No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ دلال جان
روناهي/ الحسكة – أكدت بعض النازحات في مخيم الهول، واللواتي عانينَ الآمرّين من ويلات مرتزقة داعش، بالقول: “لقد عانينا الظلم على أيدي متطرفي داعش، وقد كانت انتصارات قوات سوريا الديمقراطية بمثابة انتصار للمرأة وتحريرها من الإرهاب والقوانين المُجحِفة بحقها”.
مع تحرير دير الزور آخر معاقل المرتزقة على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، وخروج الآلاف من النساء والأطفال من الباغوز إلى المناطق الآمنة، حيث تم نقلهم إلى مخيم الهول في الحسكة، وفي جولة لصحيفة روناهي في المخيم، سردت بعض النساء مآسيهن على أيدي المرتزقة بعد أن فرضوا عليهن سطوتهم عبر ما سموها بالأحكام الشرعية وفرضها على المجتمع الذي كانوا يحكمونه، وبالأخص على المرأة.
جعلوا المرأة بمثابة ورقة ضغط لتنفيذ غاياتهم المتطرفة
هناء الرفاعي امرأة في العقد الخمسين من عمرها من العراق الموصل، متزوجة ولديها أربعة أولاد سردت لنا قصتها بالقول: “لقد كان زوجي منتسباً إلى مرتزقة داعش، وكنا نتنقل من مكان إلى آخر خوفاً من الحشد الشعبي، حتى وصولنا إلى الباغوز معقل المتطرفين، حيث عانينا ما عانيناه من الظلم والقتل والجوع على يد مرتزقة داعش، فمارسوا أبشع الجرائم بحق الإنسانية وخاصةً بحق المرأة، فقد عانت المرأة في ظروف الحرب آلاماً كثيرة من النزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى، وعمليات الخطف والقتل والاغتصاب على يد مرتزقة داعش، كما عانت من فقدها أحد أفراد عائلتها سوآءً الزوج أو الأب أو الأخ أو الأبن، كل ذلك ضاعفت من معاناة المرأة، وخاصةً بعد وقوعها في مخالب المتطرفين الذين جعلوها بمثابة ورقة ضغط استخدموها لتنفيذ مشاريعهم وغاياتهم الإرهابية”.
ملاحقة النساء والتجسّس عليهن في عُقرِ دارِهن
وأضافت هناء بالقول: “مع بداية ظهور متطرفي داعش في المنطقة استخدمت المرأة كأداة لبسط نفوذهم في المنطقة ونشر تعاليمهم اللاأخلاقية التي هي بعيدة عن الدين الإسلامي، فأنشئوا جهاز الحسبة النسائية، وكانت مهمتها ملاحقة النساء والتجسس عليهن في عُقر دارهن وفي الأسواق وجرهن إلى أماكن مجهولة لتنفيذ حكم الجلد عليهن أو قتلهن بطريقة وحشية، بحجة عدم تنفيذهن الأوامر، دون مراعاة للسن واحترام المسنات أو العطف على الصغيرات، فالمرأة لدى المرتزقة لم تكن سوى أداة للجنس وإنجاب الأطفال، فكانوا يطبقون بحقهن أبشع الممارسات”.
واختتمت هناء قائلةً: “بعد مجيئنا إلى مخيم الهول أصبحنا في أمان وطمأنينة، حيث قدمت لنا الإدارة الذاتية الديمقراطية الأمن والسلام، ونأمل من الإدارة أن تنظر إلى موضوع اللاجئين والنازحين والتواصل مع حكومة بلداننا لنعود إلى مناطقنا بسلام”.
بُتِرت ساقيها في حملة الباغوز ….
وفي السياق ذاته التقينا مع نازحة في مخيم الهول تدعى عائشة العلي، وهي امرأة في الأربعين من العمر، من العراق، بترت ساقيها في حملة الباغوز، حيث قالت: “عانينا الكثير من المآسي من قتل وتعذيب وجلد واغتصاب على أيدي متطرفي داعش، حيث فرضوا على النساء أشد العقوبات إذا لم تخضعن لأوامرهم أو الاستجابة لطلباتهم، فقد كانت المرأة تجبر على الزواج من أكثر من رجل، وتتنقل معه من مكان لآخر حسب إقامة زوجها، وكانوا يعاقبون المرأة لأتفه الأسباب، فقد كانت عقوبة عدم لبس العباءة والخمار عشرين جلدة، وعقوبة مساحيق التجميل والكحل خمسة جلدات، وعقوبة العصيان لأوامرهم عشرة جلدات، واللباس الشرعي حسب معتقداتهم هي قطعة قماش أسود تغطي الرأس والظهر وتسدل على الوجه بالكامل مع العينين والدرع والكفوف، فالمرأة لم يكن يسمح لها الخروج من المنزل إلا للضرورة فقط، ومع محرم يرافقها وباللباس الشرعي الكامل، وإذا خالفت إحداهن الأوامر هناك عناصر يسمونها الحسبة يتمتعون بكل الصلاحيات لمحاسبة المرأة والرجل معاً، لأنهم يعتبرون الرجل مسؤول عن المرأة وولي أمرها، ويجب محاسبته قبل المرأة، لذلك كانوا يجلدون الرجل في بادئ الأمر أربعين جلدة، وبعدها كانوا يقومون بجلد النساء”.
انتصارات قوات سوريا الديمقراطية انتصار للمرأة
وأردفت عائشة بالقول: “كما أن المرأة داخل منزلها لم تفلت من أعمالهم الوحشية، فقد كانوا ينظرون إلى داخل سور المنازل لرؤية لباس وتصرفات النساء، فأحياناً النساء كن يخرجن إلى حظائر الأغنام والأبقار دون اللباس الشرعي، لأن المرأة لا تستطيع تأدية الأعمال المنزلية باللباس الشرعي، لذلك كانت تحاسب بالجلد بتهمة التبرج، أو يحاسب زوجها بالجلد أو دفع غرامة مالية”.
واختتمت عائشة حديثها قائلةً: “لقد عانينا الظلم على أيدي متطرفي داعش، وقد كانت انتصارات قوات سوريا الديمقراطية بمثابة انتصار للمرأة وتحريرها من الإرهاب والقوانين المجحفة بحقها.
No Result
View All Result