قامشلو/ ملاك علي ـ أكد نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو، أنه منذ بدء الأزمة السورية؛ تعرضت محطات المياه في مقاطعة الجزيرة إلى التدمير الممنهج، وبالتالي لم يتم حل مشكلة المياه حتى الآن، ونوه إلى “في الآونة الأخيرة، سقطت أبراج الكهرباء بسبب العاصفة، والذي بدوره أثر على عدم توفر المياه في مدينة قامشلو”.
تُعد أزمة المياه من أكثر الأزمات الحادة التي تواجه سكان مدينة قامشلو، في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث تتفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت، مما يشكّل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين اليومية وأمنهم المائي، هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى بدايات الأزمة السورية، وقد ازدادت حدتها نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة في المنطقة.
تدني المنسوب وجفاف نهر جقجق
وفي هذا السياق بيّن نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو “مسعود يوسف” بأنه منذ بدء الأزمة السورية تعرضت محطات المياه في مقاطعة الجزيرة إلى التدمير الممنهج مما أدى إلى توقف عدد من المحطات عن العمل وتراجع كميات المياه المتوفرة للسكان، وأوضح أن البنية التحتية تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الهجمات التي شنتها المجموعات المرتزقة، وبأن هذه الاعتداءات تركت آثاراً كارثية لا تزال المدينة تعاني منها حتى اليوم.
فيما أشار إلى أن المشاكل الحالية في قامشلو، هي نتيجة تراكم أزمات على مدى سنوات طويلة، مؤكداً على إن منسوب المياه في المنطقة منخفض، خصوصاً المياه السطحية، وذلك بحسب تقارير الجيولوجيين، “إن نهر جقجق، الذي كان يتميز بتدفقه العالي شتاءً وصيفاً، بات يعاني من الجفاف بسبب السياسات التركية وتأثيرها على مصادر المياه في روج آفا”.
وفيما يخص المصادر الحالية للمياه، تطرق يوسف إلى أن محطة جقجق، الواقعة على بعد 300 متر من المدينة، تحتوي على ستة آبار، بينما تضم محطة الهلالية نحو 50 بئراً، وتوفر حوالي 70% من مياه المدينة، إلى جانب ذلك، هناك 13 بئراً عاملة في الجانب الشرقي من المدينة، يتم تشغيلها عبر مولدات كهربائية.
التدابير المتخذة للحد من الأزمة الحالية
وأردف يوسف إلى أن العاصفة الأخيرة أدت إلى أضرارٍ كبيرة في شبكة الكهرباء، مما تسبب بخروج ستة أبراج كهربائية عن الخدمة، وتطلب إصلاحها نحو 72 ساعة، حسب تصريح هيئة الطاقة، ومع استمرار العاصفة حينها، من المتوقع أن تستغرق أعمال الصيانة وقتاً أطول.
ونوه يوسف أن “البلدية تنسق مع دائرة المياه لاستخدام بدائل للطاقة، عبر تشغيل المولدات لضمان استمرار الضخ، رغم أن قدرتها لا تغطي سوى نصف الكمية المطلوبة، وهو ما يؤثر على وصول المياه إلى بعض الأحياء، لا سيما في المناطق ذات الخطوط الضعيفة”.
ودعا يوسف الأهالي القاطنين قرب المحطات الرئيسية، إلى ترشيد استهلاك المياه، وإغلاق الصنابير بعد تلبية حاجتهم الأساسية، لتسهيل وصول المياه إلى المناطق الأخرى، كما لوح أن آلية ضخ المياه في المدينة تعتمد على التوزيع بالتناوب يوماً بعد يوم، لافتاً أن الأحياء الواقعة شرق وغرب نهر جقجق تعاني أكثر بسبب الكثافة السكانية، والتوسع الجغرافي.
وحسب يوسف أنه تم توزيع أرقام صهاريج المياه على جميع دوائر الإعلام، للتخفيف من حدة الأزمة، كما أصدرت البلدية تعليمات بتشغيل المولدات حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً “أن هناك تعاوناً مع صهاريج الإطفائية وصهريجين تابعين لدائرة المياه لتأمين حاجات المواطنين”.
وفيما يتعلق بصهاريج المياه الخاصة، شدد يوسف على ضرورة عدم استغلال الوضع الحالي، مؤكداً أن البلدية ستفرض ضوابط على الأسعار، وستعمل على توزيع المياه مجاناً على الأهالي قدر الإمكان إلى حين تجاوز الأزمة.
خطط مستقبلية للحل الجذري
واختتم نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو “مسعود يوسف” حديثه بالقول: “إن المياه الموزعة عبر الصهاريج معقمة وخاضعة للفحص من قبل دائرة المياه، وتُعبأ من مناهل معتمدة في الهلالية، خط الحزام، ودائرة المياه الرئيسية، وخطة للبلدية هي خلال عامي 2025 و2026 لحفر آبار جديدة، ضمن الميزانية المخصصة، في محاولة جادة لحل أزمة المياه المتفاقمة في المدينة بشكلٍ جذري”.