آزادي حلبجة
في كل لحظة من تاريخنا العظيم، بذلت الجهود وراقت دماء الشهداء، لذا فإن كل لحظة فيها ذات قيمة ومعنى عظيم، وشهر أيار للشعب الكردي والحركة الاشتراكية في تركيا شهر عظيم وذو أهمية كبيرة.
فقبل كل شيء علينا ألا ننسى الثوار الاشتراكيين في تركيا THKO” دنيز كزميش ويوسف أصلان، وحسين إينان” الذين استشهدوا في السادس من أيار 1972 وضحوا بأرواحهم في سبيل حرية الشعبين التركي والكردي. وفي المرحلة التي كان ينظر إلى الكردية مثل بلاء وكابوس مظلم محاط بهم، قام “دنيز كزميش” وهو على منصة الإعدام: “إنني أتوجه نحو الموت بشرف، في سبيل حرية الأتراك والكرد وتآخيهم”.
وكان القائد “عبد الله أوجلان” شاهد عيان على بطولة هؤلاء الثوار، وكيف يتجه دنيز كزميش بشجاعة نحو حبل الإعدام، حيث تركت هذه الحادثة أثراً كبيراً عليه، فالشعار الذي نطق به دنيز كزميش كان برقية تحتم على القائد “عبد الله أوجلان” الالتزام به والسير على نهجه.
وقام القائد “عبد الله أوجلان” في ربيع 1973، بتشكيل مجموعة مؤلفة من ستة أشخاص بشعار “كردستان مستعمرة”، وكان الشهيد حقي قرار من الشعب التركي، حيث اعتبره القائد “عبد الله أوجلان” روحه المخفية، واستشهد الرفيق “حقي قرار” على يد النجمة الحمراء في 18 أيار 1977، حيث قام بعدها القائد “عبد الله أوجلان” بتوسيع النضال والإعلان عن تأسيس حزب العمال الكردستاني رداً على شهادته. ولكن يُعرف شهر أيار بشهر الشهداء، لأن العديد من الثوريين قاوموا ببسالة واستشهدوا في شهر أيار. حيث استشهد “خليل جابغون” في شهر أيار، وهو من إدارة مقاومة حلوان، كما استشهد “فرهاد كورتاي، ونجمي أونر، ومحمود زنكين، وأشرف أنبيك” الذين أضرموا النار بأجسادهم في سجن آمد احتجاجاً على نظام التعذيب الفاشي المعادي للكرد.
و”محمد قره سونغر” الذي كان أحد أعضاء اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني أيضاً استشهد في أيار 1986. وفي 11 أيار 1992 استشهدت مزكين “غربت آيدن” “الفنانة والمقاتلة بجوهر المرأة” في اشتباك مع المحتل التركي.
وإن حدثاً مؤلماً من أحداث شهر أيار، هو مجزرة هولير وشهدائها، حيث أقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK في العام 1997 على قتل العشرات من رفاقنا المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج في هولير. وفي التاسع من أيار 2010 قام النظام الإيراني الفاشي بإعدام خمسة ثوار فدائيين بالتعذيب الوحشي، وهم “شيرين علمهولي، وفرزاد كمانكر، وعلي حيدر الدين، وفرهاد وكيلي، ومهدي إسلامي”.
كما استشهد رمز الوطنية الحقيقية، والذي ضحى بكل حياته في سبيل السلام والديمقراطية “سري سريا أوندر” في الثالث من أيار الجاري.
ومثلما أسس القائد “عبد الله أوجلان” حزب العمال الكردستاني ليكون رداً على ذكرى الشهداء، أعلن إنهاء مرحلة الكفاح المسلح في شهر أيار2025، استذكاراً للشهداء ولإنشاء مجتمع ديمقراطي.
شهداء شهر أيار هم الذين رافقوا القائد “عبد الله أوجلان”، وضحوا بأرواحهم في سبيل الرفاقية الحقة، وأصبحوا مثال الجسارة والتضحية العظيمة في سبيل حرية الشعوب، وفي شخصية هؤلاء الشهداء نستذكر شهداء الحرية جميعا.