روناهي/ دير الزور ـ في ظلّ اقتصادٍ مُتراجعٍ وفرص عملٍ مُتلاشية، تُثبت نساءُ هجين أنّ الإرادة أقوى من التحديات، وأنّ الأمل يُمكن أن يُنسج من خيوط الصوف، ليُصبح مصدر رزقٍ يُعينهن على مواجهة صعوبات الحياة. تُسلط هذه القصة الضوء على أهمية المشاريع المُصغّرة، ودورها في تمكين المرأة، ودعم المجتمع، خاصةً في ظلّ الظروف الراهنة.
تُعدُّ المشاريع المُصغّرة شريان حياةٍ للعديد من الأسر، حيث تُوفر دخلاً يُسهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية، ويُخفف عبء الفقر، ويُعزز استقلاليتهم. وتُمثل هذه المشاريع، فرصةً ثمينةً لتمكين المرأة، وإبراز دورها الفعّال في المجتمع، من خلال توفير مصدر دخلٍ يُمكنها من إعالة أسرتها، وتحقيق ذاتها.
من مهارة إلى مشروع ناجح
وفي هجين، تجسّدت هذه الحقيقة في قصة “جميلة الأحمد“، التي حوّلت مهارة النسج التقليدية، التي تعلمتها من نساءٍ أخريات، إلى مشروعٍ ناجح، فبدافع الحاجة المُلحة للعمل، قررت جميلة، بمساعدة بناتها، إنتاج حافظات شاي يدوية من الصوف، تتميز بجمالها وأصالتها، لتصبح مصدر دخلٍ جيدٍ للعائلة.
وتبدأ رحلة إنتاج الحافظات بشراء الصوف والخام، ثم تبدأ جميلة وبناتها عملية النسج، مُستخدماتٍ مهارتهن وذوقهن الفني، لإنتاج قطعٍ فريدةٍ تُجسد أصالة التراث المحلي، حيث تُنتج جميلة أربع حافظات يومياً، بتكلفة تصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية للحافظة، وتبيعها بسعر يتراوح بين 15 و18 ألف ليرة، وهو ما يُعدُّ مردوداً لا بأس به في ظلّ الظروف الحالية.
“مشروعي ناجحٌ ويأتي بمردودٍ جيد”
وأكدت “جميلة الأحمد” في ختام حديثها: أنها سعيدةٌ بقدرتها على إعالة أسرتها بفضلِ عمل يديها. وتُمثل قصة جميلة نموذجاً مُلهماً للعديد من النساء، اللواتي يسعين لتحقيق الاستقلال المادي، والمساهمة في دعم أسرهن.
يشار، إلى إنّ مشروع جميلة لا يُمثل فقط مصدر دخلٍ لعائلتها، بل يُجسد أيضاً إحياءً للحرف اليدوية التقليدية، ويُضيف قيمةً جماليةً وثقافيةً للمنتجات المحلية. كما يُشجع هذا المشروع، النساء الأخريات على الإبداع والابتكار، ويُثبت أنّ الأمل لا يزال موجودًا، حتى في أحلك الظروف. وهو دليلٌ ساطعٌ على أنّ المشاريع المُصغّرة، تُمكن أن تُصبح حجر الأساس في بناء مُستقبلٍ أفضل، وتحقيق التنمية المُستدامة للمجتمع.