مؤتمر ستار: “نعمل من أجل غرس القيم النبيلة في المجتمع”

تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة –  أكدت عضوة مؤتمر ستار ريما محمود بأنهن يسعين إلى تعريف المجتمع بحرية المرأة، ونبذ كل أشكال العنف ضد المرأة، وكذلك غرس القيم النبيلة في المجتمع من خلال الحملات التي يقمن بها بالتنسيق مع باقي الجهات المعنية بشؤون المرأة.

 تحت شعار؛ “المرأة تحمي روج آفا.. حافظوا على أرضكم وكرامتكم، اهزموا الاحتلال وداعش”؛ أعلن كل من مؤتمر ستار ومنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، ومؤسسة جنولوجيا عن إطلاق حملة لتعزيز وتطوير الوعي لدى النساء والشبيبة والمجتمع، والعمل على تعزيز دور المرأة في بناء مجتمع ديمقراطي حر، وتعريف المجتمع بحقوق المرأة ومبادئ حريتها.

المرأة ليست سلعة لزيادة الأرباح

وفي هذا السياق؛ حدثتنا عضوة مؤتمر ستار ريما محمود قائلةً: “في زمن الانفتاح والحرية والديمقراطية, ووصول المرأة إلى أرقى المستويات في استرداد حقوقها السياسية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، يحاول بعض القوى المعادية للمرأة المساس بكرامتها وتشويه صورة المرأة المناضلة في روج آفا وشمال وشرق سوريا, فالمرأة في ثورة روج آفا والشمال السوري استطاعت أن تعرف عن نفسها بالمعنى الحقيقي، وهذا لا يتناسب مع الأنظمة الرأسمالية والمنظمات الإرهابية، والأنظمة الحاكمة المستبدة التي تعادي المرأة بكل الوسائل والطرق، وبخاصةً ترويج جسد المرأة عن طريق الفضائيات التجارية للتحول إلى سمة من سمات العصر الرأسمالي الجديد، وهي التجارة بالنساء عن طريق الدعارة باسم حرية المرأة، فهم يتظاهرون بمنح المرأة حريتها وبطرق تسيء لكرامتها، ويعملون على فتح الأبواب بمصراعيها لهذه التجارة والآفة الاجتماعية من خلال تطور المفاهيم والدعايات التي تزيد المتاجرة بجسد المرأة، واستخدامها كوسيلة وسلعة لزيادة الأرباح من قبل الشركات والمصانع، لتكون النساء الضحية الأولى في المجتمع بترويج الدعارة”.

وأضافت ريما بأن المرأة في شمال شوريا تجاوزت كل المعوقات التي وقفت في وجهها، وحاولت التخلص من آفات المجتمع، عن طريق انخراطها بالعمل الثوري ومعرفتها لذاتها وبدورها التاريخي في بناء المجتمعات، واستطاعت من خلال تنظيم نفسها وتنظيم المرأة في كل المناطق المحررة من عدم الوقوع في شباك هذه الأنظمة المستبدة، وتجاوزت كل الصعوبات والأزمات، وهذا التطور والتقدم الذي حصلت عليها المرأة في الشمال والشرق السوري لا يتناسب مع سياسة القوى المعادية للمرأة، فعمدوا إلى خلق الفوضى وزعزعة الأمن في مناطق شمال وشرق سوريا من خلال الترويج والدعاية للدعارة وقتل النساء وعمليات الخطف والاغتصاب والمخدرات؛ بهدف زرع الخوف في قلوب النساء، والمساس بكرامتهن”.

استهداف الشبيبة من خلال المخدرات والدعارة

وأشارت ريما إلى  انتشار ظاهرة القتل والخطف والمخدرات قائلةً: “إن ظاهرة القتل والاغتصاب والدعارة وتعاطي المخدرات تتوسع بشكل كبير مؤخراً في مناطق شمال وشرق سوريا، وارتفعت معدلات الضحايا، وتحاول الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية إبعاد الشبيبة عن قضايا المجتمع عن طريق توسيع شبكات الدعارة والمخدرات بين الشبيبة وأوساط الطلبة في الجامعات والمدارس، فالشبيبة هم أساس المجتمع، وبهم تتطور وتنمو المجتمعات وتصل إلى أرقى المستويات. لذلك؛ تعمل هذه الأنظمة على تفكيك المجتمع بزرع الآفات المجتمعية عن طريق استغلال الشبيبة بالأموال والمخدرات والدعارة”.

نبذ كل أشكال العنف ضد المرأة

ونوهت ريما عن الغاية والهدف من تنظيم هذه الحملة قائلةً: “لقد تمكن مؤتمر ستار والمنظمات النسائية في شمال وشرق سوريا من كسر حاجز الصمت الذي قيد المرأة، وإيقاف ظاهرة العنف الممارس ضدها بنسبة كبيرة، ودفع الجهات المسؤولة إلى العمل من أجل القضاء على هذه الظاهرة. وفي الآونة الأخيرة شهدت المنطقة حالات كثيرة تعرضت فيها المرأة إلى العنف وبخاصةً القتل والخطف، والآن نحن نعمل على تنظيم حملة جديدة من أجل توعية المجتمع والمرأة بخصوص ظاهرة الدعارة والمخدرات والقتل والخطف، فتأتي أهمية هذه الحملات لما تلعبه من دور كبير في توعية المجتمع، وتكوين الشبيبة، وتوعية المجتمع في ضرورة صون كرامة المرأة واحترامها والحفاظ على حقوقها، ونبذ جميع أشكال العنف والاضطهاد الممارس ضدها”.

العمل على زرع القيم النبيلة

وأشادت ريما بدور مؤتمر ستار في تنظيم الحملة بالقول: “إن تنظيم هذه الحملة يأتي بالتزامن مع زيادة العنف ضد المرأة من قتل واغتصاب وخطف وتعاطي المخدرات وتوسيع شبكات الدعارة، وتعد هذه الحملة ثمرة جهود مؤتمر ستار ومنظمة سارة للعنف ضد المرأة ومؤسسة جنيولوجيا، اللواتي ناضلن لسنوات عديدة من أجل حقوق المرأة، واليوم نحن نعمل معاً من أجل تجاوز حالات العنف وتقديم التوجيه الاجتماعي لتخليص المجتمع والمرأة والشبيبة من هذه الآفة، والقضاء على ظاهرة العنف ضد النساء، والعمل على تعزيز دور المرأة في بناء مجتمع ديمقراطي حر عن طريق نشر الوعي بين النساء والشبيبة، والعمل على تغيير الذهنية الذكورية، ونبذ ممارسات الانظمة المستبدة التي تعتبر الخلية الأولى لتفكيك المجتمع، فالغاية من تنظيم الحملة نشر ثقافة المجتمع وغرس القيم والمفاهيم الأخلاقية النبيلة للمجتمع”.

واختتمت عضوة مؤتمر ستار ريما محمود حديثها بالقول: “نطالب جميع الشعوب على مختلف أطيافهم وأديانهم وكذلك نطالب مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع مؤتمر ستار ومنظمات المرأة  في نشر التوعية بين المجتمع، ونطالب الجهات المسؤولة في القيام بعملهم على أكمل وجه وحماية المرأة، وتشديد العقوبات على معتدي النساء ومرتكبي الجرائم بحقهن”.