روناهي/ قامشلو ـ في الرحلة التي توجهنا بها من قامشلو إلى العاصمة دمشق، وكانت بواحدة من شركات النقل المعروفة، وبسبب وجود حالات مرضية؛ كنا مجبرين للسفر بباصات تسمى “رجال أعمال”، وهي باصات يزيد أجرها عن الباصات العادية بحوالي 50000 ل.س للمقعد الواحد، وإجمالاً مقاعدها مريحة وواسعة أكثر من مقاعد الباصات العادية، وأثناء الرحلة إلى دمشق صادفنا فيها إشكالاً واحداً فقط، عندما قام أحد المسافرين وطلب من المرافق لسائق الباص بتغيير المسلسل الذي يعرض عبر شاشة التلفزة الموجودة بالباص، وبداعي هي مفزعة للأطفال لأن كان هناك محاولات اعتداء على فتاة وقتل والدتها، وعلى الفور قام المرافق بتغيير المسلسل، أما في طريق العودة وبعد عدم توفر قطع تذاكر لباصات ما تسمى “رجال أعمال” اضطررنا للعودة بباصات عادية علماً هي للشركة نفسها التي كنا سافرنا عبرها ذهاباً، ولكن كما ذكرت هي تسمى باص “عادي”، في البداية المقاعد كانت غير مريحة، ومثل العادة الجميع ملزم بسماع الأغاني التي سوف يضعها المرافق، وإجمالاً الرحلات تنطلق صباحاً ويتم وضع أغاني الفنانة فيروز، وفي حال كنت لا تود الاستماع بالعادة هناك زر فوق مكان جلوسك يوقف صوت البافلات التي هي موجودة فوق رأسك، ولكن أغلب الأزرار كانت معطلة، وبعد مضي حوالي ساعة من تحرك الباص من دمشق، بدأ العديد من المسافرين بتشغيل أجهزتهم الشخصية للجوال ورفع صوتها؟ وبدون مراعاة مشاعر المرضى والمسنين الذي كانوا يركبون الباص!، وسط صمت من السائق ومرافقه، علماً توجد سماعات للأذان وتستطيع أن تشتريها وتحملها معك وخاصةً في رحلة طويلة المدى تستغرق من 11 إلى 12 ساعة سفر، وعلى ما يبدو من باب أن ذلك حرية شخصية، قاموا برفع أصوات موبايلاتهم وبدون أي احترام للموجودين من المرضى وكبار السن في الباص، وعلينا أن نعلم أن هؤلاء يفهمون قضية الحرية الشخصية بشكلٍ خاطئ، فالحرية الشخصية لا تعني أن تكون مرتاحاً على حساب راحة الآخرين، والطامة الكبرى كانت أغاني جوالات المسافرين وأغاني المرافق للباص وبافلات الباص تتسابق!، وحتى البعض منهم كانوا يشغلون ابتهالات دينية، وتناسوا بأن لا التعاليم الدينية ولا الأخلاقية تبيح مثل هذه الأعمال في المجتمع، وهنا يتطلب من شركات النقل التوقف عند هذه القضية ومعالجتها، وذلك من خلال إصدار قرارات تمنع رفع صوت الموبايلات في الباصات ووضع سماعات للآذان، احتراماً للمسافرين الموجودين بالباص، وخاصةً إذا كانت وسيلة النقل تقل مرضى وكبار السن…