أمهات الشهداء شهداؤنا شمسنا التي تضيء لنا حاضرنا ومستقبلنا

” استطلاع/ ايفا ابراهيم “-

روناهي/ قامشلو -“الأرض أرضنا، والسماء سماؤنا، والتاريخ تاريخنا، والحملة مهما كانت صعبة النصر حليفنا، الديمقراطية نظامنا، والقائد أوجلان قائدنا، والمرتزق أردوغان عدونا”؛ بهذه الكلمات أكدت لنا أمهات الشهداء بقامشلو في آراءهن حول تهديدات الدولة التركية المحتلة. 

ضجّ العالم جميعاً بانتصارات قوات سوريا الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا؛ كونهم رفعوا راية الحرية وأصبحوا قدوة لكل أحرار العالم، ويعود الفضل لأولئك الشهداء الذين سقوا تراب وطننا بدمائهم. وكلما اقترب أبناء شمال وشرق سوريا من حريتهم والعيش بحياة ديمقراطية، تصرّح الدولة التركية المحتلة بأنها ستجتاح مناطقنا، وتبدأ بتحشيد جيوشها ومرتزقتها على طول الحدود، ومثل هذه التهديدات ليست بجديدة، ولكنها ستنهار مجدداً أمام إرادة وعزم أمهات الشهداء.

وكانت لصحيفتنا “روناهي” جولة في مزار الشهيد دليل صاروخان بقامشلو، وأمهات الشهداء كنّ يجلسن بالقرب من أضرحة أبنائهن ورائحة الورد تعطر أرجاء المزار، وعند النظر في أعين أمهات الشهداء ترى فيها العظمة والشجاعة، فهن يستحققنَ التقدير والانحناء لهن، ويُضرب بهن المثل لأنهن يفتخرنَ بشهادة أبنائهن وبناتهن في سبيل الوطن.

“الأرض أرضنا والنصر حليفنا”

وخلال جولتنا في المزار؛ التقينا بإحدى أمهات الشهداء وهي حاملة صورة لأبنها الشهيد، وتدعى دلال حسين من قامشلو، والدة الشهيد سرحد الذي استشهد في مدينة الشدادي بالحسكة في عام 2017 على يد المرتزقة، فحدثتنا قائلةً: “منذ اندلاع الثورة في روج آفا والشمال السوري مرت مناطقنا بالعديد من الظروف ولا سيما هجمات القوى الظلامية التي كانت تهدف لخلق الفتن بين أبناء شعوب المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها. لذا؛ تم الإعلان عن تشكيل وحدات حماية الشعب للدفاع عن أرض الوطن والإنسانية، فسارع أبنائنا ومن شعوبها كافة بالانضمام إلى صفوفهم، وابني سرحد كان واحداً منهم”.

ونوهت والدة الشهيد سرحد بأن الدولة التركية الفاشية تلعب دوراً مسيئاً في مناطق شمال وشرق سوريا منذ اندلاع الثورة، وأكدت: “وتقوم بدعم القوى الظلامية كافة، وتسمح لهم بالعبور إلى مناطقنا عن طريق حدودها المجاورة، ومنها مرتزقة داعش حاملي ثقافة سبي النساء وقطع الرقاب”.

وأضافت والدة الشهيد سرحد قائلةً: “كلما ازدادت انتصارات قواتنا؛ الفاشي أردوغان ومرتزقته يصرحون بأنهم سيجتاحون مناطقنا من خلال سياستهم الدكتاتورية، وهي ليست جديدة، فعفرين المحتلة أمام أعيننا وهم يقودون سياسة القمع والإبادة فيها”.

مؤكدةً بأن هدف الدولة التركية الفاشية محاربة الكرد وضرب مفهوم الأمة الديمقراطية التي تنتهج فكر قائد الإنسانية أوجلان.

وأردفت بالقول: “نفتخر بشهدائنا الذين عشقوا الديمقراطية وطالبوا بحقوق الإنسان، فلنتخذ منهم شمساً تضيء لنا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا”.

واختتمت والدة الشهيد سرحد دلال حسين بإلقاء بضعة كلمات وبأعلى صوتها في مزار الشهيد دليل صاروخان أمام أضرحة الشهداء قائلةً: “الأرض أرضنا، والسماء سماءنا، والتاريخ تاريخنا، والحملة مهما كانت صعبة النصر حليفنا، الديمقراطية نظامنا، والقائد أوجلان قائدنا، والمرتزق أردوغان عدونا”.

حلم ابنها بالشهادة تحقق

وفي السياق ذاته؛ التقينا بالمواطنة سميرة خليل، وهي والدة الشهيد لقمان الذي استشهد خلال التفجير الذي حدث في حي الغربي بقامشلو عام 2017، والتي حدثتنا قائلةً: “انضم الشهيد لقمان إلى صفوف قوات الأسايش للسير في طريق أبنائنا الشهداء من أجل تخليص الشعوب وتحريرهم من ظلم المرتزقة للعيش بحرية، والذين ضحوا بدمائهم من أجل تحقيق أهداف الأمة الديمقراطية”.

مؤكدةً بأن حلم ابنها بالشهادة قد تحقق، وبأنهن كأمهات الشهداء بإرادتهن وعزمهن سيفعلن ما بوسعهن للحد من هذه التهديدات كون تراب الوطن مسقية بدماء الشهداء.

واختتمت قائلةً: “إن شهداؤنا وفكر قائدنا وتضحيات قواتنا جعلونا نعيش بأمان واستقرار، وثورة الحرية ما زالت مستمرة، فنحن قررنا إما الموت أو الحياة الحرة، وعاش الشهداء الخالدون”.