No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ باهوز أحمد –
روناهي/ الشهباء – قال المواطن أبو محمد الذي التقيناه في إحدى الفعاليات المُنددة ببناء جدار التقسيم بعفرين، أنه خرج من قريته جلبر بعد الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين بشكلٍ كامل، وإلى اليوم لا يعلم ما يحدث في قريته، ولا إن كان بيته من بين تلك البيوت التي دمرها الاحتلال أم لا.
يسترجع أبو محمد ذكرياته من قريته التي باتت معظم بيوتها رُكاماً، اليوم وهو يرى بعينيه ما يحدث في تلك القرية التي وصفها بالمنكوبة، لكن هذه المرة ليس بفعل القصف أو الحرب، بل لأن جيش الاحتلال التركي بدأ منذ 8 نيسان بعملية جرف وتدمير المنازل وبعض المرافق العامة في قرية جلبر “جلبل”، التي تقع على بعد 7 كيلومتر فقط شرقي مركز مدينة عفرين، بهدف تشيد الجدار الإسمنتي العازل الذي أطلق أهالي عفرين عليه اسم؛ “جدار التقسيم والاحتلال”.
دمر المحتل التركي أكثر من 15 منزلاً عائد للمدنيين
وأفادت مصادر محلية عدة عن قيام جيش الاحتلال التركي بتدمير ما يقارب 15 منزلاً عائد للمدنيين، ومرافق عامة مثل المدرسة الابتدائية في الجهة الجنوبية للقرية والوحدة الإرشادية الزراعية في الجهة الشرقية، وخزان مياه.
كان يبلغ عدد منازل قرية جلبر 60 منزلاً، وبعد الاحتلال التركي تفرق شمل العديد من العائلات، ويُشير أبو محمد الذي فضل عدم ذكر اسمه الصريح خوفاً على حياة أقارب له في عفرين، إلى أن شقيقه الأصغر عاد إلى عفرين بهدف المكوث في قريته والاعتناء بأملاكه، إلا أن جيش الاحتلال التركي لم يسمح لأحد من أبناء القرية المتواجدين في عفرين من العودة أو حتى إخراج حاجيته الأساسية من منازلهم.
وحاول الشقيق الأصغر لأبو محمد الذي يقطن الآن في مدينة عفرين مراراً من زيارة قريته لكن بدون فائدة تذكر، وتابع بالقول: “كنا على اتصال سابق بشقيقي وعدد من أبناء قريتي في عفرين، لكن بعد قيام جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بإزالة وتدمير أبراج الاتصالات السورية بشكلٍ كامل انقطعت اتصالاتنا بذوينا ومعارفنا في عفرين”.
وكان العم أبو محمد قد حصل على معلومات من بعض الأهالي قبل أيام عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وقالت تلك المصادر التي كانت على اطلاع بما يحدث في القرية، أنه أكثر من 15 منزلاً عائد للمدنيين تم تدميره عبر تلغيمه وجرفه من قبل آليات ثقيلة استقدمها جيش الاحتلال التركي، وقالت تلك المصادر أن بعض الفصائل المرتزقة تشرف على حماية الطرق المؤدية إلى جلبر دون السماح لتلك الفصائل من الدخول إلى القرية أيضاً.
وتظهر الصور والمقاطع المصورة للقرية، وكذلك اطلعت صحيفتنا عن قرب على وضع القرية التي مازال جيش الاحتلال التركي يعمل على تشييد الجدار الإسمنتي ويقسّم هذا الجدار القرية إلى قسمين منفصلين، وأفادت مصادر محلية إلى أن الاحتلال أقدم على تدمير منزلين آخرين يوم 23 نسيان عبر تفجيره ومتابعة أعمال بناء الجدار.
ويُوثّق أبو محمد أسماء عدد من أبناء القرية الذين تعرض منازلهم للتدمير ومن بينهم “علي سعيد عيسى- عبدو إبراهيم عبدو- محمد حسن عبدو- حسن عبدو عيسى- عثمان عبدو عيسى- عزيز مجيد عيسى- حسين مجيد عيسى- محمد عطا – رضوان شوكت عيسى- إبراهيم خاني- صالح عيسى- إبراهيم عبدو عيسى- جمال عبدو- فوزي مجيد عيسى، ومنزل شقيقه الذي يقطن حالياً في مدينة عفرين”، إضافةً لمدرسة القرية والوحدة الإرشادية في القرية.
قرية جلبر لها تاريخ قديم لوقوعها على الطرق التجارية
ويُشير أبو محمد إلى أن قرية جلبر لها تاريخ قديم لوقوعها على الطرق التجارية، ويُشير إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته يعمدون إلى تدمير القرى الكردية الأصلية في المنطقة، عبر تدميرها، في حين إن قرية أناب ومريمين، التي يقطنها عدد من العائلات العربية لا تبعد مسافة عدة كيلومترات من قرية جلبر، إلا أن سكانها العرب ما زالوا يقطنون فيها، وتابع بالقول: “كذلك قرية كوبالة المحاذية لجبلر والتي كانت تعد قسماً من قريتنا تم تهجير الكرد منها وبقي العرب فيها، ويؤكد أبو محمد إلى أن هدف الاحتلال واضح وهو تغيير هوية المنطقة والتمييز العنصري ضد الكرد فيها”.
وبتاريخ 8 نيسان وبعد لقاء أردوغان مع بوتين، سارع الجيش التركي المحتل ببناء جدار إسمنتي عازل في محيط مدينة عفرين وبالتحديد في قرية جلبر “جلبل” 8 كم جنوب شرق مركز المدينة، وأيضاً في قرية مريمين 6 كم شرق المدينة، وكذلك قرية كيمار الأثرية 8 كم جنوب المدينة، وفي حال إتمام بناء الجدار فإن منطقة عفرين سيتم عزلها بشكلٍ كامل عن سوريا وبالتحديد عن الريف الشمالي لحلب.
الخطوة التركية الأخيرة تأتي استكمالاً لعدة خطوات أخرى استهدفت منطقة عفرين منها التغيير الديمغرافي، وتهجير نحو 75 % من سكانها وإحلال آخرين مكانهم، وسرقة الممتلكات بما فيها موسم الزيتون، وكذلك حالات الخطف والاعتقال العشوائي، وفرض التتريك في المدارس وتغيير أسماء القرى وربط المنطقة بولاية هاتاي (الإسكندرون)، وكذلك بناء أكثر من 200 نقطة عسكرية واستخباراتية في منطقة عفرين. والكثير من الإجراءات الاستيطانية كمحاولة بناء مستوطنات بدعم مالي قطري.
وقد نظم أهالي عفرين المهجّرين قسراً في الشهباء فعاليات عدة للتنديد بالصمت الدولي ولاسيما الروسي والحكومة السورية، من بناء جدار تقسيم سوريا، وطالب الأهالي خلال تلك الفعاليات الجانب الروسي والحكومة السورية باتخاذ إجراءات لمنع تقسيم سوريا، في إشارةً إلى أن الاتفاق الروسي التركي هو الذي يشجع قيام الاحتلال بهذه الأفعال.
ويستمر الاحتلال التركي ببناء الجدار في قرية جلبر أمام أنظار قوات النظام المتواجدة في قرية تنب التي لا تبعد سوى 2 كيلومتر عن منطقة الجدار، وكذلك القوات الروسية التي تبعد عن مقر قيادتها الأساسي في ريف حلب الشمالي عن منطقة الجدار نحو 5 كيلومتر فقط، أي في قرية كشتعار.
وكان العم أبو محمد قد شارك مؤخراً برفقة زوجته وإلى جانب المئات من أبناء عفرين في اعتصام بقرية صوغناكه المحاذية لجدار التقسيم في قرية كيمار، وأكد أبو محمد أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم وهم مستعدون للعودة إلى قريتهم والعيش في خيم بدلاً من بيوتهم المدمرة ولن يتركوا قريتهم للاحتلال، في إشارةً إلى تصعيد النضال ومشاركته في الفعاليات المنددة بسياسات الاحتلال التركي.
No Result
View All Result