الطبقة/ عبد المجيد بدر – في مشهدٍ مُفعم بالحياة والفرح، احتضنت بلدة مسكنة الواقعة في الريف الغربي لمقاطعة الطبقة يوم الخميس ٢٩ أيار 2025، أول حفل فني تُنظمه هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، بحضور عشرات الأهالي وشيوخ ووجهاء العشائر، إلى جانب ممثلين وممثلات عن المجلس المدني وبلدية الشعب والقوات العسكرية والمجلس التنفيذي.
استهلت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، قبل أن تُلقي وعد العلي، الرئيسة المشتركة للمجلس المدني في مسكنة، كلمة عبّرت فيها عن سعادتها بتنظيم هذا الحفل الأول من نوعه، مؤكدةً أن تشكيل المجلس المدني والمؤسسات الخدمية في البلدة، يفتح الباب أمام المزيد من الأنشطة المجتمعية والثقافية التي تعزز اللُحمة الاجتماعية وتُعيد إحياء موروث المنطقة.
الفعاليات ستعمُّ مناطق أخرى
شارك في إحياء الحفل عدد من الفنانين البارزين من مركز الثقافة والفن في الطبقة ومقاطعة الرقة، بينهم سردار زيدان، ممدوح شتيوي، وملك اليتيم، الذين قدّموا باقة من الأغاني الشعبية والتراثية التي تفاعل معها الجمهور، حيث تشكلت حلقات الدبكة الشعبية وسط ساحة الفعالية، ما أضفى على الأجواء حميمية وروحًا جماعية.
ويأتي هذا الحفل في سياق جهود هيئة الثقافة لتعزيز الهوية الثقافية والفنية في الريف الغربي للطبقة، ضمن رؤية تهدف إلى إعادة الاعتبار للتراث الشعبي والفنون المحلية، بعد سنوات من الإهمال والتغييب بسبب ظروف الحرب والصراع.
وبحسب المنظمين، فإن سلسلة الفعاليات الفنية التي انطلقت من مسكنة، ستتواصل بعد عيد الأضحى المبارك، لتشمل بلدتي الدبسي ودير حافر، بما يُسهم في مد جسور التواصل الثقافي بين مختلف مناطق المقاطعة.
تُعدُّ هذه الأنشطة جزءًا من سياسة الإدارة الذاتية، الرامية إلى دعم الثقافة المحلية، كأداة لتعزيز الانتماء المجتمعي، خاصةً في المناطق التي عانت من التهميش والنزاعات، ويرى العديد من الأهالي أن إعادة إحياء الفنون الشعبية لا تُسهم فقط في الترفيه، بل تحمل أيضًا رسالة مقاومة ثقافية في وجه محاولات طمس الهوية. يُذكر، إن مدينة مسكنة، انضمت إلى الإدارة الذاتية، مطلع شهر كانون الأول من العام 2024، إثر سقوط النظام السوري السابق، وبدأت تظهر مبادرات لإعادة تنشيط المجال الثقافي، بدعم من الهيئات المختصة والمجالس المحلية.