روناهي/ قامشلو – مدرسة موسى بن نصير في الحي الغربي بقامشلو الأكثر تألقاً من بين مدارس قامشلو؛ كون تجاوزت نسبة المعلمات فيها الـ 85%، وهذا ما أكدته لنا المعلمات في المدرسة.
خلال ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا؛ أدت المرأة دوراً لافتاً على جميع الأصعدة منها العسكريّة والثقافيّة والاجتماعيّة وغيرها. ولكن؛ في مجال القطاع التعليمي كانت لها لمسة خاصةً بها؛ كونها أدت دور الأم لأطفالها والمعلمة للطلاب، وكلا الطرفين في آنٍ واحد، واستطاعت تنظيم وقتها ما بين العمل والمنزل على الرغم من ثقل مسؤولياتها.
وبهذا الصدد؛ توجهت صحيفتنا إلى مدرسة موسى بن نصير في حي الغربي بقامشلو، حيث أدهشنا رؤية نسبة كبيرة من المعلمات ضمن المدرسة، اللواتي كنّ يدرسن الطلاب ضمن الصفوف، ناهيك عن تأدية أدوارهن الأخرى ضمن المدرسة.
قدوة لبناء مجتمع سليم
ولمعرفة المزيد عن دور المعلمات في المدرسة، التقينا بالمعلمة التي تدرس طلاب الصف الثاني في مدرسة موسى بن نصير نسرين بدران التي حدثتنا قائلةً: “للمرأة الدور الأكبر على الصعيد التعليمي؛ لأنها المعلمة ومربية الأجيال في آنٍ واحد، وتتحدى الصعوبات كافة لبناء مجتمع سليم”، وأكدت نسرين بأنها تعمل في المدرسة كإدارية ومعلمة في الوقت نفسه، ناهيك عن قيامها بكل ما تحتاجه أسرتها.
ونوهت نسرين بأن المعلمات الأمهات يجب عليهن تعليم الطلاب على المحبة والروح الرفاقية للتمتع بحقوقهم كاملاً لعيش مراحلهم الطفولية، وأشارت إلى أنّ الطفل إن لم يجد من يحتضنه ويوجهه قد يضيع، وأضافت قائلةً: “فالتربية قبل التعليم. لذا؛ يقع على عاتقهن القيام بدورهن والتعامل مع الجميع بسوية واحدة وبشكلٍ صحيحٍ”.
وأشارت نسرين إلى أن العام الدراسي الحالي سيكون مليئاً بالنجاح مقارنةً بالسنة الفائتة، كون هيئة التربية والتعليم خطت خطوات رائدة خلال فصل الصيف، وذلك لتحسين العملية التعليميّة، وفي النهاية تمنت المدرسة نسرين بدران النجاح والتوفيق لجميع المعلمات والطلاب.
التنسيق بين المنزل والعمل
وفي السياق ذاته؛ أكدت المعلمة التي تدرس طلاب الصف الخامس ضمن المدرسة نفسها سهام أوسي بأن مدرسة موسى بن نصير من أكثر المدارس تألقاً؛ وذلك لأن نسبة المعلمات فيها تتجاوز الـ 85%، مشددةً بالقول: “أسلوب تربية المعلمات الأمهات لإعداد وتربية الأجيال ليست سلطوية، بل على العكس”.
أما بالنسبة لتنظيم وقتها ما بين عملها في المدرسة والمنزل، قالت سهام بأنه تواجها بعض الصعوبات كون الدوام ينتهي في الساعة الواحدة ظهراً لتعود إلى منزلها والقيام بواجباتها كافة، وبالرغم من ذلك فهي تسهر الليالي للاهتمام بأطفالها وتؤمن مستلزماتها المنزلية كافةً، لتغادر إلى عملها في اليوم التالي مطمئنة.
المرأة هي المعلمة الأولى التي تقوم بتدريب الطفل منذ قدومه للحياة ورعايته وتعليمه اللغة الأمّ، ليصل إلى قمة التفوق والنجاح وتنير الدرب أمامه، وتساعده في تحقيق أحلامه وأهدافه.