قامشلو/ علي خضير – أعرب إداريون بمقاطعة الجزيرة عن حزنهم الشديد، إزاء رحيل القامة الوطنية الكبيرة، عضو وفد إمرالي الشهيد “سري سريا أوندر”، وبينوا، بأنه ناضل مدة 50 عاماً من أجل الديمقراطية والسلام، وأكدوا، على أنه كان محل ثقة لدى القائد عبد الله أوجلان، وأشاروا إلى أنه قدم خدمات جمة للقضية الكردية، وعاهدوا، بالسير على خطاه لتحقيق السلام والديمقراطية.
رحل عضو وفد إمرالي، الشخصية الوطنية، والنائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، “سري سريا أوندر” عصر يوم السبت الثالث من أيار 2025، في مستشفى فلورنس نايتنجيل بإسطنبول، حيث كان يعالج من مرض متلازمة الاختلال المتعدد، وكان قد دخل المشفى 15 نيسان 2025.
وُلِد سري سريا أوندر في أدايامان عام 1962، وعمل في الكثير من المجالات، ممثلاً، وكاتب سيناريو، ومخرجا سينمائياً، وسياسياً، وصحفياً، وعضواً في حزب الشعوب الديمقراطي، وفي البرلمان التركي، حياته كانت زاخرة بالنضال لأجل حقوق الشعوب في تركيا، وعلى رأسها الشعب الكردي، وعمل بكل طاقته في سبيل الوصول لتحقيق السلام، والديمقراطية، والحرية.
مناضل عظيم لخدمة شعبه
حول الموضوع، تحدث لصحيفتنا، عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، “طلعت يونس”: “نعزي عائلة وأصدقاء الشهيد، سري سريا أوندر، الذي كان مناضلاً عظيماً، ورمزاً من رموز الاشتراكية، والثورية، والوطنية، من أجل الحرية والديمقراطية، وكان يحث لإرساء السلام في تركيا، وينادي لتحقيق الحياة الكريمة لخدمة الشعبين الكردي والتركي”.
مضيفاً: “الشهيد أوندر، كان يرفض سياسة الإبادة الجماعية، والعنصرية والصراعات، وسعى دائمًا لبناء حياة يسودها السلام والديمقراطية، في المنطقة، ودول الشرق الأوسط، واجتهد كثيراً في تحقيق عملية السلام، وكان عالما بفكر القائد عبد الله أوجلان، فآمن بفلسفة الأمة الديمقراطية، لذلك كان يناضل بالرغم أنه كان تركمانياً، وسعى دائماً للوصول إلى الحقيقة وإحلال السلام بين الشعوب، عمل فنانا، وصحفيا، وسياسيا، وبرلمانيا، ونجح في هذه المجالات، وواجه الكثير من الصعوبات في حياته، وتعرض للاعتقال في العديد من المرات”.
واختتم، طلعت يونس، حديثه: “الشهيد سري سريا أوندر، من أبرز من عمل من أجل التوصل للسلام، وأوصل العملية إلى مراحل مهمة، ورحيله شكل ألماً كبيراً لنا، ولكل دعاة السلام والديمقراطية، والطريق الأمثل لتبني نهجه، هو تعزيز النضال من أجل الديمقراطية والسلام وإنجاحه وفاءً له”.
نضال حافل وخسارة جسيمة
من جانبها قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار “شيراز حمو”، إنَّ “مرحلة السلام والديمقراطية خسرت قامة وطنية شامخة، وخاصة للنساء، لقد أثبت الشهيد سري سريا أوندر، أن التماسك الاجتماعي، والتاريخي، والحضاري، والثقافي، لشعوب المنطقة، أقوى من الذهنيات السلطوية، والقوموية، والعنصرية، التي حاولت بشتى الوسائل تفتيت المجتمع، وضرب العيش المشترك بين مجتمعات المنطقة”.
وبينت: “هؤلاء الأشخاص الوطنيون لا يمكن أن يتكرروا في التاريخ، وإذا ما تمعّنّا في تاريخه النضالي، سنرى فيه الكثير من الإنجازات، فحتى ساحة الفن والسينما حولها لطرح أفكاره السياسية، والاجتماعية، وجعل منها حدثاً لإيصال فكرة العيش المشترك، والتكاتف في وجه السياسات الهادفة إلى تفتيت المجتمع”.
وأنهت، شيراز حمو حديثها: “الشهيد سري سريا أوندر، كان له دور كبير في مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي، بعد إطلاق القائد عبد الله أوجلان، نداءه التاريخي”.
نعاهد بالسير على خطاه
بدوره قال الرئيس المشترك لاتحاد المثقفين بمقاطعة الجزيرة، “عبود مخصو”: “كان الشهيد، سري سريا أوندر، مناضلاً وطنياً، من عائلة وطنية، امتد نضاله خمسين عاماً، كافح من أجل السلام والحرية والديمقراطية، لقد كان محل ثقة عند القائد عبد الله أوجلان، وهو الذي أوصل رسالته للداخل التركي، ولباشور كردستان، وإلى العالم أجمع”.
وأشار: “سري سريا أوندر، كان مناضلاً حتى الرمق الأخير، ولم يدخر أي جهد، في سبيل إنهاء الظلم بحق الشعوب المظلومة”.
في ختام حديثه، عاهد عبود مخصو، الشهيد سري سري أوندر بالسير على خطاه، للوصول لوطن حر وديمقراطي، تعيش فيه الشعوب كافة، بأمان، وسلام، وحرية.