روناهي / الطبقة ـ افتتحت قوات سوريا الديمقراطية في عام 2018م، في منطقة الطبقة داراً للجرحى للعناية بالمقاتلين المصابين خلال معارك التحرير التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا، من كافة النواحي الصحية والفكرية.
دار الجرحى في منطقة الطبقة الذي افتتح على يد قوات سوريا الديمقراطية في عام 2018م، يشرف على متابعة مختلف الإصابات بعد الانتهاء من العمليات الجراحية اللازمة للمصابين الجرحى من أجل تقديم العلاج الفيزيائي والأدوية اللازمة لهم خلال فترة النقاهة، للوصول إلى الشفاء التام لكل حالة بشكلٍ خاص، والدروس الفكرية والتدريب خلال فترة وجود المقاتل في الدار.
ويعتبر دار الجرحى نقطة رديفة للمشفى وعنصر مساعد لها بعد إجراء العمليات الجراحية لمختلف الإصابات وعلاج الجرحى فيزيائياً، حتى شفاء المصاب واعتماده التام على نفسه دون أي تأثيرات جانبية.
متابعة حالة الجرحى بعد إجراء العملية
وقد زارت صحيفة روناهي دار الجرحى في منطقة الطبقة وأجرت لقاء مع الإداري في الدار مصطفى الطبقة، والذي أكد على أهمية متابعة وضع المصابين في المعارك بعد إجراء العمل الجراحي لهم من علاج فيزيائي وتقديم الأدوية اللازمة لهم وتقديم الطعام المناسب لهم وتبديل ضمادهم بشكلٍ مستمر، والإشراف على وضعهم الصحي إلى فترة خروجهم بشكلٍ نهائي من الدار.
وأشار مصطفى بأن هناك ما يقارب 22جريح لتداوي حتى تمام الشفاء ووجود 8 مقيمين للعلاج الدائم، والباقي هم ذو إصابات مختلفة بسيطة يزورون الدار من أجل تبديل ضماد جروحهم ومراجعة الأطباء الموجودين.
ونوه مصطفى أنه يوجد برنامج طبي لكل مريض يتم متابعته صباحاً بالعلاج الفيزيائي، ومساءً تدور بعض المناقشات والاقتراحات وقراءة بعض الكتب للمطالعة، كما يخصص كل أسبوع درس واحد لتثقيف المقيمين فيها فكرياً.
وأضاف مصطفى أنه يوجد 3 أطباء فيزيائيين من أجل المعالجة الفيزيائية، ويتبعها فترة قصيرة لرفع معنويات المصابين من قبل الأطباء المعالجين لمساعدة الطبيب على العلاج.
يتلقى المصابين العلاج بشكلٍ كامل في الدار
وفي السياق ذاته أجرينا لقاء مع المعالج الفيزيائي في دار الجرحى الدكتور عامر محمد، الذي أكد أن دار الجرحى مكان لنقاهة المرضى والمصابين بعد إجراء العمليات الجراحية للذين تعرضوا للحوادث أو الإصابات، حيث يطول علاجهم فيه لأسابيع أو لأشهر وأحياناً لسنة أو أكثر حسب نوع الإصابة وحسب درجة الإعاقة، والنقاهة التي يحصل عليها المصاب.
وأشار عامر إلى الخدمات الهامة التي يقدمها دار الجرحى وخصوصاً العلاج الفيزيائي، الذي يقدم يومياً وبشكل متكرر، وتابع قائلاً: “أن الإصابات التي يتم علاجها هي الكسور والحوادث والطلق الناري والإصابات بالألغام والقذائف والشلل والأطراف المبتورة، وجميعها تحتاج إلى علاج فيزيائي إلى أن تعود للحركة بشكلٍ كامل، وقد تستغرق بعض الحالات لأشهر أو لسنة أو أكثر”.
وأضاف عامر أنه في دار الجرحى يتم تقديم العلاج الفيزيائي، وكذلك الطبابة من تصوير شعاعي ومراجعة للأطباء سواءً الحالات الجراحية أو العظمية أو العصبية وإجراء عمليات جراحية وفق تطلب العمل الجراحي وتصحيح أخطاء طبية، ويكون العمل متكامل بين المشفى ودار الجرحى ليدخل المصاب قسم نقاهة الجرحى الذي يقدم كافة الخدمات الطبية من تبديل ضمادات للجروح أو الخراجات.
وذكر عامر بأن دار الجرحى تم افتتاحه منذ ما يقارب العامين، ويقدم خدماته لـ 25 مصاب شهرياً، وهو كفيل بنقاهة المصاب وإيصاله للشفاء التام وتقديم علاج فيزيائي أو دوائي أو متابعة حالة المصاب بعد إجراء العملية الإسعافية له، وأن حالات الشفاء شملت 80% من مجموع المراجعين، وفي دار الجرحى هناك20 % إصابات دائمة أو إصابات تحتاج لفترة طويلة للشفاء نتيجة الإصابات العصبية، بينما هناك غالبية 80% دخلوا دار الجرحى خلال 8 أشهر وحصلوا على الشفاء التام، والآن يمارسون حياتهم الطبيعية.
الإشراف على المقيمين المصابين في دار الجرحى
وفي لقاء مع أحد المصابين محمد خالد الحميدي، والذي روى لنا قصة إصابته قائلاً: “تعرضنا للهجوم من داعش في مخيم هجين وكنا 6مقاتلين في تلك النقطة، لقد استشهد اثنين من رفاقنا في النقطة، وأصبت أنا ورفيقي ولم نستطع أن نقاوم وقد تم أسرنا، وتم التحقيق معنا وكانت المعاملة سيئة جداً وتعرضت للضرب المستمر، وكان الطعام بمقدار كأس ماء من العدس وكنا نحرم من الطعام والشراب لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ثم وضعونا في سيارة مغلقة إلى أن تم تحريرنا من قبل قوات سوريا الديمقراطية، واليوم أنا في دار الجرحى يتم الإشراف الكامل على وضعي الصحي، وتلقي العلاج وأخذ الأدوية والضمادات اللازمة، بالإضافة لتناول وجبات الطعام المخصصة لي في اليوم الواحد إلى مرحلة الشفاء والخروج من دار الجرحى”.
