الحسكة/ محمد حمود -أطلقت القوى الأمنية المشتركة، حملة أمنية في مخيم الهول، بين 18 و23 من نيسان الماضي، استهدفت تفكيك خلايا داعش وسط تصاعد التهديدات الأمنية، وقد حققت الحملة نجاحاً كبيرا، وعززت فرص الأمن، وحالت دون تنفيذ مخططات إرهابية لداعش، في المخيم وفي المناطق المحيطة به.
في خطوة حاسمة لتعزيز الأمن والاستقرار في إقليم شمال وشرق سوريا، أطلقت قوى الأمن الداخلي، بالتنسيق مع وحدات حماية المرأة، وبدعم قوات سوريا الديمقراطية، حملة أمنية واسعة النطاق داخل مخيم الهول، شرق مدينة الحسكة.
بدأت الحملة 18 نيسان 2025، وانتهت 23 من الشهر ذاته، محققة أهدافها المرسومة، وقد جاءت هذه الحملة في ظل تصاعد التهديدات الأمنية داخل المخيم، حيث استغلت خلايا مرتزقة داعش الفوضى السياسية، والعسكرية، التي تشهدها سوريا لتوسيع نشاطاتها الإرهابية.
يعاني مخيم الهول، الذي يؤوي عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين، وأسر عناصر داعش تحديات أمنية معقدة، فقد تحول المخيم بؤرة لنشاط خلايا داعش، التي استغلت البنية الاجتماعية المغلقة داخله لتجنيد الأفراد، وخاصة الأطفال، من خلال تدريبات عنيفة تشمل قتل الحيوانات لزرع الفكر المتطرف في أذهانهم.
تزايدت هذه الأنشطة في أعقاب الفراغ السياسي، والعسكري، الذي شهدته سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتشكل سلطة جديدة في دمشق، كما ساهمت هجمات دولة الاحتلال التركي المستمرة على المنطقة تعزيز حالة من الفوضى؛ ما أتاح لخلايا داعش فرصة إعادة تنظيم صفوفها.
استمرت الحملة الأمنية خمسة أيام، واعتمدت على معطيات استخباراتية دقيقة، حددت مواقع خلايا داعش، وأنشطتها داخل المخيم، وشاركت في الحملة قوى الأمن الداخلي، وحدات حماية المرأة، وقوات سوريا الديمقراطية، التي نفذت التخطيط بدقة لضمان نجاح الحملة.
ركزت الحملة، على تفكيك شبكات داعش النشطة، التي كانت تخطط لشن هجمات على مواقع عسكرية، ومدنية، في مناطق الإدارة الذاتية، وتضمنت عمليات تمشيط واسعة النطاق، أسفرت عن اعتقال عدد من متزعمي وممولي المرتزقة، إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، المعدة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المخيم وخارجه.
وقد حققت الحملة الأمنية نجاحاً كبيراً، حيث تمكنت القوات من القضاء على عدد من الخلايا الإرهابية، وإضعاف قدرات داعش التنظيمية داخل المخيم، وكشفت الحملة وجود اتصالات خارجية لمرتزقة داعش من داخل الهول، حيث كانوا ينسقون مع جهات خارجية لتنفيذ هجمات تستهدف استقرار المنطقة، وساهمت هذه الجهود في تقليص التهديدات الأمنية وتعزيز الشعور بالأمان، بين سكان المخيم والمناطق المجاورة.
الحملة حققت أهدافها المرجوة
في السياق؛ رحب أهالي مدينة الهول بالحملة الأمنية، مؤكدين، أنها جاءت في توقيت حاسم لمواجهة تصاعد تهديدات داعش، وعبروا عن دعمهم الكامل للحملة الأمنية، التي حققت أهدافها، وبدايةً، تحدث المواطن، فوزي عليوي: “يراودنا في المناطق المحاذية لمخيم الهول، خوف دائم، من خطر خلايا داعش التي تحاول نشر الرعب بيننا، هذه الحملة كانت ضرورية لاستعادة الأمان، ونثمن جهود القوات الأمنية التي تعمل ليل نهار لحمايتنا”.
وأضاف: إن “الفوضى التي تشهدها سوريا ساهمت في نشاط هذه الخلايا، وهذه الحملة أعادت الأمل بإمكانية العيش بسلام وأمان”.
ومن جانبها، نشمية المحمد، أعربت عن قلقها من محاولات داعش تجنيد الأطفال داخل المخيم: “يحاولون غسل أدمغة الأطفال بالأفكار المتطرفة، الحملة الأمنية جاءت في الوقت المناسب لمنع هذه الجرائم، ونطالب بمواصلة مثل هذه العمليات لضمان سلامة الجميع”.
وأشارت: إلى أن “هجمات الاحتلال التركي، تزيد تعقيد الوضع، داعية إلى حماية المخيم من التدخلات التركية”.
وفي السياق، أكد، المواطن، سليمان محمد: إن “الحملة استهدفت القضاء على جذور الإرهاب، داخل المخيم، ولا يمكننا أن نعيش بأمان، طالما أن هناك خلايا تنشر الفوضى والعنف، نشكر القوات التي نفذت هذه العملية بدقة، ونأمل أن تستمر جهودها لمنع عودة داعش”.
وأوضح: إلى أن “التغيرات السياسية في سوريا، بما في ذلك سقوط نظام الأسد، وما أعقبه من تطورات متسارعة، ساهمت في خلق بيئة مواتية لنشاط المرتزقة”.
ظريفة الصالح، من جهتها، عبرت عن ارتياحها لنتائج الحملة: “كنا نشعر بالتهديد الدائم في مدينتنا، خاصة مع وجود أسلحة ومرتزقة يخططون لعمليات إرهابية، هذه الحملة أعادت إلينا الأمل كي نعيش بأمان، ودعت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول المخيم، مشيدة بالتنسيق بين القوات المشاركة في العملية”.
رغم نجاح الحملة، لا تزال التحديات الأمنية قائمة، ويتطلب استقرار مخيم الهول، جهوداً مستمرة لمواجهة محاولات داعش لإعادة ترتيب صفوفه، إضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للتطرف، مثل الفقر وسوء الأوضاع المعيشية، كما يشكل الدعم الخارجي لخلاياه، خاصة من دولة الاحتلال التركي، تهديداً مستمراً يتطلب تعاوناً دولياً لمواجهته.
الحملة الأمنية في مخيم الهول، مثلت خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، من خلال تفكيك خلايا داعش ومصادرة أسلحتها، وساهمت في حماية سكان المخيم، والمناطق المجاورة من التهديدات الإرهابية.
مع ذلك، فإن استمرار الجهود الأمنية، والتنموية، ضروري لضمان استدامة هذه الإنجازات، فيما يعبر دعم أهالي مدينة الهول لهذه الحملة عن ثقتهم بقدرة الإدارة الذاتية، على مواجهة التحديات، ويؤكد على أهمية التعاون بين المجتمع المحلي، والقوات الأمنية، لتحقيق الأمان والاستقرار المنشودين.