مركز أقطان السلحبية يستقبل محصول القطن

تقرير/ صالح العيسى 

روناهي/ الرقة ـ تحتل الرقة السورية المرتبة الثانية بالزراعة بعد إقليم الجزيرة، ويعتمد الأهالي على الزراعة بشكلٍ رئيسي في معيشتهم كون التربة فيها صالحة للزراعة.

ويأتي القطن بالمرتبة الثانية في المحاصيل الأساسية بعد القمح، ويعتبر من أهمها، كما يشغل ثلث المساحة المزروعة تقريباً، وقد تأخر موسم زراعته هذا العام لكثرة الأمطار؛ مما جعل الأراضي موحلة، بحيث لا يستطيع المزارعون حرثها. إلَّا أنَّه كان موسم عطاءٍ على غير ما كان متوقعاً؛ فالإصابات بالدودة كانت طفيفة بحيث لم يكن لها تأثير ملحوظ على الجودة، والإنتاج.

بعد فراغ الفلاحين من جني محصول القطن؛ اتجهت أنظارهم صوب مركز أقطان السلحبية؛ حيث يُلحظ عطاء الرقة لأهلها، رغم الانكسارات التي قاستها فما فتئت تمنح أبنائها من خيرها الوفير.

في السلحبية ترى الشاحنات قد اصطفت، والبهجة تعتري وجوه المزارعين، وهم في طريقهم لبيع القطن الذي تكفلت بشرائه الإدارة المحلية، وفي هذا الصدد حدثنا الإداري في مركز أقطان السلحبية فتحي حسن قائلًا: “باشرنا باستلام محصول القطن من أهالينا الفلاحين في الثامن والعشرين من شهر أيلول المنصرم، وحتى الآن قمنا باستلام ما يقارب 1200 طن من مادة القطن”.

وأضاف: “نستقبل في اليوم الواحد ما يقارب الـ /35 إلى 40/ آلية، أي بما يعادل 500 طن، كما أن الموسم هذا العام كان ناجحاً مقارنةً بالموسم السابق الذي تضرر بسبب الآفات الزراعية؛ فقد سجلت الكثير من الإصابات بالدودة الشوكية، واللوزية”.

وعن آلية استلام المحصول قال حسن: “عملية استلام القطن من الفلاحين تحتاج إلى عدة إجراءات بسيطة قبيل القدوم إلى مركز الأقطان، وهي قطع منشأ باسم الفلاح من قبل اللجان الزراعية المفعلة في جميع الخطوط في الرقة، والطبقة بالإضافة لصورة هوية المزارع، وصورة هوية سائق الآلية مختومة من قبل لجنة الزراعة، كما أنَّ سعر القطن لهذا العام يتراوح ما بين الـ 320 ـ 330 ليرة سورية، بحسب جودة القطن، فنحن نتبع نظام العشر رتب في عملية فرز القطن. وحفاظًاً على سلامة المحصول، والعاملين في المركز قمنا بمنع التدخين داخله، ومنع دخول أكثر من شخص مرافق للآلية، بالإضافة للمواد القابلة للاشتعال التي بدورها تتسبب في نشوب حرائق داخل المركز مما يؤدي إلى تضرر واحتراق القطن الذي تم استلامه. وتصرف قيمة الفواتير في شركة تطوير المجتمع الزراعي بمرور 15 أو 20 يوماً على تاريخ تسليم محصول القطن”.

كما قال في سبب اختيار مركز السلحبية للاستلام: “اخترنا مركز السلحبية بسبب موقعه المتوسط ما بين مدينة الرقة والطبقة؛ لتخفيف العبء على مزارعي الطبقة الذين يرغبون بجلب ما جنوه من إنتاج القطن”.

كما نوَّه فتحي حسن إلى أنَّ المركز مجهز بالكامل لاستلام المحصول من خبراء، وفنيين، وإداريين أيضاً، وأضاف: “قمنا باستقطاب العمال من النساء، والرجال عن طريق نقابة العمال في الرقة لإنزال وتحميل أكياس القطن من وإلى الآليات ويبلغ عددهم 100 عامل وعاملة. المركز على أتم الجاهزية لإخماد أي حريق ينشب داخله”.

واختتم الإداري في مركز أقطان السلحبية فتحي حسن حديثه بالرد على الشائعات المتداولة بين الأهالي قائلاً: “بالنسبة للشائعات التي باتت حديث المجتمع حول التأخير في صرف الفواتير من قبل شركة تطوير المجتمع الزراعي، والتلاعب بالأسعار فهي عارية عن الصحة جملةً، وتفصيلاً، فالسعر ثابت كما أسلفنا بالذكر، كذلك الأمر بالنسبة لمدة صرف الفواتير”.

وفرَ فرص عمل للكادحين

يوفر مركز أقطان السلحبية فرص عمل لما يقارب المائة شخص سواءً الذكور، أم الإناث. عن هذا الموضوع؛ حدثنا المشرف على إحدى مجموعات عمال التحميل جاسم الصطوف قائلاً: “أتاح لنا موسم القطن فرصة عمل جيدة، والآن تتواجد أربع مجموعات من عمال التحميل في المركز تتقاسم العمل فيما بينها منهم نساء أيضاً، وهذا العام سيكون العمل أسهل بسبب كثرة اليد العاملة، وتوزيع المهام بشكلٍ منصف، فالنساء اقتصر دورهن على تعبئة الأكياس التي تتمزق أثناء عملية التنزيل، والتوزين فيقمن بتعبئتها في أكياس جديدة ليتم توزينها من ثم وضعها واحدةً فوق الأخرى”.