سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

النمو عند الأطفال وأسباب تأخره

يمتاز جسم الطفل بأنه ينمو بسرعةٍ كبيرة؛ حيث تنمو جميع أعضاء الجسم بتناسقٍ رائع حتى تصل إلى المرحلة المتطورة عند مرحلة البلوغ، لذلك يحتاج الطفل من الوالدين الرعاية والانتباه والمراقبة للتأكد من سلامة نموه، فقد يعاني بعض الأطفال من تأخر النمو لأسبابٍ مختلفةٍ مما يسبب مشكلةً لديهم فيما بعد لأن لهذا التأخر الكثير من الأضرار والمضاعفات.
أعراض تأخر النمو عند الطفل:
من الأعراض الهامة عدم نمو جسم الطفل بشكلٍ طبيعي مقارنةً بمن هم في عمره، فيلاحظ الوالدان إن حجم طفلهم أصغر من حجم الأطفال الآخرين، أو فقدانه للنشاط والحيوية بسبب عدم حصول الجسم على كميات الطاقة المناسبة وبالتالي تجده دائم النعاس والتعب وقلة الحركة، قد تظهر بعض العلامات والأعراض الأخرى تدل على وجود مشكلة في النمو لديه مثل:
ـ اضطرابات في الغدة الدرقية عدم قدرة الطفل على الإخراج بسهولة نتيجة الإمساك، إصابة الجلد والشعر بالجفاف، ظهور بعض التشوّهات على الوجه حيث يكون نموه قليلاً.
يُوصف النمو بالمتأخر عندما لا ينمو الطفل بالشكل المناسب والطبيعي المُتوقع لعمره، وقد يحدث ذلك نتيجة العديد من الأسباب:
1ـ الإصابة بخلل في هرمون النمو، وقصور في الغدّة الدرقية وغيرها من الأسباب التي سيتم ذكرها لاحقاً في هذا المقال، وفي حال أُصيب الطفل بنقص في النمو ستظهر عليه العديد من الأعراض والعلامات.
2ـ نمو الطفل بسرعة أقل من المُفترض لعمره، فلا يتطور وزنه وطوله بشكل طبيعي وفقاً لمُخططات النمو القياسية. تطور بطيء في المهارات البدنية، مثل: التأخر في الجلوس، والوقوف، والمشي.
3ـ تأخر في اكتساب المهارات الاجتماعية، والعقلية، والإدراكية. تأخر في عملية تطور الخصائص الجنسية في مرحلة المراهقة، مثل: ظهور شعر الوجه للذكور والثدي للإناث.
4ـ ظهور شكل وجه الطفل بصورة أصغر من الأطفال الذين هم في نفس المرحلة العُمرية.
5ـ تأخر في البلوغ، ومن المُمكن عدم حدوث بلوغ.
6ـ زيادة في الدهون وخاصةً التي حول الوجه والمعدة.
7ـ بطء في نمو الأسنان وفي نمو الشعر.
أسباب تأخر النمو عند الأطفال:
ـ اضطراب الهرمونات في جسم الطفل مثل قلة إفراز هرمون النمو، أو انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.
ـ عدم الحصول على الغذاء الصحي؛ فخلايا جسم الطفل تحتاج إلى العناصر الغذائية الموجودة في الطعام من أجل النمو والتطور، وعند عدم حصولها على هذه العناصر فانه يقل نموها بالتدريج إلى ان تصبح مشكلةً في جميع خلايا الجسم.
ـ الإصابة ببعض الأمراض مثل: متلازمة داون أو متلازمة تيرنر، أو أورام في الغدة النخامية، أو أمراض الكلى والرئة والقلب والجهاز الهضمي، أو مرض فقر الدم.
ـ استخدام بعض الأنواع من الأدوية لمدةٍ طويلةٍ للأم أثناء فترة حملها.
ـ قلة وزن الطفل وهو جنين وعند ولادته.
ـ تأخر النمو البُنْيوي: واختصاراً CGD ، يُعرّف تأخر النمو البنيوي على أنه حالة تُصيب الأطفال بحيث ينمون بشكل طبيعي، ولكن يكون طولهم أقصر من الطول المتوسط الطبيعي لمثل من هم في عمرهم، وذلك بسبب بطء في نمو عظامهم، وتجدر الإشارة إلى أنهم قد يلحقون بأطوال أقرانهم في مرحلة البلوغ.
ـ وجود تاريخ عائلي في قصر القامة: قد يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بقصر القامة في بعض الأحيان، فإذا كان الوالدان أو أفراد من العائلة قصيري القامة من المُمكن أن تنتقل هذه الصفة للأبناء. الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية: مثل سوء التغذية، وأمراض الكلى، والقلب، والجهاز الرئوي، والجهاز الهضمي.
ـ نقص في هرمون النمو: يتمّ إنتاج هرمون النمو البشري المعروف اختصاراً HGH في الغدة النخامية، ويعمل هذا الهرمون على تحفيز النمو عند الأطفال والمراهقين، كما أنه يُساعد على نمو العضلات والعظام، ويلعب دوراً مهماً في عمليات التمثيل الغذائي للسكر والدهون، وفي حال حدوث نقص في مستوياته عن المستوى الطبيعي سيتأثر نمو الطفل ولن يتمكن من النمو بمعدل صحي وطبيعي.
ـ قصور الغدة الدرقية: قد تؤدي عدم قدرة الغدة الدرقية على إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية المسؤول عن تشغيل عملية التمثيل الغذائي في الجسم إلى معاناة الطفل من تأخر ونقص في النمو.
نصائح لتعزيز نمو الطفل: في الحقيقة يُنصح عادةً باتباع بعض الطرق والإجراءات التي من المُمكن ان تُساعد الطفل على أن ينمو ويتطور بشكل طبيعي منها:
ـ الراحة والنوم لمدة كافية: يدعم النوم الطفل ويُساعد على نمو جسمه بصورة صحية وطبيعية، ويحتاج معظم الأطفال لما يقارب 10-12 ساعة من النوم في الليلة الواحدة.
ـ التغذية الجيدة: يجب أن يحتوي النظام الغذائي الذي يُقدّم للأطفال على المُغذيات، والفيتامينات والمعادن الأساسية التي تحتاجها أجسامهم؛ وذلك لضمان نموهم بصورة طبيعية.
ـ المُمارسة المنتظمة للرياضة: تُعدّ السنوات الأولى من عمر الطفل الأهم لتطوره ونموه، ولذلك يُنصح الأهل بالاهتمام ببقاء وزن الطفل ضمن الحدود الطبيعية لعمره، وعدم إصابته بالسمنة والوزن الزائد، وذلك بتعزيز ممارسة الطفل للأنشطة الحركية والرياضية التي تُساهم في النمو الجيد للطفل، وسلامة صحته.