في مجتمع تشتد فيه قسوة الحياة وتقل فيه الإمكانات، نسجت “يازي العلي”، المرأة الستينية من مجمع حطين في بلدة مسكنة بريف مقاطعة الطبقة، قصة كفاح استثنائية تُضرب بها الأمثال في الصبر والإصرار والاعتماد على الذات.
تسلّحت “يازي العلي” بمنجلها، ووقفت في وجه ظروف الحياة الصعبة، لتثبت أن المرأة قادرة، أن تصنع المعجزات دون أن تنتظر العون من أحد، فمنذ عشرين عاماً، تعمل يازي في الزراعة وتربية المواشي لإعالة عائلتها بعد وفاة زوجها.
قصة كفاح
ابنها الأكبر إبراهيم (38 عاماً) أُصيب بمرض أثناء دراسته في الصف السابع أقعده عن الحركة، بينما شقيقه أحمد (25 عاماً) وُلد عاجزاً عن المشي، أما الابنة الوحيدة، فهي السند والداعمة الرئيسة لوالدتها، تساعدها في أعمال الحقل والمواشي، وتتولى مهام شراء البذور وبيع المحاصيل، لتضمن استمرارية هذا الكفاح النبيل.
يازي تجاوزت ستين عاماً من عمرها وتُعاني من مرض في القلب، تبدأ يومها مع شروق الشمس في عمل شاق ومتواصل حتى الظهيرة، ثم تأخذ استراحة قصيرة بجانب بيتها الطيني البسيط، لتعتني بابنها إبراهيم وتمنحه لحظات من الدفء والضحك، قبل أن تعود للعمل حتى مغيب الشمس. حيث قالت “يازي” بعبارة اختصرت مسيرتها كلها: “نعمل لنأكل من عرق جبيننا… ولا ننتظر حسنةً من أحد”.
واليوم، تُعد “يازي العلي” رمزاً للمرأة المكافحة في قريتها والقرى المجاورة، ومثالاً حياً على الصبر والصمود وتحويل الألم إلى أمل.
فقصة هذه المرأة لا تُروى فقط، بل تُلهم أجيالاً من النساء في إقليم شمال وشرق سوريا.
وكالة هاوار للأنباء