No Result
View All Result
المشاهدات 1
غاندي إسكندر –
يخطئ البعض عندما يقول إن مرتزقة داعش يشنون حرباً اقتصادية على الشعوب التي انتصرت عليهم في شمال وشرق سورية من خلال لجوئها إلى إحراق قوت الفلاحين البسطاء تحت جنح الظلام، فالمقصود بالحرب الاقتصادية هو الصراع على الموارد الاقتصادية، وتملّك الأسواق العالمية والمحلية، ومصادر الطاقة والماء، ومنع الدول من امتلاك مقومات العيش من خلال فرض الحصار عليها كما في حالة إيران وكوريا الشمالية، والحرب المفروضة عليهما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. لكن مع حالة مرتزقة داعش الذين انهزموا في ساحات القتال أمام قوات سورية الديمقراطية وسقطت دولتهم المزعومة حين انكسارهم من الناحية العسكرية في الباغوز الأمر يختلف، فهؤلاء المرتزقة الذين شوهوا قيم الدين الإسلامي الحنيف من خلال أفعالهم النكراء بحق الناس الآمنين في سورية، والعراق، ومعظم أماكن تواجدهم قد أفلسوا من جميع النواحي وباتوا جراذين مختبئين في الصحاري والقفار. وحين لم يتحمل ممولوهم من تحمل نتائج الخسارة المدوية التي لحقت بهم سعوا إلى لملمة أوراقهم التي تبعثرت من جديد، والبحث عن سبل أخرى لإلحاق الضرر بالشعوب المتطلعة إلى الانعتاق من قيود الذل، فوجدوا ضالتهم بانتقام الجبناء، والذي تمثل بحرق محاصيل القمح، والشعير، وهو أسلوب رخيص لا أخلاقي لا يلجأ إليه إلا كل مذعور من نتائج تحول الشعوب إلى الحياة الديمقراطية. فما تقوم به الشعوب المنتصرة على الإرهاب من بناء للمؤسسات الشعبية، وترسيخ أساليب العيش الحر، وتعبير كافة الأطياف عن ذاتهم ومشاركتهم مع بعضهم البعض في صقل الشخصية المؤمنة بالتآخي والعيش المشترك، وتشييد مفاهيم الأمة الديمقراطية القائمة على الحوار البناء والتفاهم، والقبول بالأخر بين مختلف الشعوب، والثقافات المتعددة. وانطلاقاً من رؤية المتربصين بهذه القيم، ورفضهم لحالة اتحاد، واندماج الشعوب ضمن التنوع والاختلاف، وما تشكل لهم هذه الحالة المجتمعية من اندثار لأحلامهم القائمة على استعباد الأخر لذلك ينحو أصحاب الرايات السوداء بعد هزيمتهم الميدانية إلى القيام بكل أمر دنيء يفضي إلى إحداث شرخ أو خدش للوحة الفسيفساء الجميلة التي رسمها أبناء المنطقة بدمائهم، فاقتلاع أشجار الزيتون، وخطف الأبرياء، والتنكيل بالجثث، والتغيير الديموغرافي الممنهج في عفرين والشهباء وإشعال النيران بحقول الفلاحين في إقليم الجزيرة. إن هذه الأفعال الجبانة لا تعتبر حرباً اقتصادية على المكونات السورية بل تعتبر أسلوب حياة يتبعه الغادرون بأحط معانيه، فإيذاء الفقراء والناس البسطاء وحرمانهم من جني محاصيلهم ليست شجاعة وهذا الأسلوب لن يوصل أصحابه إلى مآربهم، فالمراهنة على المكاسب من خلال اتباع سياسة التجويع هي مراهنة خاسرة ولن يُكتب لها الظفر، فمن ذاق طعم الحرية والكرامة، وسلك دروب الديمقراطية لن يستكين لمثل هذه الأفعال الجبانة، فإرادة الحياة بألوان القمح الزاهية أقوى من إرادة مروجي اللون الأسود، وستبقى ثقافتنا أقوى من عدوانهم وإرهابهم.
No Result
View All Result