نساء الحسكة: “رسم سياسة وطنية كردية عامة ضرورة تاريخية لمواجهة التحديات”

استطلاع / دلال جان –

روناهي / الحسكة – أكدت نساء الحسكة بأن الوحدة هي السبيل الوحيد لمواجهة المحتل والتهديدات الخارجية في الوقت الراهن، وبأنه على كافة الأحزاب والتنظيمات الكردية أن تخضع لإرادة الشعب الكردي في الوحدة.

 لعل من أبرز الأمنيات التي يتمناها كل كردي على مدى التاريخ الحديث والقديم، هو وحدة الموقف والصف الكردي اتجاه الأخطار والتهديدات المحدقة بمصيره ومستقبله، ولكن فشلت الكثير من المحاولات التي عملت بهذا الخصوص، وقد طرح المؤتمر القومي الكردستاني مؤخراً مبادرة جديدة من أجل وحدة الصف الكردي، لتدارك المخاطر والتهديدات الواقعة على الشعب الكردي.

تعتبر مرحلة تقرير المصير للشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان، وخاصةً في روج آفا بحيث تسعى الدولة التركية للقضاء على الشعب الكردي في روج آفا، من خلال  العمل على احتلال الأرض والتغيير الديموغرافي التي تحدثه عبر تهجير الشعب الكردي من مناطقه وتوطين المرتزقة وعوائلهم في مناطقهم، لهذا كان لابدّ من دق ناقوس الخطر وإعلان النفير العام للوقوف في وجه هذه التحديات، وقد كان للمرأة دور كبير في المجتمع الكردي وخاصةً في المجال السياسي، ولهذا لابدّ لها بأن تقوم بدورها وتعمل من أجل وحدة الصف والموقف الكردي، وقد التقت صحيفة روناهي بعدد من النسوة من مدينة الحسكة، للاطلاع على آرائهن حول ضرورة الوحدة الوطنية الكردية.

يجب وضع المصلحة العامة في المقدمة

وبهذا الصدد حدثتنا المواطنة سهيلة محمد؛ بأن الشعب الكردي يمر بمرحلة مصيرية تهدد وجوده على أرضه التاريخية، فأعداء الشعب الكردي يتربصون به من كل حدبٍ وصوب، وخاصةً الدولة التركية وحكومة العدالة والتنمية، والتي لا تدخر جهداً في محاربة الكرد في أي مكان من العالم، حيث تشن حرباً عدوانية على باكور كردستان من خلال الاعتقالات وممارسة كافة أشكال الاضطهاد على شعبنا هناك، وتقصف بالطائرات القرى الآمنة في باشور كردستان بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني.

وتابعت بالقول: “أما في روج آفا وشمال سوريا فعمدت على دعم الحركات المتطرفة والمرتزقة لمحاربة المشروع الديمقراطي، واحتلت عفرين وهجّرت أهلها، وتجهد لزرع انشقاق بين أبناء الشعب الكردي الواحد، ولذلك من الأهمية أن يتخذ الشعب الكردي وقواه السياسية والوطنية وحدة الصف والموقف، وترك السياسات القائمة على الأجندات والمصالح الحزبية في هذه المرحلة على الأقل، لأن حجم التهديدات أكبر من أي مرحلة فهذه مرحلة الوجود أو اللاوجود بالنسبة للشعب الكردي وعلى الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم في المرحلة الحساسة، وعلى المرأة في هذه المرحلة أن تلعب دورها أكثر من غيرها وخاصةً ضمن التنظيمات التي تعمل بها والضغط على الأحزاب السياسية والمنظمات الكردية من أجل وضع المصلحة الكردية العليا نصب أعينهم”.

الوحدة هي السبيل الوحيد لمواجهة الأعداء

بينما أكدت المواطنة نجاح قاسم بأن الوحدة الوطنية الكردية ورسم سياسة قائمة على المصلحة الكردية هي ضرورة تاريخية للشعب الكردي عامةً، وفي هذه المرحلة المصيرية وخاصةً لروج آفا، لأن الخطر الذي يهدد الكرد لا يستهدف منظمة أو حزب بعينه بل التهديد والخطر هو على بقاء ووجود الشعب الكردي بأكمله أو فنائه، وهذا ما يجب أن يدركه جميع الأحزاب والتنظيمات الكردية.

وأضافت نجاح قائلةً: “العدو لا يفرق بين أي حزب أو تنظيم فهو ينظر إلى الجميع نظرة واحدة ويجب القضاء عليهم وإفنائهم عن بكرة أبيهم، لذلك على الشعب الكردي ومن خلال تنظيماته وقواه السياسية عقد مؤتمر وطني كردستاني عام يرسم فيه الخطوط الوطنية العامة لنضال الشعب الكردي وأهدافه وأشكاله في كل جزء، لتكون مرجعاً وطنياً لهم”.

ونجاح نوهت بأنه على الأحزاب والقوى الكردية في كل جزء من كردستان العمل على توحيد قواهم من أجل التصدي للمؤامرات التي تحاك ضدهم من قبل أعداء الشعب الكردي، وعلى المرأة خاصةً أن يكون لها دورها الفعال في وحدة الصف الكردي لأنها تشكل القوة الأساسية في المجتمع ولها تأثيرها في تغيير الأحداث من خلال تنظيماتها النسائية من جهة، والحزبية من جهة أخرى، هذه التهديدات هي خطر على المرأة قبل أي كائن آخر لأن الحرية والديمقراطية هي أساس المجتمع الحر، ولابدّ لها من حماية المجتمع والحفاظ على مكتسبات الشعب الكردي من خلال الوقوف في وجه الأعداء، وهذا واجبها في هذه المرحلة.

على كل الأحزاب أن تخضع لإرادة الشعب الكردي في الوحدة

وأشارت في السياق ذاته عزيزة عبدالله بأن النضال والمقاومة التي تخوضها النساء هي من أجل حريتها وتقرير مصيرها بالدرجة الأولى، والمجتمع الحر هو المجتمع الذي تتمتع فيه المرأة بحريتها، وقد ناضلت المرأة الكردية من أجل تحرير نفسها أولاً، ومجتمعها ثانياً. وحققت الكثير من الإنجازات من خلال التضحيات الكبيرة، وخاصةً في روج آفا، حيث كان لها الدور الأكبر من خلال مشاركتها في جميع الميادين السياسية والعسكرية حتى حققت الانتصارات العظيمة وتمكنت من فرض إرادتها الحرة من خلال تنظيماتها الخاصة بها.

وبينت عزيزة بأن هذه الإنجازات هي التي هزت أركان أعداء الكرد، حتى أوصلت المس إلى عقول قياداتهم التي أعلنت الحرب على الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان، وخاصةً من قبل الدولة التركية التي تعمل بكل الوسائل السياسية والعسكرية للقضاء على الشعب الكردي، في المقابل لا بد من الشعب الكردي اتخاذ القرار التاريخي للوقوف في وجه العدوان من خلال الوحدة الوطنية، لأن العدو قد استغل التشرذم الكردي وتفرقته لتحقيق غاياته.

واختتمت قائلةً: “علينا اتخاذ العبر والدروس من التفرقة الكردية التي كانت سبباً أساسياً في عدم الوصول إلى الحرية والديمقراطية، وقد حان الوقت لأن يكون قرار الشعب الكردي بيده ويقرر مصيره وعلى الأحزاب والتنظيمات الكردية أن تخضع لإرادة شعبها، وتعمل من أجل المصلحة الكردية العليا، ورسم سياسة كردية وطنية عامة تسير عليها وتلتزم في نفس الوقت بها كافة الأحزاب والتنظيمات، ليكون رداً على العدوان التركي وغيرها، وليكون بذلك قادراً على المواجهة التاريخية لمن تسول له نفسه بالاعتداء على الشعب الكردي.