تنامي دور الفئات العمرية في شمال وشرق سوريا

تقرير/ جوان محمد –

روناهي/ قامشلوـ تلعب الفئات العمرية لكرة القدم دوراً هاماً لرفد فئات الرجال مستقبلاً بلاعبين من شأنهم إجراء تغييرات كبيرة في الفريق، ومع زج مجموعة شبابية تمتلك الموهبة مع مجموعة أخرى من الخبرات وأصحاب الاحتكاك الطويل مع الأندية والفِرق الأخرى، يتكون فريقاً متكاملاً ومن شأنه الحصول على كل ما يريد من ألقاب وانتصارات.

بعد قيام الثورة السورية عام 2011م، ودخول البلاد بعدها لحالة حرب طائفية وصراعات إقليمية ودولية، توقفت الحياة في الكثير من المجالات ولكن في مجال الرياضة بقيت مستمرة في بعض مناطق النظام، بينما استمرت الحياة الرياضية على كامل تراب روج آفا والتي تديرها الإدارات الذاتية الديمقراطية، ورغم المعاناة الكبيرة ونقص في الإمكانيات في البداية، ولكن رويداً رويداً تنامت الرياضة وعلى صعيد الفئات العمرية لكرة القدم غابت هذه الفئات عن الدوريات الرسمية ولكنها كانت حاضرة في دوريات الفرق الشعبية بمختلف مدن الإقليم.

 خطوة رائدة بدأت في إقليم الجزيرة…

في عام 2017م، كان الموعد مع أول دوري للشباب لكرة القدم على مستوى سوريا ككل، وكان في إقليم الجزيرة، وانطلق بتاريخ 6/4/2017م، بمشاركة 20نادٍ قُسموا على 5 مجموعات، وبتاريخ 4/8/2017م، اختتم الدوري وأحرز نادي الطريق لقب دوري الشباب التصنيفي بعد تغلبه على شباب نادي برخدان بخماسية نظيفة، وصُنفت عشرة نوادٍ كدرجة أولى والعشرة المتبقية كدرجة ثانية.

وتبعه دوري في العام المنصرم 2018م، والذي لم ينتهِ حتى الآن على صعيد الدرجتين الأولى والثانية ومستمر حتى الآن ودخلنا في المراحل النهائية منهما، وأيضاً تم إقامة دوري للأشبال والناشئين ولأول مرة في عام 2018م، ويجب شكر مكتب كرة القدم للعامين المذكورين 2017 ـ 2018م، على تلك الخطوات التي كانت تهدف للارتقاء بواقع الفئات العمرية، ورفد فئات الرجال بلاعبين لهم كم جيد من المباريات والاحتكاك، وهذه الخطوات في إقليم الجزيرة كانت السباقة لاتحاد الكرة السوري التابع للنظام.

وتعتبر دوريات الفئات العمرية ذات أهمية كبيرة ورغم تواجد وحصول أخطاء لكنها تبقى خطوة رائدة وناجحة وجنا منها الجميع الفائدة، لذلك يجب أن يستمر المكتب الحالي لعام 2019م، بالاهتمام بهذه الفئات وإقامة دوريات تنشيطية باستمرار لكي تبقى محافظة على اللياقة والاستمرارية، فهي قاعدة مهمة بالنسبة لفئة الرجال والتي اعتمدت كثيراً بالعامين المنصرمين على هذه الأعمار الشبابية، ونذكر بأن أعضاء ورئيس مكتب كرة القدم في إقليم الجزيرة قد تغيروا لعدة مرات منذ بداية تشكيل المكتب وحتى الآن، ولكن الأهم المحافظة كما ذكرنا على هذه الفئات، ومنحها كافة أنواع الدعم اللازم.

رغم كافة الصعوبات شمال وشرق سوريا تنتشي بفئاتها العمرية

تعاني الكثير من المناطق فقدان الملاعب المناسبة لممارسة المواهب الكروية هوايتهم المفضلة للعبة كرة القدم، ولكن رغم ذلك فالمئات من الفئات العمرية المختلفة تمارس هذه اللعبة.

ففي الطبقة شكل حديثاً فريقاً لفئة الشباب وسبقه تشكيل فريق لهذه الفئة لنادي منبج وأقيم دوري لفئة الناشئين والشباب في الرقة، وفي كوباني فئة الأشبال لنادي كوباني يتلقى التدريبات، رغم وجود ملعب معشب صغير وقد لا يفي بالغرض ولكن حبهم لكرة القدم يعطيهم القوة لمقاومة كافة المصاعب بحيث كوباني تفتقر لملعب معشب كبير وهي معاناة حقيقية ونفس الحالة لمدن الرقة والطبقة ومنبج.

إن الفئات العمرية هي عماد المستقبل الكروي لكافة المناطق والمدن ويجب الاهتمام بها، وليس فقط في لعبة كرة القدم بل لكافة الألعاب فمن لا يخطط بنظرة مستقبلية وينظر بنظرة آنية فقط لن يحصل على نتائج إيجابية أبداً في رياضته.