No Result
View All Result
المشاهدات 6
مصطفى الخليل –
تلعب تركيا دوراً رئيسياً في الأزمة السورية، وفي دعم المجموعات المرتزقة في سوريا ما أدى إلى تعقيد الأزمة السورية وامتدادها لثماني سنوات من الحرب، كانت نتائجها قتل مئات الألوف وتشريد الملاءين من السوريين، إلى دول الجوار لتستغلهم تركيا في سياستها العالمية، كما لعبت قطر دور الداعم المالي للمخططات التركية وبخاصة في سوريا.
لأن هناك القاسم المشترك بين الدولتين المتمثل بالإخوان المسلمين التي تمثل العمود الفقري فكريًا وأساس تلك العلاقة بين أنقرة والدوحة، فلهما نفس الرؤية في السيطرة على بعض مناطق الشرق الأوسط وبعض الدول الأخرى، وكان ذلك واضحاً من خلال دعم تركيا وقطر للإخوان المسلمين الذين خططوا للربيع العربي في بعض البلدان مثل مصر وتونس، للانقضاض على الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان التي لطالما اعتبرت حركة الإخوان المسلمين حركة محظورة.
وجعل أردوغان من نفسه مدافعاً عن حركة الاخوان المسلمين ففي تصريح له أكد أن حركة الإخوان المسلمين ليست حركة مسلحة ولكنها في الحقيقة تنظيم أيديولوجي، وهذا يدل على مدى دعم دولة الاحتلال التركي للإخوان المسلمين واعتبارها حركة فكرية، كما كانت أراضي تركيا وقطر ملجأً آمنناً لكثير من عناصر جماعة الإخوان الفارين من مصر، تونس وسوريا. ونخص بالذكر مرشد الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي الذي ينظر له على أنه الأب الروحي لهذه الجماعة، وكان له دوراً كبير في دعم ثورة مصر وتونس ولم يخفَ على أحد موقفه في ذلك التوقيت.
وفي توقيت حدوث الأزمة الخليجية مع قطر كان هناك قلق لدى جماعة الإخوان من فقدان الملجأ الآمن لهم في الدوحة، أو تسليمهم للأجهزة الأمنية كـ”كباش فداء” في محاولة من الحكومة القطرية لاحتواء غضب مصر والسعودية والإمارات والبحرين وإنهاء المقاطعة التي فرضتها هذه الدول على قطر، وهذا ما أدى إلى السماح لهم بالتوجه إلى تركيا كوجه جديدة لهم، وهم إحدى الأوراق التي تستخدمهم قطر وتركيا لتحقيق مصالحهم على المستوى الإقليمي والتأثير على السياسية العالمية، وخير دليل ما يحدث في إدلب من قبل بعض الجماعات ذات التوجه السلفي أو الإخواني واللعب على الوتر الديني في هذا الإطار خارجياً.
وفي الحقيقة تأخذ العلاقات التركية القطرية طابعاً متميزاً، وفي جميع المجالات للتحقيق بدءً من السياسية ومروراً بالاقتصادية وصولاً للعسكرية، وتمتد إلى الروابط الأيديولوجية، وهذا الأمر يعطي الريادة لتركيا لما تمثله من وجهة نظر قطر بأن تركيا هي الدولة الإسلامية الوريثة للدولة العثمانية، وما يتعلق برمزيتها الدينية ويسمح لتركيا لتحقيق مصالحها في الإمارة الصغيرة في الإطار الذي يخدم مصالحها.
وظهر ذلك جلياً بدعم قطر لتركيا في العدوان على شمال وشرق سوريا، والمشاركة في قتل الشعب السوري من خلال موقفها السياسي، الفريد بين الموقف العربي الرافضة للعدوان ودعمها الكامل للعملية العسكرية التركية، التي أطلقتها تركيا على مناطق شمال وشرق سوريا، في انتهاك صارخ لسيادة إحدى الدول العضوة في الأمم المتحدة، كما تذكر التقارير أن لقطر دوراً كبيراً في تقديم الدعم السياسي والحصول على الضوء الأخضر في العدوان على شمال وشرق سوريا، وتقديم الدعم المالي لتلك الهجمة الوحشية التي أدت استشهاد الكثير من المدنيين، وتشريد مئات الألوف من أهالي المنطقة، لتحقيق أطماع العثمانيين الاستعمارية وتوسع نطاق محور الإخوان المسلمين الذين باتوا خطراً على المنطقة برمتها.
No Result
View All Result