اضطرابات التخدير في الحمل متلازمة ميندلسون

د. غزالة جميل شويش –

متلازمة ميندلسون (ذات الرئة الاستنشاقيّ): هي التهابُ رئة كيميائيّ شائعُ الحدوث الناجمة عن تسمم أثناء التخدير، وخصوصا أثناء المخاض أو خلال الولادات الجراحيّة وتتميّز بارتفاع معدل الوفيات. ويكون خطر هذا الاختلاط أعلى أثناء الحمل بسبب التبدّلات الفيزيولوجيّة. وتتضمن بطء زمن الإفراغ المعديّ، تبدّل موقع المعدة إلى الصدر بسبب الرحم الحامل، وبالتالي تبدّل موقع المصرة المريئيّة المعديّة الواقية. ويمكن أن تشمل محتويات التسمم عصير المعدة والدم والصفراء، والمياه أو كلها مجتمعة.تتراوح الإجراءات المتخذة لتقليل هذا الاختلاط من الإجراءات الوقائيّة حتى التشخيص المبكر والمعالجة. ويجب أن تكون الإجراءات الوقائيّة ضدَّ الإقياء والاستنشاق. ويحدث هذا الاختلاط بشكل شائع أثناء تحريض التخدير العام.
إنّ تجنّب أو تقليل التخدير العام في الممارسات التوليديّة سيقلّل بشكلٍ هامٍ هذا الاختلاط. رغم إمكانيّة حدوثها أثناء التخدير الناحيّ لكن الخطورة أقل من تلك المشاهدة في التخديرِ العام. يجب أن تكون المعدة فارغة عندما تكون الولادة الجراحيّة هي المخطط لها، أو المتوقّعة. ولكن لا يمكن تحقيق ذلك أثناء تحريض المخاض لذلك يفضّل أن تكون الوجبة خفيفة أثناء ذلك لقليل الخطورة يضمن الصيام في ليلة العمل الجراحيّ أن تكون المعدة فارغة.أصبح استخدام مضادّات الحموضة عالميّاً أثناء المخاض وقبل الجراحة حيث يجب أن نعطي المريضة أثناء تحريض المخاض أحد أنواع مضادات الحموضة مثل سيترات الصوديوم حيث يقلّل حموضة المعدة ويقلّل خطورة التهاب الرهويّة رئة الكيميائيّ إذا تقيأت المريضة أو استنشقت أما عند المريضات اللواتي سيخضعن للجراحة نعطي مضادّات مضخة البروتون مساءَ وصباحَ اليوم المقرّر للجراحة وتُعطى سيترات الصوديوم قبل تحريض التخدير العام وذلك في القيصريّة الإسعافيّة تقلّل مشاركة مضادات الحموضة مع مضادات الإقياء من خطورة الإقياء وبالتالي الاستنشاق قد نعطي مضادّات مضخة البروتون وريديّاً في بعض حالات القيصريّة الإسعافيّة.
من الإجراءات الهامّة لتقليل خطورة الاستنشاق: تطبيق ضغط على العظم الحلقيّ أثناء التنبيب والذي يساعد في الوقاية من الإقياء والاستنشاق, كما تساعد الأنابيب الرغاميّة المنحنية حتى لو حدث الاقياء ند المريض, تضمن ألة المص سحب كل المواد من فم وبلعوم المريض عند التقيؤ. يمكن أن يحدث التقيؤ والاستنشاق عند نزع التنبيب. لذلك من المفضل أن يتم ذلك والمريض بالوضعية الجانبية وراسه إلى الأسفل مع الجاهزية الكاملة لسحب أي مفرزات.
عندما يحدث هذا الاختلاط فإن التمييز الجيّد والعلاج السريع يقلّل من العواقب. من الحيويّ أن ندرك أنّ هذا الاختلاط قد يحدث عند الماخضات طبيعيّاً. ومن الأعراض الباكرة تسرّع التنفس، الزرقة، خراخر في الصدر. ويجب أن تتضمن المعالجة الستيروئيدات, المضادات الحيويّة، التهوية. إنّ المشاركة بين هذه الإجراءات تقلّل من حدوث هذا الاختلاط وعواقبه.