حراقة ديرك للأدوية.. الأولى من نوعها في إقليم الجزيرة

تقرير/ عصام عبد الله –

انتهت هيئة الصحة في إقليم الجزيرة وبالتعاون مع إحدى المنظمات الإنسانية التي تعمل في ديرك من مشروع حراقة الأدوية والمواد المنتهية الصلاحية والنفايات الطبية ومخلفات العمليات الجراحية التي تنجم عن المشافي وتشكل خطراً على البيئة والصحة والمجتمع.
يعتبر إتلاف العديد من المواد مثل الأدوية والحقنات والمواد الطبية، من المشاكل الرئيسة التي تعاني منها الحكومات والمشافي والمؤسسات بسبب كيفية التخلص منها وإتلافها بالطرق القانونية. إذ أن هذه المواد وغيرها لها تأثيرات سلبية وخطيرة على المجتمع والبيئة وصحة المواطنين.
افتتحت هيئة الصحة بالتعاون مع منظمة إنسانية عاملة في ديرك حراقة للأدوية، بالتنسيق مع مديرية الصحة، وتشمل على أربعة أقسام وهي: كسارة الزجاج وحفرة الأعضاء والنسج، وحفرة الرماد وبقايا الحرق، وحجرة حرق المواد.
شارك في الافتتاحية الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة عبير حصاف، والرئاسة المشتركة لمديرية الصحة في ديرك روجين أحمد وآلان أحمد، وأعضاء المشفى والطاقم الطبي في مشفى الشهيد هوكر، ومجلس عوائل الشهداء.

آلية عمل حراقة الأدوية

تعتبر هذه المحرقة هي الأولى من نوعها في إقليم الجزيرة، وعلى هذا الأساس تم بناء المحرقة في ديرك لإتلاف الأدوية الطبية المنتهية الصلاحية والإبر وبقايا المواد الطبية. وأكدت مديرية الصحة إنها بصدد فتح حراقة أخرى في عامودا.
وتنقسم النفايات عادة إلى عدة أقسام نفايات خطرة وتنقسم إلى نفايات باثولوجية وتتكون من مخلفات عمليات الجراحة من أعضاء بشرية ودماء، ونفايات مشعة وهي عبارة عن بقايا غرف الأشعة والمخلفات الإشعاعية، والمختبرات المتخصصة، ونفايات ملوثة كالإبر والحقن، ونفايات عادية منها الزجاجات الفارغة غير المحتوية على مواد خطرة والورق، فهي لا تشكل خطورة على صحة الإنسان.
ونظراً لما تشكله هذه النفايات من خطورة يجب معرفة كيفية التخلص من النفايات الطبية بتطبيق عدة طرق أهمها الحرق، حيث يتم اختيار مكان من الجهات المختصة، يتم فيه حرق جميع مكونات النفايات، حيث تصبح رماداً باستخدام درجة الحرارة العالية، وهذه الطريقة هي الأكثر انتشاراً لقدرتها على إضاعة النفايات والقضاء على ما بها من جراثيم والإقلال من حجم ووزن النفايات بنسبة تصل إلى 90 في المئة.

إجراءات العمل في المحرقة

كسارة الزجاج: هي حجرة خاصة يتم فيها التخلص من الفوارغ المصنوعة من الزجاج. والتعليمات الخاصة بكسارة الزجاج تشير إلى أنه يجب أن يتم عن طريق وضع كمية كافية من فوارغ الأمبولات والفيالات الزجاجية ضمن الكسارة، ومن ثم تكسير تلك الفوارغ الزجاجية وطحنها بواسطة مطرقة خاصة، ويتم سحب المجرور السفلي للكسارة إلى الخارج لينزل الزجاج المطحون إلى الحفرة المخصصة له.
حفرة الأعضاء: هي حفرة خاصة بالأعضاء والنسج الحية والدماء، أما التعليمات التي يجب اتخاذها في حفرة الأعضاء هي: رش الكلس أو نشارة الخشب على الأعضاء الحية والنسج، ومن ثم رميها في الحفرة المخصصة لها بعد إخراجها من الكيس، ويتم إغلاق الحفرة وقفلها بطريقة محكمة.
حجرة حرق المواد: وهي حجرة خاصة بالمواد التي تتلف بالحرق. ويتم أخذ التعليمات التالية في حجرة حرق المواد بحيث يتم وضع كمية مناسبة من المواد المراد حرقها ضمن الحجرة من أعلى الفتحة، ومن ثم يتم تشغيل المحرقة من الفتحة السفلية للحجرة، وفي هذه الحالة يجب أن تصل درجة الحرارة إلى 600 درجة مئوية أو أكثر حسب الحرارة المطلوبة لبعض المواد لتحقيق شروط التلف، والانتظار حتى يتم الحرق الكامل للمواد وتحويلها إلى رماد، ومن ثم يتم وضع الرماد في الحفرة المخصصة له.

وقاية المشرف على عملية الحرق

يتوجب على المشرف على عملية الحرق، ارتداء الثياب والعدة الخاصة بالمحرقة لاتخاذ التدابير اللازمة للحماية وإجراءات السلامة وهي: (قناع إطفاء الحريق، قفازات العمل، خوذة، أفرول (سترة)، أحذية السلامة، ونظارات واقية شفافة).
وبحسب ما أكدت الرئيسة المشتركة لمديرية الصحة في ديرك روجين أحمد فإنَّ الحراقة جاهزة لاستقبال النفايات الطبية والأدوية المنتهية الصلاحية، والمواد الناجمة عن العمليات الجراحية التي تحصل في المشافي.
وأشارت روجين إلى أن الفني الذي سيشرف على حرق المواد التالفة والنفايات الطبية سيلتزم بكل إجراءات السلامة. ونوهت إلى أن جميع النقاط الطبية والمشافي الخاصة في كل من كركي لكي وجل آغا وتل كوجر، سيتم استقبال جميع المواد والنفايات الطبية الناجمة من مشافيهم ومراكزهم الطبية للحفاظ على بيئة صحية وسليمة للمجتمع، وأكدت روجين أحمد على أن هذا المشروع استغرق سنة وأربعة أشهر رغم الإمكانيات القليلة، إلا أنهم تابعوا المشروع وانتهوا منه بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الإنسانية ليوضع هذا المشروع في خدمة أبناء المنطقة، وهذه الحراقة تكفي لفترة ما يعادل 15 سنة. وحسبما أكد المشرفون فإن المشروع قيد العمل منذ تاريخ افتتاحه.