روناهي/ برخدان جيان ـ بأناملها الرقيقة التي تخط مستقبلاً في الموهبة والإبداع تعبر الطفلة ” كريلا” عن حبها وتعلقها بموهبتها التي تختزن مخيلة مليئة بأفكار رسوماتٍ تعبر من خلالها عن تفاصيل حياتية لها دلالات مُستقبل واعد لوطنها بعد سنوات من الدمار.
تواظب الطفلة “كريلا ناشد الصالح” (11 عاماً) من مدينة عين عيسى، على برنامج تنمية المواهب الذي أطلقته لجنة الثقافة والفن بعين عيسى مؤخراً، وتحرص على عدم تفويت أي درس من دروسه، ويعتمد برنامج ” اللجنة” على استقطاب شريحة من الأطفال بأعمار متفاوتة بغية تنمية مواهبهم في مجالات متعددة (الموسيقا ـ الرسم ـ العزف ـ الشعر …الخ).
تحدي فكر الدمار والخوف
وما يلفت النظر في رسومات “كريلا” غلبة طابع الخضار والأزهار بعيداً عن رسومات الدمار والقصف الذي اعتادت أنامل الأطفال على التعبير عنها برسوماتهم: “أتمنى أن نعيش بسلام وأمان.. أزرع الورود الجميلة دون خوف من ذبولها خشية التهجير أو القصف الذي فرض علينا بسبب سنوات التدمير”.
ورغم بساطة رسوماتها إلا أنها ترسم بشغف ومحبة لا متناهية ترى في عيونها المستقبل وتتحدى أناملها الدمار والقتل والخوف، حيث قالت كريلا بهذا الصدد: “نمثل نحن الأطفال أمل المستقبل، لذلك يجب أن نكون متفائلين فبعد ما حل ببلدنا ما حل به من خوف، وقتل لا بد أن يشرق أمل جديد نعمل على بنائه نحن، وهذا ما أريد أن أعبر به برسوماتي”.
وأضافت: “منذ بداية برنامج تنمية المواهب الذي أطلقته لجنة الثقافة وإلى الآن تعلمت الكثير من الأشياء عدا هواية الرسم، وهي الأغاني الوطنية والثورية، وكذلك أغاني الأطفال بالإضافة الى معلومات قيمة حول مبادئ الرسم منها التضليل والضوء واستخدام الأقلام ونوعياتها ووظائفها، لذلك كان البرنامج مناسبا لدمج التعلم والمرح مع معلمينا”.
طموحاتها
وحول طموحاتها تأمل الطفلة “كريلا”، بأن تتمكن من صقل مهاراتها أكثر، حتى تصبح رسامة بارعة في المستقبل تعبر من خلال رسوماتها، ولوحاتها الفنية عن مستقبل وطنها الذي يعمل على طي مآسي الماضي للمضي قدماً نحو التقدم والازدهار.