قامشلو/ علي خضير – أشادت أمهات الشهداء من قامشلو بتضحيات شهداء الحرية، مشددات بالسير على نهجهم حتى تحرير الأراضي المحتلة، وأكَّدن، على أنَّ ما أنتهجه حزب العمال الكردستاني، يثبت بأنَّهم دعاة سلام حقيقيين.
يعدُّ الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة أيار شهر الشهداء، ففي هذا الشهر استشهد القائد والمعلّم (حقّي قرار)، وبشهادته بدأت المقاومة والنضال المقدس من أجل الحرية والكرامة قبل أربعين عاماً، ولأنه كان رمزاً للنضال والتضحية وقدوةً لجميع شهداء حركة التحرر الكردستانية، وشهداء ثورة روج آفا، عُدَّ يوم الثامن عشر من أيار عيداً للشهداء الذين رسموا المستقبل بدمائهم وتضحياتهم.
الشهادة طريق الخلاص
حول ذلك، تحدثت لصحيفتنا، والدة الشهيد “دليل دليل”، “شاهة هساري“: “منذ بداية ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، وتشكيل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، انضم ولدي الشهيد دليل، إلى صفوفها، منذ بداية تأسيسها، وشارك في المعارك ضد المرتزقة، ولكن خلال المعارك مع مرتزقة جبهة النصرة عام 2014، أصيب برصاصة في صدره ما أدى إلى استشهاده”.
وأشارت إلى أن ابنها دليل، اختار طريق الشهادة، وهو مؤمن بأنه هو طريق الخلاص لشعوب المنطقة من المرتزقة والإرهابيين، ومن أجل ذلك، ضحى هو ورفاقه، بدمائهم من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية، ومهما كانت التضحيات فالنضال على خطا الشهداء سيستمر.
وأكدت: “لا نستذكر الشهداء في يوم 18 أيار فقط، فهم دائما موجودون في قلوبنا، ونعاهدهم، بأننا سائرون على دربهم حتى تحقيق كامل الأهداف”
واختتمت “شاهة هساري”: “بسواعد الأبطال ونضال ومقاومة الشعوب، وبروح مقاومة السجون سنتابع النضال، ولن ندع أن تذهب دماء الشهداء هدراً، وإننا في يوم الشهداء نستمد القوة من تضحياتهم، فهم المنارة التي تضيء الدروب للأجيال القادمة”.
أعتز بشهادة أبنائي
ومن جانبه، قالت الإدارية بمجلس المرأة، لعوائل الشهداء بمقاطعة الجزيرة، “جواهر عثمان“، وهي والدة شهيدين: “قدمت اثنين من أبنائي شهداء في سبيل الوطن، فإن ابني، “هوزان”، كان في وحدات حماية الشعب، واستشهد خلال معارك تل حميس، وتل براك، ضد مرتزقة داعش، كما أن ابني، “خبات”، كان قد انضم إلى الكريلا، واستشهد، نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي في متينا، وأيضاً، انضمت ابنتي أفيستا هوزان عام 2014 لحمل سلاح شقيقها إلى النضال، وهذا محط فخر عظيم لي”.
وأوضحت: “بفضل الشهداء، حافظنا على استقرار وأمان مناطقنا، أولئك الشهداء الذين امتد نضالهم الثوري لعشرات السنين من خلال حركة الحرية، التي ناضلت من أجل حرية الشعب الكردي، وشعوب المنطقة”.
وأضافت: “نداء القائد عبد الله أوجلان، للسلام، واستجابة حزب العمال الكردستاني، واتخاذه قرارات هامة، جاءت من أجل إنهاء الحرب، وتحقيق السلام، وعلى الدولة التركية الاستجابة لنداء السلام والمجتمع الديمقراطي”.
وأكدت: “لذلك، علينا اليوم، دعم مبادرة السلام، لأنها ستجلب معها الاستقرار والأمن للمنطقة برمتها، وعلينا ألا ننسى بأن الفضل الأول في كل ما يحدث يعود للشهداء، اليوم حان الوقت لوقف أزيز الرصاص، وخوض الحوار السلمي، لأنه الحل الأمثل لإنهاء شلال الدم بين شعوب المنطقة”.
وفي ختام حديثها، شدّدت، “جواهر عثمان”: “نحن شعب وعوائل الشهداء، واثقون بأن عملية السلام، هي الضامن، وأساس تحقيق الأمن والسلام وضمان الحفاظ على ميراث الشهداء ومكتسباتهم”.
سنواصل طريق النضال
بدورها قالت عضوة مؤسسة عوائل الشهداء بقامشلو، ووالدة الشهيد فيصل، وزوجة الشهيد دعار “فاطمة الجاسم“: “بمناسبة يوم الشهداء ننحني إجلالاً وإكباراً لأرواحهم، ونقول لهم، إننا على دربكم سائرون حتى تحقيق النصر، وسنسلك طريق النضال على نهج الشهداء، مظلوم دوغان، وحقي قرار، وكمال بيير، ومحمد خيري درموش، الذين كانوا من أوائل المناضلين من أجل حرية شعبهم”.
وأشارت: “النضال لا زال مستمراً، وذكرى الشهداء، تزيدنا إيماناً وعزيمةً، في تحقيق ما نصبوا إليه، ومن هنا نطالب بحرية القائد عبد الله أوجلان”.
وتابعت: “نحن مع قرارات حزب العمال الكردستاني، التي أصدرها في مؤتمره الأخير، استجابة لنداء القائد عبد الله أوجلان التاريخي، ما أثبت بأن الحزب داعي سلام، ويسعى لتحقيقه”.
وأنهت، “فاطمة الجاسم”: “مرة أخرى نؤكد أن قيم الشهادة باتت الأساس في متابعة النضال واستمراره، ضد الاستبداد والطغيان والظلم، فالقيم التي استشهد من أجلها أبناء شعبنا، لن نحيد عنها، وسنحافظ على ميراث الشهداء ومكتسباتهم، بكل الطرق المتاحة”.