الطبقة/ عبد المجيد بدر – في مشهدٍ جماهيري لافت، لبّت جموع من أبناء مقاطعة الطبقة دعوة المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، وشاركت صباح الأحد، 18 أيار 2025، في مسيرةٍ راجلة انطلقت من الحي الأول، مطالِبة برفع العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان، ومؤكدةً تمسّكها بالنهج الذي أسّسه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
المسيرة التي انطلقت من الحي الأول شكّلت محطة نضالية جديدة في سجلّ الحراك الشعبي المتصاعد في شمال وشرق سوريا، إذ حمل المشاركون صوره ولافتات كُتِب عليها “الحرية الجسدية للقائد آبو ضمان السلام والديمقراطية للشعوب”، ، ورددوا هتافات تنادي بحرية الشعوب، وترفض السياسات الاستعمارية المفروضة على إرادة المجتمعات التوّاقة للتحرر.
شارك في المسيرة ممثلون عن مؤسسات الإدارة الذاتية، وفعاليات سياسية واجتماعية، إلى جانب حضور لافت من النساء وعوائل الشهداء وشباب وشابات الطبقة، ما أضفى على المسيرة طابعاً وحدوياً، يعكس قوة الالتفاف المجتمعي حول قضية القائد عبد الله أوجلان، باعتبارها قضية تحرر مجتمعي شامل.
انتهاك صارخ لكل القوانين
ولدى وصول المسيرة، عند دوار الحي الثاني، وقف المشاركون دقيقة صمت تكريماً لأرواح الشهداء، تلتها كلمة باسم المبادرة السورية للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، ألقاها عضو المبادرة في الطبقة “رياض الوالي“، قال فيها: “إننا، في المبادرة السوريّة، نؤمن بأن قضية القائد عبد الله أوجلان، لم تعد شأناً كردياً فحسب، بل أصبحت قضية إنسانية وأخلاقية تخصّ كل الشعوب التوّاقة إلى العدالة والسلام الحقيقي، فاستمرار عزله في سجن إمرالي وتطبيق سياسة الإبادة والتعذيب عليه هو انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، وتعبير عن سياسة ممنهجة تستهدف الفكر الحر، والمشروع الديمقراطي في المنطقة”.
وأضاف: “لقد أثبتت التجربة أن فكر القائد عبد الله أوجلان، هو السبيل إلى تجاوز النزاعات الطائفية والقومية، وبناء عقد اجتماعي جديد، وقد تجسّدت هذه الرؤية في نموذج الإدارة الذاتية الذي تتسع رقعته يوماً بعد آخر”.
واختتم، “رياض الوالي” حديثه بقوله: “إن الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، ليست مطلباً نضالياً فقط، بل هي ضرورة سياسية وأخلاقية لحل الأزمة السوريّة، ولبناء سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط”.
يجب تحقيق العدالة المنشودة
من جانبها؛ أكدت عضوة تجمع نساء زنوبيا في الطبقة، “رانيا بيطار“، في كلمة لها: إن “سياسة الإبادة والتعذيب المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، لم تكن استهدافاً شخصياً فحسب، بل محاولة لعزل فكر يشكّل تهديداً لبنية النظام العالمي القائم على السيطرة والاستغلال، فكر القائد تجاوز جدران السجن وتحول إلى قوة تنظيمية وأرضية فكرية، لشعوب تتطلع إلى بناء بدائل ديمقراطية”.
وأضافت: إن “رسالة القائد الأخيرة تحمل مضموناً سياسياً عميقاً، تؤكد أن السلام لا يتحقق بالاستسلام، بل عبر مقاومة منظمة تقوم على مشروع ديمقراطي، يشارك فيه الجميع”، معتبراً أن هذه الرسالة، شكلت إعادة توجيه الصراع نحو مسار سياسي سلمي وعادل.
وأكدت: “حرية القائد عبد الله أوجلان، ليست مسألة فردية، بل ضرورة جماعية، وإقصاء صاحب المشروع الديمقراطي من الساحة السياسية، هو إقصاء متعمّد للحل الجذري الذي تنشده شعوب المنطقة”.
وأوضحت: “النضال من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان، نضال سياسي منبثق من قناعة بأن حرية الشعوب لا تنفصل عن حرية من يمثل مشروعها التحرري، وعلى المجتمع الدولي الوقوف مع مطالب الشعوب وتحقيق العدالة المنشودة”.
وأشارت، رانيا بيطار، في ختام حديثها إلى رمزية مشاركة المرأة في هذه الفعالية، قائلةً: “المرأة الحرة تدرك تماماً أن تحررها مرتبط بتحرر المجتمع ككل، لذلك فإننا هنا اليوم لنؤكد، أن صمت العالم تجاه العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، لن يُثنينا عن الاستمرار في النضال، وأن مشروع الأمة الديمقراطية هو الأمل الحقيقي للنساء في هذه المنطقة.”
أما “إبراهيم الحمود“، والد أحد شهداء مقاومة الطبقة، فعبّر عن مشاعره، فقال: “أبناؤنا لم يُستشهدوا دفاعاً عن أوهام، بل من أجل هذا الطريق الذي رسمه القائد عبد الله أوجلان، الطريق الذي يجمع الشعوب على قيم العدالة والمساواة، هذه المسيرة تواصل عهد الشهداء، وتقول: “لن تكون الحرية ناقصة، ولن نبقى صامتين أمام الظلم”.
من جهته، تحدث عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، في الطبقة، “ياسر الكردي“، بالقول: “ما شهدناه اليوم، تعبير حقيقي عن وعي جماهيري يرفض العزلة”.
وأنهى، “ياسر الكردي”، بقوله: “قضية القائد عبد الله أوجلان، قضية شعب، يسعى لبناء نموذج ديمقراطي، يضمن العدالة والمساواة بين الجميع”.