرية، حيث يعجز الكلام عن التعبير عن بطولات هؤلاء المقاومين، والأحرف تنحني إجلالاً لشهداء مقاومة الكرامة، وإلى الآن لم يشهد التاريخ أمهات وأخوات بهذه الإرادة يرقصون ويزغردون فخراً وعزاً بشهدائهم ، قاطعين الوعد كل يوم بالسير على خطى شهدائهم.
فليعلم المجرم أردوغان وقادة العالم والرئيس ترامب وبوتين، أنهم مهما حاولوا لن يستطيعوا التغلب على هذه الإرادة الصلبة، وأن الشعب الذي قدم 11 ألف شهيد، مستعد لتقديم ذات العدد لحماية ترابه، كرامته، شرفه ووطنه، فالشعب أصبح على وعيٍ تام بأن لا سبيل للحرية سوى المقاومة، فلكم السلام يا أبطال المقاومة، وسيبقى النصر هدفنا دائماً.