جل آغا/ أمل محمد – طالب عدد من الأهالي من الشعب العلوي، المجتمع الدولي بالتدخل السريع لإيقاف المجازر والانتهاكات، التي تحدث في الساحل السوري، وأثنوا على استقبال أهالي إقليم شمال وشرق سوريا لهم بعد لجوئهم لمناطقهم حيث الاستقرار والأمان.
عقب المجازر والانتهاكات التي قامت بها المجموعات المسلحة في الساحل السوري ضد الطائفة العلوية وسقوط ما يقارب 1169 شهيداً بين شاب وأطفال ونساء، تحولت المنطقة ساحة غير آمنة بسبب الفوضى هناك، حيث لجأ الكثير من أهالي تلك المناطق لإقليم شمال وشرق سوريا بعد الدعوات من أهالي المنطقة والتسهيلات التي قدمتها الإدارة الذاتية، كما ساهمت الإدارة الذاتية بإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى الأسر المتضررة والمحتاجة في الساحل في ظل الأزمة التي عصفت بهم.
أحداث مؤلمة في الساحل السوري
وفي السياق، حدثتنا المواطنة من الشعب العلوي “لبانة إبراهيم” عما مر بها هي وعائلتها في الأحداث، التي شهدها الساحل السوري، خلال لقاء مع صحيفتنا “روناهي”: “الأوضاع الأمنية التي شهدها الساحل السوري كانت خطيرة لدرجة كبيرة، حيث اُرتُكبت فيها جرائم قتل وانتهاكات علنية بحق المدنيين من شباب وشيوخ ولم يرحموا حتى النساء والأطفال”.
وتابعت: “لقد دخلت مجموعات إرهابية مدعومة من تركيا للساحل، وأقدمت على ارتكاب مجازر طائفية بحق المدنيين العزل، كما ارتكبت هيئة تحرير الشام أبشع الجرائم بحق الأهالي هناك وذلك بمساعدة البعض من أشخاص المنطقة ذاتها”.
وعن رؤيتها مجزرة حدثت أمام عيناها: “أنا من حي القصور في بانياس حدثت مجزرة أمام عيني، وقد تمكنت من الهروب منها بأعجوبة، حيث هجم مسلحون غير سوريين من (تركستان، والشيشان) وكان ذلك واضحاً من هيئتهم ولهجتهم، على المنطقة ذبحاً بالسكاكين دون رحمة”.
وتابعت: “وقد دفعنا مبالغ مالية لأشخاص حتى أمنوا لنا طريقاً للهروب، وحينما كنا متواجدين في السيارة كانت هناك حواجز للمجموعات المسلحة بكثرة حاولوا أخذ الرجال للقتل والنساء سبايا، ودفعنا لهم أيضاً مبالغ مالية حتى تمكنا من الخروج من المنطقة”.
إقليم الأمن والحرية
وعن لجوئهم اليوم لإقليم شمال وشرق سوريا أضافت: “إقليم شمال وشرق سوريا، ديمقراطي عادل يتمتع جميع أفراده بحقوقهم وبالذات حقوق المرأة، ولهذا السبب توجهنا إليه بعد الدعوات التي تلقيناها من أهالي المنطقة، والذين برهنوا أنهم دعاة للسلام والعيش المشترك”.
وطالبت “لبانة إبراهيم”، المجتمع الدولي توقف الانتهاكات وكل ما يحدث داخل الساحل السوري وينصف الطائفة العلوية لأنها بريئة من جرائم النظام السوري السابق. كما تمنت، أن تتجه قوات سوريا الديمقراطية للساحل السوري، لأن بحضورها سيعم الأمان في المنطقة ولن تحدث أي مجازر أو انتهاكات.
ومن جهته قال المواطن من محافظة حمص “محمد عيسى“: “عانى الشعب السوري بمختلف أديانه وطوائفه وشعوبه من إرهاب النظام البعثي، والمجموعات الإرهابية التي قدمت إلى الساحل السوري حاربت باسم الدين ولكن الدين الإسلامي بريء منها، فالدين لا يدعو للقتل والتهجير والسبي، والغاية من قدومها هي السرقة وزعزعة الأمن في المنطقة”.
وتابع: “فلم تأتِ تلك المجموعات لمحاربة فلول النظام كما يدعون، بل ليقتلوا وينهبوا ويشردوا الأهالي، فهي مجموعات مدربة معتادة على القتل، ففي حمص ارتكبت المجازر بشكل يومي، حتى النساء والأطفال لم يسلموا من إرهابهم، ما أجبرنا لترك ديارنا وأرضنا”.
وأشار عيسى، أثناء قيام الفصائل المسلحة بالتفتيش في أحياء السبيل والمهاجرين والأرمن شاهدنا معاملة تعسفية بحق المدنيين، وكذلك قتل علني: “المجازر والقتل كان بشكل عشوائي وتم توثيقه من خلال التصوير، وقد شاهد العالم الانتهاكات التي حدثت بالصوت والصورة والدلائل الحية المرئية”، مضيفاً: “فما حدث هو عار وجريمة بحقنا، فلا يجب قتل الأبرياء، بل يجب محاسبة من قام بسفك الدم السوري”.
ولفت: “إن إقليم شمال وشرق سوريا ومناطق الإدارة الذاتية، آمنة ومستقرة، فقد عاشرنا الأخوة الكرد مسبقاً، ونعلم جيداً أنهم شعب عظيم ودعاة سلام، وهذا ما دفعنا للجوء إليهم.
واختتم المواطن “محمد عيسى”: “نأمل أن تتدخل المنظمات التي تدعي الإنسانية أن تقوم بدورها لإيقاف المجازر التي تحدث في الساحل ومناطق الطائفة العلوية”.
يشار، هذا وكانت عدة مناطق من الساحل السوري قد شهدت في السادس من شهر آذار عمليات إعدام ميدانية استهدفت المدنيين من الطائفة العلوية وحالات قتل وخطف عشوائية، وجاءت تلك العمليات بالتزامن مع حملة أمنية نفذتها قوات سلطة دمشق في أعقاب تعرض عناصر تابعة لها لهجوم من فلول النظام السابق؛ ما أسفر عن مقتل المئات منهم.