رفيق إبراهيم
السادس والعشرون من نيسان 2025، كان يوماً تاريخيا كردياً بامتياز، انطلق من قامشلو عروس روج آفا، ولا يمكن اعتباره يوماً عادياً، كباقي أيام العام؛ لأنه تحققت فيه وحدة كرد روج آفا، ما كان يعدُّه البعض بأنها لن تتحقق أبداً، وخاصة المتعطشون لخلق البلبلة بين صفوف الكرد، ولكن رغم كل التحديات والصعوبات، وكثرة الأعداء، تحقق حلم كرد روج آفا، الذين كانوا ينتظرونه منذ عقود من الزمن.
ما تحقق ليس محض صدفة، بل جاء نتيجة جهود كبيرة ومستمرة، من قادة الكرد الكبار الذين ننحني بهاماتنا لهم، وفي مقدمتهم، قائد الأمة الديمقراطية، عبد الله أوجلان، الذي وجه نداءه التاريخي، لتحقيق السلام والمجتمع الديمقراطي، وكان له الأثر البالغ في تحقيق مساعي الوحدة، وأيضاً، كان لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، أيادٍ بيضاء على ما تم التوصل إليه، ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل الطالباني، لم يكن غائباً عن لعب دور كبير في ذلك، وأيضا، الأطراف السياسية الكردية في باكور كردستان، ساهمت ودعموا كرد روج آفا، في تحقيق وحدة الصف والموقف.
ومن أبرز الذين وضعوا خريطة الطريق لإنهاء الخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية الكردية، والتوجه لعقد كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الذي واصل ليله بنهاره، خدمة للقضية الكردية، والشعب الكردي الذي انتظر طويلا لتحقيق هذا المطلب الوطني، ومن هنا، نقدم له الاحترام والتقدير للجهود الكبيرة التي بذلها.
ولا بد أن نقدم شكرنا وتقديرنا للجهود الحثيثة التي بذلتها، أحزاب الوحدة الوطنية، والمجلس الوطني الكردي، والأحزاب خارج الإطارين، وأيضا، علينا ألا ننسى الدول الراعية للنقاشات التي تمت قبل عقد الكونفرانس، ونخص بالذكر أمريكا وفرنسا، وكل من ساهم في إنجاحه.
الكونفرانس، نجح في تحقيق الوحدة المنشودة، والأيام القادمة، ستكون شاهداً على تحقيق البنود التي تم الاتفاق حولها، ومن أولها، تشكيل وفد لنقل نتائج الكونفرانس ومناقشته مع السلطات السورية، لتثبيتها في دستور سوري جديد، يلبي طموحات وآمال الشعب الكردي، وأيضاً أطياف المجتمع السوري، ويجب أن يعلم القاصي والداني، بأن وحدة الصف الكردية، لا تعني الانفصال كما يفهم الشوفونيون والعنصريون، الذين كانت ردودهم غير مسؤولة تجاه ما تحقق، ومن أولهم سلطات دمشق، الذين وصفوها بالخطر على وحدة سوريا.
الوحدة الكردية، ستكون الأساس لبناء سوريا الجديدة، والديمقراطية، اللامركزية، تحفظ فيها الحقوق، وتحقق فيها المساواة والعدالة، سوريا الواحدة أرضاً وشعبا، ويؤكد الساسة الكرد في روج آفا، دائماً على وحدة الأراضي السورية، والاتهامات التي توجه للكرد، مغرضة تحاول صب الزيت على النار، وخلق صراع جديد في سوريا، قد تكون عواقبه وخيمة على السوريين. لذلك؛ عليهم العمل من أجل كتابة دستور سوري، يعترف بوجود الكرد التاريخي في سوريا، ويحقق لهم المواطنة الحقيقية، والمشاركة في بناء سوريا الحديثة، على أساس حصولهم على حقوقهم المسلوبة في سوريا لا مركزية ديمقراطية، تحقق العدالة للسوريين كافة