روناهي/ الحسكة ـ حشدت الدولة التركية قواتها وأسطولها العسكري على حدود شمال وشرق سوريا بغية احتلالها، في الوقت الذي كانت فيها تنفذ فيها بنود الاتفاقية الأمنية بين كل من أمريكا وتركيا على الأرض من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي بدأت بردم الخنادق وتغير مواقع قواتها على الحدود.
جميع ما ذ كر يشير على عدم التزام تركيا بأي قانون أو اتفاق، وبدأت تعلن عن جاهزيتها لاحتلال مناطق شمال وشرق سوريا في خطوة عدائية لحكومة أردوغان العثمانية اتجاه شعوب المنطقة، خاصة في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تعد النموذج الأنسب لتعايش الشعوب وحل قضاياهم.
وقد كانت لصحيفتنا روناهي استطلاع لآراء المدرسات والمعلمات في مناطق شمال وشرق سوريا حول هذا التهديدات التركية وإعلان الحرب عليها.
الأعتداء التركي هو انتهاك للقيم وحقوق الإنسان
بينت المعلمة رولا حسو بأن ما تتعرض له مناطق شمال و شرق سوريا من تهديدات من قبل حكومة العدالة والتنمية، باجتياح للجيش التركي ومرتزقته لأراضي روج آفا وشمال شرق سوريا وأمام أنظار العالم أجمع، هو خرق لسيادة الأراضي السورية وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، وهو انتهاك للقيم والأخلاق وحقوق الإنسان وكافة المواثيق الدولية، وبذرائع بحج واهية لحماية أمنها القومي والحدودي، ومحاربة الإرهاب، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فأردوغان هو الداعم الوحيد للإرهاب من خلال فتح حدوده للإرهابيين والمرتزقة وقدم لهم كل المساعدات من سلاح ومال وتدريب وذلك لتنفيذ أجندات الدولة التركية الرامية إلى الاحتلال، ونهب ثروات المنطقة؛ وقد كان احتلال عفرين أكبر مثال على وحشية الجيش التركي والمرتزقة وارتكابهم لأبشع الممارسات ضد أهالي عفرين، وتمركز الجيش التركي والمرتزقة على الحدود التركية للاعتداء على أراضي روج آفا عبر سري كانيه وكري سبي هو بداية الحرب على المشروع الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط والتي تهاب الدولة التركية من امتدادها إلى شعبها وأراضيها.
ولا سيما أن الدولة التركية تعاني من أزمة خانقة في الديمقراطية؛ بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والفشل الذريع لأردوغان وحزبه في الانتخابات وفقدان شعبية حزبه، وبالتالي يحاول تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج عبر الحرب على شمال وشرق سوريا.
وناشدت رولا المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي لوقف هذا العدوان على شمال وشرق الفرات، فهذا الحرب ستؤدي إلى كارثة إنسانية من جهة، والحرب لن تتوقف ولن تقف عند حدود معينة بل ستكون حرب شاملة لا يعلم نتائجها أحد، وشعوب شمال وشرق سوريا ليس أمامها سوى خيار النضال والمقاومة من أجل الحفاظ على بقائها ووجودها.
الحرب على شمال وشرق سوريا هو حرب على العالم الحر
وتابعت المعلمة إيمان فتاح بأن شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا تتعرض للاعتداءات والتهديدات من قبل الدولة التركية بشكل مستمر، الدولة التركية التي عرفت منذ التاريخ بأرتكابها أبشع المجازر بحق الإنسانية فالتاريخ لن ينسى مجزرة سيفو بحق الشعب الأرمني والمجازر التي أرتكبتها بحق العرب والكرد على مدى الحكم العثماني ومن بعدها، وممارستهم لجميع أشكال العنف والاضطهاد والاستبداد والتطهير.
ويسعى أردوغان من أجل إعادة أمجاد الطورانية العثمانية، والتوسع في الشرق الأوسط ويرى من شمال وشرق سوريا البوابة التي ستصله إلى مشروعه في تنفيذ الميثاق الملي واحتلال الموصل وكركوك، كما أن التهديدات التركية هي ليست ضد الشعب الكردي فقط، بل هي تهديد لكل العالم فأردوغان من خلال دعمه للمنظمات الإرهابية يحاول السيطرة على الشرق الأوسط والعالم، فهو يهدد ويبتز أوروبا من خلال الإرهابين والمرتزقة تحت مسمى اللاجئين، لينصاعوا لأطماعه ورغباته الاستعمارية، في احتلال المنطقة، والقضاء على مشروع أخوة الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا.
وقالت إيمان ندعو المجتمع الدولي والرأي العام العالمي الكف عن حالة السبات والصمت اتجاه سياسات أردوغان العدوانية على المنطقة، وممارساته القذرة في عفرين هي شاهد على طورانية الدولة التركية، لذا عليهم القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي في منع تحقيق سياسته الرامية إلى القتل والتهجير ونهب شعوب المنطقة عبر الاحتلال المباشر لمناطق شمال وشرق سوريا.
على المجتمع الدولي رد الجميل لشهداء مناطق الشمال السوري
وأوضحت المعلمة كلالة محمد بأن تاريخ جرائم الدولة التركية وسلاطينها الدمويين معروفة منذ الأزل، ولا زالت مستمرة حتى الآن في القرن الواحد والعشرون المعروف بقرن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد استطاع الشعوب في روج آفا شمال وشرق سوريا من تطبيق الديمقراطية والحرية، من خلال مبدأ الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري، وهذا ما كانت تخشاه الدولة التركية من نشر الحرية والديمقراطية في الوصول إلى الشعب التركي، لذلك يحاول أردوغان بكل الوسائل من عرقلة المشروع الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا والذي تجسد في الإدارة الذاتية الديمقراطية، من خلال دعمه للإرهابيين والمرتزقة في حربهم على مناطق شمال وشرق سوريا وفشلهم الذريع في ذلك، لهذا لجأ إلى الحرب المباشرة على مناطق شمال وشرق سوريا عبر حشد جيوشها على الحدود، وإعلان الحرب عليها، وهي تهدف بالدرجة الأولى إلى احتلال المنطقة وتدمير البنية الاجتماعية والسياسية فيها والقضاء على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ومبادئها في العيش المشترك والمساواة بين الجميع، وعلى المجتمع رد بعض الجميل لشهداء شمال وشرق سوريا الذين ضحوا بأرواحهم في الحرب والقضاء على الإرهاب العالمي وحاربوا نيابة عنهم، وذلك بردع الدولة التركية ومنع الاعتداء التركي.
نحن المعلمين في شمال وشرق سوريا ندين ونستنكر هذه العملية البربرية ضد شعوبنا من قبل الجيش التركي، والتي هي معاداة للقيم الإنسانية والمشروع الديمقراطي ومعادية للعلم والتعليم، فأردوغان يسعى إلى نشر الجهل والأمية بين أبناء المنطقة لسهولة السيطرة عليهم، وتطبيق سياسة التتريك كما فعلوا سابقاً بشعوب الشرق الأوسط، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على تركيا ومنعها من الاعتداء على شمال وشرق سوريا، كما ندعو الجاليات الكردية والعربية في العالم بالقيام بواجبهم، وإدانة العدوان التركي على شمال وشرق سوريا.
تقرير/ دلال جان
