نسرين آكري –
أيام قليلة، بل ربما ساعات تفصلنا عن إعلان النصر وأي نصر يا روج آفا حققه أبناؤك، نصر الحق على الباطل، نصر النور على الظلام، والسواد نصر الشعوب التواقة للحرية على الغاصب، نصر كُتِبت قصته بدماء الغوالي، بدماء فلذات أكبادنا، نصر دفعنا ثمنه سنوات من عمرنا، سنوات من الخوف من الرعب مما نسمع ونرى من مشاهد لقطع الرؤوس وحرق البشر وأفلام يتفنن أصحابها ومخرجوها بقتل البشر بكل برودة أعصاب، وبدون أن يرف لهم جفن؛ لأنهم جعلوا من أنفسهم خلفاء الله على الأرض، ليأخذوا أرواح البشر، بدلاً عن خالقها، تلك الأرواح التي نفخها في أجسادهم كل ذلك الخوف وكل ذلك السواد فنى وانتهى عسكرياً وعلى الأرض. ولكن؛ هل انتهى فكرهم وذهنيتهم؟!، وحتى لا ننام في دنيا الأحلام الجميلة ولنكن متيقنين تماماً إن هذا التنظيم قد بث سمه في كل المجتمعات ومد أذرعه كالإخطبوط في كل مكان فهو لم ينتهِ فكرياً، فالمئات من حول العالم يؤمنون بهذا الفكر الظلامي، وخلاياه النائمة منتشرة في كل مكان وفي أي لحظة وعلى غفلة منا يمكنهم الخروج من جحورهم ليعيثوا في الأرض فساداً وقتلاً وتخريباً في المجتمعات الآمنة. لذا؛ كان واجبا علينا أخذ الحذر والحيطة والوقوف مع القوى الأمنية المختلفة ونكون عيناً ويداً لهم ونحن نعيش أفراح انتصاراتنا العظيمة التي سجلت في سجل لأسود وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية، هؤلاء الأبطال الذين أهدوا لوطنهم وشعبهم الانتصار، أهدوهم تحرير كوباني وكري سبي والشدادي والهول والرقة ومنبج والطبقة وها هم يهدونهم الآن الانتصار العظيم على داعش، وإعلان نهايته والقضاء عليه نهائيا، داعش الذي عجزت الدول العظمى بجيشها ومؤسساتها العسكرية والأمنية وأسلحتها المتطورة عن محاربته. لكن؛ شبابنا بإيمانهم وبإرادتهم التي لا تقهر قهروا داعش وسيقهرون كل معتد وكل من تسول له نفسه بالتعدي على أرضنا واحتلالها، وكل بقعة من احتلت ستسترد وأصحابها سيعودون إليها ثانية ليزرعوها ويبنوها من جديد.