No Result
View All Result
المشاهدات 0
حوار / آزاد كردي –
روناهي / منبج – قال الإعلامي بقناة منبج الفضائية؛ أحمد عليوي؛ بأن صعود الإعلام في مدينة منبج وريفها بعد تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية، كان ناجحاً قياساً بالفترة الأولى التي نشأ فيها. وقد تحملق حوله؛ فئة من المحبين؛ الراغبين بإثبات نقلهم للحقيقة، والتعبير عن تطلعات الجيل الجديد بالتغيير والإصلاح”.
إن الإعلام في منبج حقق قفزة نوعية من خلال التباين النوعي للحقيقة بين ضفة بيضاء للإدارة المدنية، وأخرى سوداء للمرتزقة، وكذلك لخدمة المواطن بالدرجة الأولى فعلى الرغم من كون الإعلام ناشئاً، فقد استطاع خلق موجة مضادة لكافة ردود الأحداث المتسارعة بشكلٍ فعال، عبر تجربة فريدة، تكللت بنجاح باهر؛ بنقل قضايا المجتمع وأوجاعه، وتأثيره أيضاً بمجمل التفاعل الاجتماعي.
وجاء ذلك ضمن سياق حوار، أجرته صحيفتنا “روناهي” مع الإعلامي بقناة منبج؛ أحمد عليوي؛ الذي حدثنا حول النشأة الأولى للإعلام بمدينة منبج وريفها، واتخاذه دور العرين الذي يعاضد الإدارة المدنية الديمقراطية بالدفاع عنها من هجمات الأبواق التركية، وتفاعله مع قضايا المجتمع. وفيما يلي نص الحوار:
ـ يبدو إن نشوء الإعلام في مدينة منبج، شكّل لحظة فارقة بين فصلين من رحلة السواد والبياض، كيف تحدثنا عن لحظة ولادة الإعلام في هذا الواقع المتناقض؟
بدأت الحركة الإعلامية في النشوء بمدينة منبج، مع تزامن تحرير المدينة من المجاميع المتطرفة؛ المتمثلة بداعش وأخواتها. وكابد المواطنون إبّان حكمهم؛ المعاناة والهوان إلى درجة وصل الأمر بهم، أن الحياة برمتها، توفقت بسبب الحصار المفروض على الشعب مما حملهم على الاستياء جرّاء الإجراءات التعسفية بحقهم، والتي لا تستند في طياتها على مصلحة الأهالي، بل على نصب الكره والعِداء. وعجز الإعلام في هذه الفترة عن نقل الحقائق والفظائع المرتكبة بسبب التشديد الأمني الهائل الذي فرضه المتطرفون على المواطنين، فلم يتجرأ أياً من المواطنين على تصوير مشاهد حيّة، أو صور شخصية بحجة توجيه الاتهامات المباشرة بضلوعهم على حد توصيفهم بالعمالة مع جهات خارجية والتواطؤ بالخيانة العظمى ضد دولة الخلافة، مما يعني تعرض صاحبها للخطر، وفقدان رأسه في مرمى شباك الاتهامات والذرائع الجاهزة بسبب غياب أي مظهر للعدالة. واقتصر دور الإعلام على الوكالات والشبكات الرسمية والإذاعية؛ الخاضعة لسطلة المرتزقة، دون السماح لأحد بنقل أو تدليس أو دحض ما تقول تلك الأبواق الإعلامية؛ لأن ذلك ضرباً من الجنون، وعاقبتها لا تقل عن الموت، لكن في الكيفية التي لا يشتهيها صاحبها، ويرتضيها لنفسه، بل لأن ذلك الموت ليس مشيئة بل قدراً لا مناص منه البتة. وأثناء بدء تحرك قوات مجلس منبج العسكري لتحرير المدينة، بدأ بعض الأشخاص؛ العمل على نقل صوت المعركة، حاملين مسؤولية ذلك من كون صوت الكلمة لا يقل تأثيرها عن صوت الرصاصة، فرافقوا فيصل أبو ليلى وأبو أمجد وغيرهم ممن دفعوا أرواحهم، لنقل الكلمة أو ظلها، فكانت ترجمة أعمالهم؛ توحي بأدق تفاصيل المعركة.
وشهدت تلك الفترة، عمل بعض الهواة، ممن لا يمتلكون أدوات إعلامية خاصة، بل غلب عليها استخدام الجوالات للتصوير عبر أخذ صور يوثقون بها انتصارات قوات مجلس منبج العسكري. كتصوير مشاهد للاشتباكات وشراستها، وتصوير تسلل لتلك القوات إلى أحياء المدينة؛ للالتفاف على عناصر المرتزقة المتطرفين، وإيقاعهم في الكمين. وتسجيل أبرز البيانات لقيادات قوات مجلس منبج العسكري. إضافةً لتصوير مشاهد خروج المواطنين من نقاط الاشتباك رجالاً ونساء وأطفالاً، ورصد معاناتهم في أجواء كارثية. فضلاً عن مشاهد تراجيدية، أكثرها حزناً وأسى، من خلال نقل صور؛ لارتقاء العديد من الشهداء الأبطال إلى منزلة الشهادة، في معارك التحرير. ومع إعلان تحرير مدينة منبج في تاريخ 15/8/2016م، بدأت مرحلة جديدة من الإعلام، غلب عليها طابع التنظيم والمهنية، وذلك بتأسيس قناة تلفزيونية، حملت اسم قناة منبج الفضائية، تنقل الأخبار المحلية بالنسبة للمدينة، إلى جانب الأخبار في شمال وشرق سوريا، برؤية أكثر شمولاً وواقعية، بعد حقبة استأثر عليها التهميش والإقصاء. كما كان افتتاح المركز الإعلامي بالمدينة؛ دوراً في ترسيخ الوجود الإعلامي بشكله المجتمعي، حيث يتعايش الإعلام مع الأوساط الاجتماعية على نطاق واسع، إضافةً لبعض الوكالات والشبكات الإعلامية الأخرى؛ مثل شبكة أوسو، وإذاعة فرات أف إم.
ـ هل استطاع الإعلام تأدية دوره الريادي بشكل يتماشى مع مفاصل المرحلة الحساسة الراهنة؟
في أجواء من البحث عن إيجاد أرضية صلبة، ترتكز على تأهيل كوادر إعلامية ناشئة قادرة على مواكبة الدور الريادي المناط بهم، كانت الخطوة الأولى لمكتب الإعلام بمدينة منبج، إذ بدأ العمل؛ بعدد من الأشخاص الهواة الراغبين بوضع حجر الأساس لهذا الاختصاص الاجتماعي الحيوي، فعملوا في بادئ الأمر دون مظلة رسمية بشكلٍ طوعي عبر التقاط صور لأبرز الأحداث الجارية، لتوثيق إنجازات التحرير، عن طريق الجوالات، ومن ثم نشرها على صفحات السوشيال ميديا الخاصة، في ظل ظروف المدينة المحررة آنذاك، حيث لا تزال الأنقاض المتناثرة تملأ الأمكنة، ورائحة الدمار تغص مضاجع المواطنين، ممن نزحوا خلال مدة الشهرين إبّان عملية التحرير من رجس المتطرفين. وطبقاً لحاجة المجتمع؛ لتغطية فعالياته ونشاطاته المتعددة، فقد شرعت الإدارة المدنية الديمقراطية بمدينة منبج وريفها؛ بتأسيس مكتب خاص بالإعلام، يرعى قناة منبج الفضائية، ويتكفل بإعطاء التراخيص، والمهام الإعلامية لكافة الإعلاميين والصحافيين المحليين والأجانب. إن النموذج الديمقراطي الفريد؛ المطبق من خلال فلسفة القائد أوجلان في مناطق شمال وشرق سوريا، أصاب الدولة التركية بالجنون، باعتبار أن مقاييس الديمقراطية فيها، بلغت ذروتها، متفوقاً على كثير من مناطق الشرق الأوسط كافةً، مما أغاضهم ودفعهم إلى نبذ مثل هذه الأفكار التي لم يتعودوا عليها طوال تأسيس الدولة التركية، فكان هذا النموذج خطراً عليها بحسب أدبيات أبواقها الإعلامية التي ما فتأت، تهاجم الإدارة الذاتية والمدنية الناشئة في مناطق شمال وشرق سوريا، وتلويحها بعمل عسكري، وتحميلها مغبة تهديد الأمن القومي التركي، وهذا الأمن ذاته، سمح للبوابات التركية؛ بإدخال ودخول المرتزقة المتطرفين للداخل السوري. فكانت مهمة الإعلام بمدينة منبج وريفها؛ فضح الجرائم الإرهابية التي قام بها، ويقوم بها الاحتلال التركي كل حين لتوسعة سلطنته العثمانية، وهذا ما حدث باحتلال مدينة عفرين، تحت غض الطرف من المجتمع الدولي، كما كانت مهمة الإعلاميين، تعزو بتغطية مختلف الأحداث السياسية الساخنة.
ـ خلال مدة عمل الإعلام بمدينة منبج وعمله، هل استطاع توثيق صلاته بالمجتمع، عبر نقل القضايا الاجتماعية؟
لا شك إن الشمال السوري منذ فترة طويلة جداً، تعرض للتهميش إعلامياً، وهذا الحال أيضاً ينطبق على مدينة منبج. إذ لم يكن هناك قنوات وشبكات إعلامية، تتصل بحركة المجتمع الديناميكي، وآلية الديالكتيك التي أضحت سمة بارزة في المجتمعات المتقدمة، وصيرورتها للتغيير، فدأبت على مواكبة الأحداث المتنوعة؛ لأنه هو من يحركها، ولذا بدأ الإعلام الحالي مطالباً من أي وقت مضى، باللحاق بالحداثة المجتمعية، وخاصةً إن رائحة تأثيرات التكنولوجية، علقت بالإعلام إذ لم نقل إنها صارت جزءاً أساسياً من صميم عمله. إن التزام الإعلام بقضايا المجتمع، تندرج من أولويات الفترة الراهنة، فالمجتمع، يرى أنه فاقد لحقوقه بعد سنوات عديدة من حدوث شرخ لشرائح المجتمع. لذا تعد الألوية الأهم، زرع جسور من الثقة بينهم لاحتواء الثقوب الاجتماعية. ومن المحتمل أنها قد تسربت بفعل النعرات الطائفية والمذهبية باعتبارها نوع من الحرب الخاصة، من قبل جهات معادية للمشروع الديمقراطي. كما أنه يتوجب على الإعلام، نشر ذلك الفكر الذي فيه صلاحهم، وخلاصهم من تفتيت اللحمة الشعبية، وبث الفرقة بين صفوفهم، وتمجيد عبودية السلطة التي جلبت للمجتمع؛ الويلات والحروب الطوال الضروس. إن المجتمع يرى في الإعلام عينه، فمنها يشاهد هموم المواطنين ومعاناتهم ومشاكلهم. فكم من مشاهد اجتماعية كثيرة، غفل وقصر عن نقلها الآخرين، بينما يستطيع الإعلام أن يؤدي تلك المهمة بأطر بناءة، لإيصال الحقيقة لذويها، أينما كانوا، ومن كانوا، ومهما بلغت درجاتهم، بمن فيهم القائمين على الإدارات المدنية والمجالس والخطوط، حتى يتسنى لهم؛ إيجاد الحلول المناسبة للمشكلة التي يعاني منها المواطنون، وهذا مما يساهم في تقريب وجهات النظر، وحل القضايا، بأسرع وقت. وليس توطين الأرزاء التراكمية التي تكون يوماً ما قنبلة موقوتة لدى الشعب، فربما تنفجر في أي وقت. وهذا ما يدعو؛ للتبصر بحال المجتمعات التي انتقضت بها الثورات، وهي ليست ببعيدة عنا.
No Result
View All Result