أردوغان عدو المرأة

هيفيدار خالد

قبل أكثر من أربعة أشهر كتبتُ مقال في جريدة روناهي السورية وكان موضوع مقالي عن الممارسات والانتهاكات التي يرتكبها النظام التركي بحق النساء بقيادة الفاشي رجب طيب أردوغان في تركيا، واخترت من مقولة أردوغان عدو المرأة عنواناً لمقالتي، واليوم أيضاً بدأت بكتابة مقالي عن الموضوع ذاته لكن المكان هذه المرة ليس تركيا بل شمال وشرق سوريا، حيث يهاجم العدو التركي المنطقة ويقتل الأخضر واليابس معاً، يهاجم المدنيين متخذاً من شعار “قتل النساء أولاً” هدفاً له.

شن العدو التركي والفصائل الإرهابية التابعة له عدوان كبير على شمال وشرق سوريا. العدو التركي الغاشم استهدف في عدوانه المشروع الديمقراطي القائم في شمال وشرق سوريا والذي يضم كافة المكونات الموجودة في المنطقة والمتمثلة بالكرد، العرب، السريان، الآشوريين، الشيشان والأرمن.

العدو التركي استهدف المدنيين من النساء والأطفال بالطيران الحربي والأسلحة المحرّمة دولياً كمادة الفوسفور الأبيض وشرد السكان الأصليين من مناطقهم ونهب وسلب ممتلكات جميع الأهالي وطردهم من بيوتهم.

لم يقتصر الأمر على كل هذا بل والحدث الذي لم يعد خفياً على أحد، كيف أقدمت الدولة التركية في عدوانها على شمال وشرقي سوريا باستهداف الأطفال والنساء العُزّل؛ استهدفوا المرأة المقاومة ونضالها الديمقراطي، استهدفوا المشروع الديمقراطي الذي قادته المرأة منذ بداية الثورة في المنطقة.

تمكنت المرأة في شمال وشرقي سوريا من لعب محوري وأساسي في تغيير البنية الذهنية وقيادة المشروع الديمقراطي في المنطقة من خلال الجهود التي بذلتها على كافة الصعد واليوم المرأة المقاومة تتعرض لشتى الممارسات والانتهاكات من قبل العدو التركي ومرتزقته. فالنساء يتعرضن للعنف النفسي والجسدي نتيجة هجمات تركيا، كما أنها تتعرض للاختطاف والتعذيب والقتل على أيدي مرتزقة أردوغان.

بكل هذه الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية تحاول تركيا النيل من الإنجازات والمكتسبات التي حققتها المرأة في روج آفا وضرب إرادة المرأة الحرة التي قارعت متطرفي داعش الإرهابي في جبهات القتال ولعبت دوراً بارزاً في تصعيد روح الثورة الديمقراطية وترسيخ مفهوم الأمة الديمقراطية، العدو التركي حاول ضرب الأمن والأمان.

حاول العدو التركي استهداف نجاح وتفوق المرأة الكردية، العربية، السريانية والآشورية وارتكاب ما ارتكبه مرتزقة داعش الإرهابي بحق النساء الإيزيديات في منطقة شنكال بحق النساء من قتل، سبي، اغتصاب وبيع في أسواق النخاسة، يتكرر في شمال وشرق سوريا ويعاد فتح أسواق النخاسة لبيع النساء في مدينة عينتاب التركية على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ويتكرر مشهد القتل والتهجير والتنكيل بنساء شمال وشرق سوريا على يد الجيش التركي المحتل ومرتزقته.

المرأة التي ضحت بكل ما تملك من أجل حماية قيم الإنسانية اليوم تتعرض للموت أمام أنظار العالم، المرأة التي قضت على إرهاب داعش نيابةً عن العالم أجمع اليوم هي بين فكي سياسات التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يقودها السلطان العثماني أردوغان. لخلاص النساء في شمال وشرقي سوريا من إرهاب أردوغان ومرتزقته، يجب عليهن التكاتف معاً وحماية المرأة أينما كانت لأنها الضحية الأولى في الحروب، فمعاً لحماية المرأة والأطفال.