محصول الخيار .. بين المردود الجيد والتكاليف الباهظة لزراعته

تقرير/ حسام اسماعيل –

روناهي/ عين عيسى ـ يعتبر محصول الخيار من المحاصيل الصيفية ذات المردود الجيد لمزارعي عين عيسى وأرياف الرقة بشكلٍ عام، وتتطلب زراعته خبرة زراعية جيدة إلى جانب توفير الأسمدة والمخصبات الزراعية  لحاجته إلى الدعم الدائم والمستمر إلى نهاية مراحل تحقق الاكتفاء الذاتي، بالإضافة لتأمينه دخل مادي جيد للمزارعين، ويعمل في هذه الزراعة  نسبة كبيرة من العمال خلال هذا الفصل من السنة.

وتبدأ زراعته مع بداية شهر تموز، ويستمر حتى نهاية شهر ايلول أي مع بداية دخول فصل الخريف.

مراحل زراعته

وفي لقاءٍ مع أحد المزارعين من ريف الرقة الشمالي عساف معدان شرح لصحيفتنا “روناهي” مراحل زراعة هذا المحصول بالقول: “في البداية يجب اختيار الأرض المناسبة للزراعة، وتجهيزها بحراثتها بشكلٍ مناسب باستخدام الجرارات الزراعية، ومن ثم تخطيط الأرض الزراعية من أجل تسهيل السقاية بعد التجهيز، تأتي بعدها مرحلة زراعة البذور، ويجب أن يكون الصنف المزروع جيداً ليعطي الإنتاجية المطلوبة، وبعد نمو النباتات يتم التخلص من النباتات الضارة التي تعيق نمو المحصول بعملية التعشيب، وتتكرر هذه العملية لأكثر من مرة حتى يصل المحصول إلى مرحلة الجني”.

وتابع المعدان حديثه بالقول: “هنالك تكاليف مادية باهظة تقع على كاهل الفلاح مع بداية زراعة محصول الخيار تأتي من ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور، وعدم وجود جهة تدعمنا وتساعدنا لنستطيع تحمل هذه التكاليف المرتفعة. تبلغ تكلفة الدونم الواحد ما يقارب (40000) أربعين ألف ليرة سورية”.

وناشد المعدان لجان الزراعة والجهات الداعمة لدعم المزارعين للاستمرار في زراعة هذا المحصول، وتقديم الإرشاد الزراعي لهم.

الخيار بين تأمين فرص عمل وأمراض تعيق الزراعة

وتنتشر زراعة محصول الخيار في مناطق واسعة من أرياف الرقة وعين عيسى؛ حيث تتوفر فيها مياه الري الدائمة والتربة الخصبة، والمناخ الذي يساعد في نمو النباتات، وكثرت اليد العاملة وقربها من أماكن تصريف الإنتاج (سوق الهال).

تأتي أهمية زراعة محصول الخيار؛ لكونه محصول يزرع بعد المحاصيل الشتوية (الحبوب). لذلك؛ لا يعيق زراعة المحاصيل الرئيسية كالقمح والشعير والبقوليات، ويؤمن فرص عمل كثيرة للعمال، حيث يشتغل به ما يقارب الـ 50% من الأيدي العاملة الزراعية لحاجة هذا المحصول بالتحديد للعمل المستمر والدائم في كل مراحله، ويدر أرباح على الفلاحين، وتكون مدة زراعته قصيرة إلى حدٍ ما مقارنةً بالمحاصيل الأخرى والتي تحتاج إلى ما يقاب الأربعة أو الخمسة أشهر من بداية الموسم إلى نهايته، في حين أن زراعة محصول الخيار لا تتعدى الثلاثة أشهر كحد أقصى في حال كان الموسم سليماً ولم يصاب بأمراض زراعية تؤدي إلى خسارة الموسم بالكامل.

وهناك بعض الأمراض التي تصيب هذا المحصول وتسبب خسارة فادحة للمزارع ذات أساس حشري وفطري، ومن أشدها تأثيراً مرض الذبابة البيضاء (المن)، والمرض الفطري (الذبول)، وتم مكافحتها بالأدوية الزراعية المناسبة بعدة طرق، إما بالرش على الأوراق، أو بإضافتها مع مياه السقاية.

تسويق المحصول وأسعاره

تتأرجح أسعار المحصول في أسواق تصريفه بين ارتفاع وانخفاض، ويتأثر المزارع بشكلٍ كبير بهذا التأرجح، في حين أن أسعار مبيعه لهذا العام تساعد إلى حدٍ ما في تغطية التكاليف، وتحقيق أرباح جيدة لمزارعيه، بحيث يتراوح ثمن الكيلو غرام الواحد من 200 إلى 300 ليرة سورية في السوق المحلية، مقارنةً بأسعاره في العام الماضي التي كانت متدنية بشكل كبير، إضافة إلى ذلك يتحمل المزارع تكاليف النقل والتسويق إلى أسواق التصريف، مع دفع أجرة المبيع لتجار الخضار (الكمسيون).