الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ بلوحة فنية يعدها مرثية بصرية، يشارك فنان من الساحل في ملتقى روج آفا الخامس للفن التشكيلي، موثقاً ما يحدث هناك من انتهاكات.
برزت لوحة “شقائق النعمان” للفنان السوري مهند علاء الدين أحد أبرز الأعمال المشاركة في ملتقى الفن التشكيلي الخامس، الذي أُقيم مؤخرًا في مدينة الطبقة بمشاركة عدد من الفنانين من مختلف المناطق السورية.
اللوحة التي تميزت بمزج بين التشكيل الواقعي والتجريدي، حملت مضمونًا رمزيًا يوثق مرحلة دامية في تاريخ سوريا، لا سيما ما عرف بـ”مجازر الساحل السوري” التي وقعت بعد انسحاب النظام السابق من بعض المناطق تزامناً مع سقوط الأسد.
استخدم الفنان الألوان الحمراء والبنية الداكنة، والرمادية لتجسيد أثر الدم والمحو والركام، في عمل وصفه بـ”المرثية البصرية” لمن لم يُكتب لهم نعي.
الفن ضرورة في زمن الحرب
وقال الفنان علاء الدين، وهو من أبناء الساحل السوري، إن الفن في زمن الحرب “ليس ترفًا، بل ضرورة”، رسمها ليعبر عن مشاعره المكبوتة، حيث وجد بالرسم نافذة تنفس: “لو لم أرسم، لاختنقت”.
وأشار إلى أن لوحته هي محاولة لإعطاء صوت للضحايا الذين غُيبوا عن السجلات والذاكرة الرسمية: “بريشتي حاولت أن أكتب أسماء الذين لا أسماء لهم. تلك الزهور تمثل أرواحًا بلا قبور”.
الرسم أداة توثيق للذاكرة المفقودة
وتأتي هذه اللوحة في سياق فني يوثق مأساة يعيشها السوريون في الساحل، والتي عاشها الفنان علاء الدين بتفاصيلها كـ “شاهد صامت”، حيث كان يتلقى الأخبار دون امتلاك وسيلة توثيق سوى الرسم. ويؤكد أن أعماله “منحازة للحقيقة والضحايا”، وبرأيه أن “اللوحة أكثر صدقًا من البيانات الرسمية”.
اللوحة مرثية للضحايا
الفنان “مهند علاء الدين” المشارك من الساحل السوري يختتم حديثه بوصفه للوحة: “هذه ليست نهاية قصة، بل بدايتها. الرسم كان صلاتي الخاصة، وهذه اللوحة مرثيتي لكل من لم تُكتب له مرثية”.
ويشارك الفنان علاء الدين في الملتقى في حين تستمر الانتهاكات والمجازر في الساحل السوري، فيشير آخر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان نشر بالسابع من نيسان إلى توثيق المجازر التي حصلت منذ تاريخ السادس من آذار بلغت 62 مجزرة في مناطق الساحل السوري أدت إلى مقتل 1,767 شخصًا، بينهم 866 في اللاذقية، و508 في طرطوس، و272 في حماة، و13 في حمص.
ويعد ملتقى روج آفا الخامس للفن التشكيلي في الطبقة والذي انطلق في الثالث من أيار الجاري ليستمر حتى الثامن منه، منصة ثقافية تجمع 31 فناناً سورياً، يعبرون بمشاركتهم عن الواقع السوري، ويعززون دور الفن أداة للذاكرة والتوثيق في ظل التحديات التي تواجه حرية التعبير.