سوق الحديد في الرقة… خطوة جوهرية وفريدة من نوعها

روناهي/ الرقة ـ نتيجة الحرب القاسية التي دارت مجرياتها على رحى مدينة الرقة؛ تعرضت أغلب المباني فيها إلى دمار شبه كامل، ولم يقتصر الدمار على ممتلكات المدنيين فحسب، بل طال أيضاً مجمل المرافق العامة، واليوم معمل الحديد بات يوفر فرص عمل لشرذمة من الأهالي من خلال إعادة تصنيع الحديد في تلك المباني التي تعرضت للدمار.

وبعد تحرير المدينة على يد قوات سوريا الديمقراطية؛ عمل الشباب القاطنين في المدينة وريفها على تشكيل ورشات يعملون بها على استخراج الحديد من المباني التي تعرضت للدمار وجلبه إلى السوق وبيعه، ومن ثم تقوم المعامل على إعادة تأهيله ليكون جاهز في عملية الإعمار، الحديد الجديد يكون سعره باهظاً، أي أن سعر الكيلو الواحد من الحديد المُعاد تصنيعه يكون حوالي نصف نظيره من الجديد. وبسبب قلة مجالات العمل في الوقت الراهن حيث أن المنطقة خارجة لتوها من حرب مُهلِكة، ونتيجة للأجور الجيدة التي تكتسب من وراء العمل في استخراج الحديد، لجأ الكثير من الأهالي وخصوصاً الفئة الشابة إلى العمل في سوق الحديد، حيث يرى غالبية العاملين في السوق أن الفرص التي وفّرها سوق الحديد أفضل في معظم الأحيان من الخروج إلى بلاد المهجر.

سوق الحديد وفرص العمل التي وفرها للشباب

يقع سوق الحديد في الأحياء الشرقية لمدينة الرقة، ويتمتع في هذه الفترة بحركة هائلة من تصنيع الحديد، بالإضافة إلى تواجد حديد جديد فيه. وحول فرص العمل التي يوفرها السوق، والمكاسب الاقتصادية التي يستفيد منها غالبية الشعب؛ تحدث التاجر عبد الله قاسم قائلاً: “تضم الورشة عدد من العمال وينقسمون إلى عدة أقسام في العمل، ويتم شراء الحديد المستخرج من البيوت المدمرة بسعر /75/ ل.س للكيلو الواحد، بعدها تتم إعادة تصنيعه، ومن ثم يباع مجدداً ويبلغ سعر الكيلو الواحد بعد إعادة تصنيعه /185/ ل.س، مقارنة مع سعر الحديد الجديد والذي يبلغ سعر الكيلو /385/ ليرة سورية”؛ وبدوره؛ أبرز الشاب أحمد العلي القاطن في مدينة الرقة؛ الأهمية الكبرى التي يتميز بها السوق بقوله: “بات السوق اليوم يؤمن فرص عمل للعديد من الشبان في المدينة، ولم نعد بحاجة للغربة، ويعتبر مصدر هاماً في تأمين دخل العديد من المواطنين”.

وتجدر الإشارة إلى أن جودة الحديد الجديد ليست بتلك الأفضلية الكبيرة عن نظيرتها من الحديد المعاد تصنيعه، وأن قرابة ثلثي أهل المدينة يشترون الحديد المعاد تصنيعه؛ لكونه يتناسب مع الدخل الفردي.