روناهي/ دير الزور ـ أشار الإداري في قوى الأمن الداخلي بمقاطعة دير الزور، محمود الخلوف، إلى أنه في أعقاب الانهيار الأمني الذي أعقب سقوط النظام السابق، والتطورات التي حدثت، استغلت خلايا داعش تلك الأوضاع، وعملت على ضرب البنى التحتية، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، مما استدعى جهودنا لضرب هذه الخلايا والقضاء عليها، وإعادة الأمور إلى نصابها.
تشهد المناطق الشرقية من سوريا، ولا سيما مقاطعة دير الزور، تطوّراتٍ أمنيةً مُعقّدةً تتطلبُ تحليلاً دقيقاً، لفهم جذورها وآليات مواجهتها، ففي أعقاب الانهيار الأمني الذي أعقب سقوط النظام البائد، وانسحاب معظم الحواجز التابعة له، شهدت المنطقة فراغاً أمنياً واسعاً، استغلّه داعش وغيره من المجموعات المرتزقة المتطرفة، لإعادة انتشاره وتوسيع نفوذه.
لم يقتصر الأمر على استغلال هذا الفراغ في عمليات التهريب والاختطاف، بل امتدّ ليشمل أيضاً إمكانية التسلل عبر الحدود، ما شكّل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليمي، يُضاف إلى ذلك، التطورات السياسية المُعقّدة التي تشهدها المنطقة، والتي تُمثّل بيئةً خصبةً لنشاط الجماعات المتطرفة، لا يُمكن فهم التحديات الأمنية الحالية في دير الزور بمعزلٍ عن السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي المُعقّد الذي تُعانيه المنطقة، ما يتطلّبُ استراتيجيةً مُتكاملةً تُواجه التحدّيات الأمنية بكلّ أبعادها، وتُراعي خصوصية المنطقة وحساسيتها.
إعادة الأمن والاستقرار أولوية
في السياق تحدث الإداري في قوى الأمن الداخلي، بمقاطعة دير الزور محمود الخلوف، لصحيفتنا، بقوله: “حدث انهيار أمني، عقب سقوط النظام السابق، حيث شهدت منطقة غرب الفرات في دير الزور، فراغاً أمنياً واسعاً امتدّ من منبج غرباً إلى البوكمال شرقاً، مروراً بالبادية السورية، وقد استغل داعش هذا الفراغ، وتنقّل عبر الحدود بشيء من الحرية”.
وأضاف: “لمواجهة ذلك، كثّفت قواتنا الأمنية تواجدها على المنافذ والمعابر، مُشدّدةً من الرقابة على الوافدين، وسيّرنا دورياتٍ مُكثّفة على مدار الساعة، وخلال الأشهر الأربعة الماضية، نفّذت قواتنا العديد من العمليات الأمنية، أسفرت عن اعتقال عددٍ كبيرٍ من عناصر داعش، بمن فيهم عناصر كانوا متوارين عن الأنظار، بالإضافة إلى اعتقال ممولين لهم”.
وتابع: “تركّزت معظم حملاتنا على المناطق الحساسة، مثل بلدتي غرانيج، وأبو حمام جنوبي دير الزور، وبلدتي ذيبان، والبصيرة باتجاه الصور، نظراً لموقعها الاستراتيجي على نهر الفرات، والذي يُسهّل عبور الخلايا من غرب الفرات إلى شرقه، يُعتبر هذا الموقع نقطة انطلاق لتنفيذ هجمات إرهابية على قواتنا ومراكزنا”.
وأشار: “لاحظنا، في الآونة الأخيرة، تعاونٌ ملحوظٌ من قبل الأهالي في دير الزور، لقواتنا، ومن هنا نناشدهم بمواصلة التعاون، والإبلاغ عن أيّ تجمعٍ مشبوهٍ في مناطقهم، للمساعدة في إحباط أيّ محاولةٍ لزعزعة الأمن”.
واختتم، محمود الخلوف، حديثه قائلاً: “الأوضاع غير المستقرة في سوريا، وتدخّلات تركيا، أسهمت في زيادة نشاط خلايا داعش، التي تعمل على ضرب البنى التحتية، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، ونحن على أهبة الاستعداد للضرب بيد من حديد، لكل من يحاول المساس بأمن شعبنا، لإعادة الاستقرار والأمان إلى المنطقة”.