روناهي/ الحسكة – عبّرت نساء الحسكة عن آراءهن حول تهديدات المحتل التركي، واستنكرنَ كل أشكال التدخل في مناطق شمال وشرق سوريا وشددن على الدفاع عن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية بكل قوة.
مع دخول الثورة السورية عامها التاسع، لم تترك الدولة التركية الفاشية وسيلة وإلا استخدمتها ضد مصالح الشعب السوري بكافة فئاته، وخاصةً في شمال وشرق سوريا، التي حققت نجاحات باهرة على الأرض من خلال الانتصار على المرتزقة عسكرياً من جهة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وتحقيق الأمن والاستقرار وإدارة المنطقة من خلال نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية التي شاركت فيها جميع الأطياف والمذاهب السورية، والتي كانت هدفاً مباشراً للدولة التركية المحتلة، التي حاولت ولا تزال القضاء على هذه التجربة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وتواصل تهديداتها لمناطق شرق وشمال سوريا بالقوة العسكرية واجتياحها, وقد كانت لصحيفتنا روناهي استطلاعاً بين النساء في مقاطعة الحسكة حول التهديدات التركية الفاشية لمناطق شمال وشرق سوريا.
نرفض كل أشكال تدخل المحتل التركي في المنطقة
وفي هذا السياق أشارت المواطنة فالنتينا إلياس بالقول: “تأتي التهديدات التركية الفاشية لمناطق شمال وشرق سوريا بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية على المرتزقة والإرهابيين عسكرياً، الذين ساندهم المحتل التركي بكل ما يمللك من الوسائل المادية والعسكرية، وهيأت كافة الظروف والإمكانيات لهم لمحاربة المشروع الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا، واندحار المرتزقة أمام إرادة شعوب شمال وشرق سوريا كانت سبباً أساسياً في التوجه التركي نحو التهديدات المباشرة بقوتها العسكرية وجيشها نحو شمال وشرق سوريا، ومحاولة احتلال المنطقة برمتها، وهذا ما ترفضه شعوب المنطقة”.
وأضافت فالنتينا بالقول: “الممارسات التركية الطورانية وحربها على عفرين وشعبها الآمن يثبت للجميع نوايا الدولة التركية المحتلة في السيطرة والاحتلال، فالتهجير والتغيير الديمغرافي وإمحاء ثقافة المنطقة تدل على أن تركيا المحتلة لا تريد الاستقرار والسلام لشعوب المنطقة، بل تستهدفها من أجل نهب ثرواتها واستعباد شعوبها مرة أخرى، والتاريخ التركي حافل بالمجازر والحروب، وهذا ما يدركه شعوب المنطقة جيداً، ولن تقبل بهذه التهديدات، وترفض كل أشكال التدخل التركي السافر في المنطقة، وستواجه بمقاومة عنيدة وصلبة من قبل أبناء المنطقة مهما كانت التضحيات كبيرة, ولن يكون شمال وشرق سوريا إلا لأبنائها الذين يدافعون عنها”.
المشروع الديمقراطي يُشكل خطراً على الإمبراطورية العثمانية
وفي السياق ذاته نوهت المواطنة فريدة يوسف عبد الله بالقول: “بعد انتصارات قوات سوريا الديمقراطية عسكرياً على مرتزقة داعش، أعلنت الحكومة التركية الفاشية شن الحرب على شمال وشرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، فالحكومة التركية الطاغية تعتبر هذه القوات منظمات إرهابية متناسيةً إنها الداعم الوحيد للإرهابيين والمرتزقة، وهي من فتحت حدودها أمام مرتزقة داعش وسمحت لهم بالعبور إلى الأراضي السورية”.
وبينت فريدة بأن تهديدات الطاغية أردوغان لمناطق شمال وشرق سوريا لزعزعة الأمن فيها والسيطرة عليها واحتلالها، والسعي لتوسيع خريطة السيطرة على الأراضي السورية، وخاصةً بعد احتلال عفرين بحجج واهية كحماية أمنها القومي والحدودي، بهدف إحياء حلم الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى، ولكن بزمان مختلف.
وتابعت بالقول: “كل المؤشرات تؤكد بأن إعلان الحكومة التركية المحتلة الحرب على مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا بمثابة ردّة فعل على انتصارات قوات سوريا الديمقراطية، وردّة فعل على نهج الإدارة الذاتية الديمقراطية، التي تبنت فكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان في الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك وأخوّة الشعوب، لذلك ترى تركيا الطاغية أن هذا المشروع يشكل خطراً يهدد أمنهم القومي، ويبعد الحلم الأردوغاني بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط”.
طموح شعوب شمال وشرق سوريا بمثابة تهديد للمحتل التركي
وبهذا الخصوص ذكرت المواطنة هولير حسو بالقول: “إن الحكومة التركية الفاشية بعيدة كل البعد عن الحرية والديمقراطية، ومن أولويات تفكيرها العصبية القومية فقط، ويعد طموح الشعوب في شمال وشرق سوريا تهديد للأمن القومي التركي، لذلك تعمل على ضرب الطموح الكردي في إقامة مشروع الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك بين جميع الشعوب في شمال وشرق سوريا، حيث يسعى الاحتلال التركي خلال هذه التهديدات إلى إفشال المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، وكتم صوت الديمقراطية والحرية السائدة في المنطقة، بسبب خوفهم من وصولها إلى تركيا، وإثارة المجتمع التركي ضد حكومة العدالة والتنمية، وخاصةً بعد خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وحصول الحزب المعارض على بلديات المدن التركية الكبرى بمساندة الشعب الكردي، وهذا يشكل تهديداً لحزب أردوغان وسياساته الفاشية”.
وأضافت هولير بأن أردوغان يسعى من وراء هذه التهديدات إلى إبعاد الرأي العام العالمي عن جرائمه التي يمارسها مرتزقته بحق الأهالي في عفرين من؛ خطف وقتل واغتصاب وتدمير للبنية التحتية وحرق الأشجار وتدمير المنازل، بعد أن شرعن احتلاله لعفرين أمام أنظار العالم وبصمت دولي.
واختتمت قائلةً: “نطالب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بوقف الاعتداءات والتهديدات التركية الفاشية لشمال وشرق سوريا، ومحاسبة الدولة التركية المحتلة على جرائمها اللاأخلاقية بحق شعوب المنطقة، والخروج من عفرين وعودة أهلها إليها”.
