محمد القادري
الأخلاق، أسلوب المعاملة التي تنظم الحياة اليومية لأفراد المجتمعات بعضهم، لذلك بقاء الأمم وتطورها ونجاحها يتعلق بجودة هذه الأخلاق وحسنها وصدقها وفعاليتها، يقول الشاعر: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا”، وهذه حقيقة واقعية أكدها نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أأتتنتننـأأنه حصر أهدافها بعثته ورسالته بقوله: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، لأن الإنسان مهما قام بأداء الفرائض العبادية والسنن النبوية من الصلاة والصيام والزكاة والحج، فإنها لا تعني شيئاً في بناء المجتمع والوطن، إن لم يرافقها أخلاق عظيمه كالتي وصف بها الله سبحانه وتعالى نبيه بقوله: “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”، لأنه إذا قام الإنسان بأداء العبادات، دون أن يعلم الهدف منها، فإنها تبقى جوفاء فارغة وغير مقبولة عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله، وعند المؤمنين أيضاً، وفي ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “كَم من صائمٍ ليسَ لهُ من صيامِهِ إلَّا الظَّمَأُ، وَكَم من قائمٍ ليسَ لهُ من قيامِهِ إلَّا السَّهرُ”، يعني بذلك أن ذلك الذي يصلي ويصوم ويتعامل مع مجتمعه بأخلاق سيئة فذلك الإنسان لا يفهم معنى عبادته ولا الهدف منها، وكذلك الإيمان، حيث أكد النبي بقوله: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وهذا ميزان دقيق لمعرفة الإيمان الحقيقي لدى الإنسان، فحينما يدعي الإنسان الإيمان بالله ورسوله ثم تكون أخلاقه ومعاملته مع أهله وجيرانه ومجتمعه غير صادقه ومؤذية وهادمة للعلاقات وقاطعة للأرحام، فذلك دليل على أن إيمانه مجرد ادعاء فقط لأن الإسلام الصادق بشقيه الإيمان القلبي والعمل بالجوارح يستدل عليه بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة، لذلك كان القول المأثور الذي يتداوله الناس بقولهم الدين المعاملة.