روناهي/ الحسكة ـ برعاية حركة المجتمع الديمقراطي؛ عقد الاتحاد العام للفلاحين والثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة مؤتمره الأول في مقاطعة الحسكة تحت شعار “الثورة الزراعية هي أساس الثورات” بحضور ممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية والأحزاب السياسية وعدد كبير من الفلاحين وأصحاب الثروة الحيوانية في مختلف مناطق إقليم الجزيرة.
بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم ألقى عضو حركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو كلمة الافتتاح التي أشار فيها إلى أهمية انعقاد مؤتمر الفلاحين من أجل تنظيم أمور الزراعة وتطويرها، والعمل على إيجاد تنظيم خاص بالفلاحين يشرف على شؤون الفلاحين ويؤمّن متطلباتهم، والعمل على تأمين احتياجات المواطنين من المواد الغذائية، فهم يعتمدون على الزراعة والثروة الحيوانية بالدرجة الأولى، والاهتمام بهذا القطاع وتطويره له أهميته من الناحية الاقتصادية ويساهم في زيادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جهة أخرى تناول حسو الوضع السياسي، وآخر المستجدات على الساحة السورية عموماً ومناطق شمال وشرق سوريا خاصة، والتهديدات التركية لمناطق شمال وشرق سوريا، وبيّن بأن تكاتف شعوب المنطقة ووحدتهم هو الضمان للانتصار على هذه الاعتداءات، وأن الدولة التركية تحارب الديمقراطية وأخوّة الشعوب في منطقة شمال وشرق سوريا، وأكد: “إن العمل الاقتصادي ولا سيما العمل في المجال الزراعة وزيادة الإنتاج هو القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها قواتنا وقرارنا السياسي، فالاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي يزيد من صمودنا وقوتنا على مجابهة الأعداء، لذا علينا التمسك بالأرض والحفاظ عليها وزيادة الإنتاج”.
وعلى هامش المؤتمر؛ استطلعت صحيفتنا “روناهي” آراء بعض المشاركين حول أهمية انعقاد المؤتمر، وما سيصدر عنه من قرارات.
أهم دعائم الاقتصاد في إقليم الجزيرة
وبيّن الإداري وعضو اتحادات العام للفلاحين فاروق توزو، أهمية المؤتمر الأول للفلاحين والثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة؛ بقوله: “سيتم مناقشة كافة الأمور المتعلقة بالزراعة والثروة الحيوانية, وإيجاد نظام داخلي لاتحاد الفلاحين ينظم العمل فيما بينهم، ويضمن حقوقهم، حيث سيتم انتخاب سبعة أعضاء في المؤتمر للاتحاد العام للفلاحين من بينهم الرئاسة المشتركة”.
تابع توزو: “يقع على عاتق الاتحاد العام للفلاحين وضع دراسات استراتيجية لتأمين احتياجات المواطن من المواد الغذائية والاكتفاء الذاتي بشقيه النباتي والحيواني، واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في الزراعة، وعملية الحفاظ على الموارد المائية واستخدام المياه الجوفية والاستثمار الأفضل والأنسب له في الزراعة، فالزراعة والثروة الحيوانية من أهم دعائم الاقتصاد في إقليم الجزيرة، ومن أجل تطوير هذا القطاع علينا دعمها بكل السبل وتوفير المستلزمات اللازمة لها”.
الزراعة وتدجين الحيوان ارتبطت بالمرأة منذ القِدم
ومن جانبها؛ بينت عضوة المؤتمر غزالة محمود بأن الزراعة وتدجين الحيوانات ارتبط بالمرأة منذ القدم، فهي التي ابتكرت الزراعة، وتمكنت من اكتشاف البذور حتى أصبحت الركيزة الأساسية للبشرية لتأمين الغذاء، وأشارت إلى أنّ الزراعة هي المصدر الأساسي للحفاظ على البيئة والمناخ، أي أنها المصدر الأساسي للحياة على الأرض من خلال الأوكسجين الذي يطرحه النبات، وأكدت: “الحفاظ على الزراعة واجب أخلاقي وإنساني قبل كل شيء، لذلك تأتي أهمية انعقاد المؤتمر العام للفلاحين والثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة من أجل تقديم الدعم المناسب لهذا القطاع، والذي يعتبر من إنجازات المرأة، وهذا الدعم يجب أن يشمل عمليات الزراعة البعلية والمروية، وتأمين المستلزمات الضرورية لها سواء من المياه أو الأسمدة أو المبيدات الحشرية، وكذلك توفير المراعي للثروة الحيوانية التي تشكل جزءاً أساسياً من العملية الزراعية، كما يجب تطوير الزراعة من خلال استخدام التكنولوجية الحديثة وبما يتناسب مع الحفاظ على البيئة، حيث عمليات التنقيط والرذاذ، والحفاظ على المياه السطحية والجوفية والتي هي الأساس في الزراعة من خلال الترشيد في الاستهلاك”.
المرجعية الأساسية للفلاحين ومُربي الثروة الحيوانية
وأشار عضو المؤتمر محمد حسن علي بأن المؤتمر العام لاتحاد الفلاحين والثروة الحيوانية له أهمية كبيرة للفلاحين، حيث سيكون المرجعية الأساسية للفلاح في حال حدوث طارئ معهم، وستقدم الدعم اللازم للفلاحين وستدافع عن حقوقهم.
وأضاف علي بأن تأسيس الجمعيات الفلاحية والغنامية، هي لخدمة الفلاحين حيث تقدم لهم الدعم والمواد الأساسية لهم في عمليات الزراعة وتربية الثروة الحيوانية سواء عن طريق تقديم القروض أو البذار والأسمدة.
هذا وعبّر المشاركون في المؤتمر عن التزامهم بزيادة الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية من أجل تأمين احتياجات شعوب شمال وشرق سوريا من المواد الغذائية، وبما يدعم الاقتصاد في إقليم الجزيرة، وأقسموا على الوفاء لدماء الشهداء بأن يكونوا في مواجهة أي تهديد أو اعتداء على مناطق شمال وشرق سوريا، الذي جمعته أخوّة الشعوب وفق مبادئ الأمة الديمقراطية والعيش المشترك.
