روناهي/ قامشلو – شهدت مناطق عدة من الشمال السوري مراسم شهداء الحرية الذين استشهدوا في مناطقة متفرقة، ففي ديرك؛ شيع الآلاف من أهالي منطقة ديرك في مقاطعة قامشلو بإقليم الجزيرة مراسم كلاً من الشهيدين من وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الذاتي إلى مثواه الأخير ليوارى الثرى في مزار الشهيد خبات ديرك، اللذين استشهدا في اماكن متفرقة في عفرين وديرك.
وتجمع الآلاف من أهالي منطقة ديرك وكركي لكي والقرى التابعة لها أمام مشفى الشهيد هوكر ديرك للمشاركة في تشييع جثمان المقاتل في قوات الدفاع الذاتي مزكين جانكير الذي استشهد في منطقة ديرك أثناء تأديته لواجبه، وبعد استلام جثمان الشهيد من مشفى هوكر وبموكب ضمَّ المئات من السيارات توجَّه الأهالي الى مزار الشهيد خبات ديرك للبدء بمراسم الشهيد مزكين، إضافة إلى مراسم غيابية للشهيد حسين الحسين؛ الاسم الحركي محمد عرعور الذي استشهد في مقاومة العصر بعفرين.
وشارك في المراسم أهالي منطقة ديرك وكركي لكي بجميع مكوناتهم، بالإضافة إلى وفد من الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
بعد وصول موكب التشيع الى مزار الشهيد خبات ديرك حمل مقاتلو واجب الدفاع الذاتي جثمان الشهيد على الأكتاف وساروا به إلى ساحة المزار، وبدأت المراسم بعرض عسكري قدَّمه المئات من قوات واجب الدفاع الذاتي.
وبعد الانتهاء من العرض العسكري تحدَّث باسم القوات العسكرية القيادي في وحدات حماية الشعب هوار ديرك قائلا: «نعاهد شهداءنا بالسير على نهجهم حتى تحرير كامل أراضي شمال سورية».
وتابع: «شهداؤُنا هم هويتنا وكرامتنا ولولاهم لما وصلنا إلى هذه المرحلة التاريخية وهذا كله يعود إلى تضحياتهم في دفاعهم عن الوطن.
واختتم القيادي في وحدات حماية الشعب هوار ديرك: «لن نتخلى عن الطريق الذي رسمه لنا الشهداء وسنتابع المسيرة مهما كلفتنا من التضحيات ولن نتردَّد لحظة واحدة في الدفاع عن كرامتنا وأرضنا ما دام هناك مرتزقة في روج آفا وشمال سورية».
كما تحدث باسم الإدارة الذاتية الرئيس المشترك لهيئة الطاقة في إقليم الجزيرة عبد الكريم ملك قائلاً: «بفضل دماء شهدائنا وصلنا إلى مرحلة تاريخية وحساسة، وأصبحنا رقماً صعباً في المنطقة، لأننا القوة الوحيدة التي وقفت في وجه داعش والجماعات المرتزقة الأخرى».
وتابع ملك: «وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سورية الديمقراطية أثبتوا للعالم أنَّهم القوى الوحيدة التي وقفت في وجه داعش والاحتلال التركي، ووحدت الشعوب في جبهات القتال ضد هذه الجماعات التكفيرية».
واختتم الرئيس المشترك لهيئة الطاقة في إقليم الجزيرة عبد الكريم ملك حديثه بالقول: «إن الأزمة السورية ستبقى قائمة مادام الدول المحتلة تتدخل في الشأن السوري، وعلى رأسهم الاحتلال التركي وروسيا».
وبعد الانتهاء من الكلمات تُليت وثيقتا الشهيدين من قبل مجلس عوائل الشهداء في ديرك وسُلِّمتا إلى ذويهما، وبدورهم أكد عوائل الشهداء على السير على نهج أبنائهم حتى تحرير روج آفا وشمال سورية من رجس المرتزقة.
وسُجل الشهيدان حسب مجلس عوائل الشهداء على النحو التالي:
الاسم الحقيقي: حسين الحسين
الاسم الحركي: محمد عرعور
اسم الأم: شمسة
ايم الأب: عبد الباقي
مكان الاستشهاد: عفرين ـ جندريس.
ـ الاسم الحقيقي: مزكين جانكير
اسم الأم: فاطمة
اسم الأب: ابراهيم
مكان الاستشهاد: ديرك.
وفي منبج؛ شارك المئات من أهالي منبج، إضافة إلى مؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية ومجالس الإدارة المحلية والخطوط في تشييع جثماني الشهيدين غصون محمد، ومحمد الجريت، من صفوف قوات مجلس منبج العسكري خلال تأدية واجبهما الوطني في حملة عاصفة الجزيرة في مدينة دير الزور. هذا وانطلق الموكب من أمام مشفى الفرات، إلى مرقدهما الأخير صوب مزار الشهداء في مدينة منبج وسط الأغاني الثورية والحماسية، رافعين خلالها صور الشهداء، وأعلام مجلس منبج العسكري. وفي مزار الشهداء، حمل عدد من المقاتلين، جثمان الشهيدين، حيث وُضعا على منصة التشييع، إذ قدم على إثرها مقاتلو واجب الدفاع الذاتي عرضاً عسكري مهيب. تلا ذلك عدةُ كلمات، منها كلمة كفاء العلي باسم عوائل الشهداء نقدم التعازي لذوي الشهداء، فهم وحدهم من خلدهم التاريخ، على جبينه بحروف مضيئة من ذهب، وهم من قدموا أثمن ما يملكون، فداء لتراب الوطن، من أجل حياة حرة كريمة. من جهتها ألقت القيادية سرهدان أمادكلي باسم مجلس منبج العسكري كلمة قالت فيها: «لقد حقق مجلس منبج العسكري، انتصارات ذهبية في حربه ضد المرتزقة وبخاصة في بدايات الحملات العسكرية، حيث برهنت المرأة على نفسها في هذه الحرب الشعواء، في مقاتلة الإرهاب الظلامي، المناهض للحريات، المدعوم من قبل تركيا. إذ استطاعت المرأة، القيام بثورة ذهنية على فكر العبودية، والانقلاب إلى فكر الحرية». وبدوره ألقى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها محمد خيرو كلمة قال فيها: «ننحني أمام أرواح الشهداء الطاهرة، هؤلاء الذين قدموا أرواحهم رخيصة، لتحرير كل شبر من أرضنا الحبيبة. نستمد الشرعية من دماء الشهداء، لمتابعة طريق النهوض والرقي في بناء البلد». ومن ثم قرأت فاطمة ضباع عضوة مجلس عوائل الشهداء وثيقة الشهادة لكلا الشهيدين. وسلمتهما لذوي الشهدبن ليُوارى بعدها جثمانا الشهيدين الثرى، وسط زغاريد الأمهات، والشعارات التي تمجد الشهداء.
أما في الطبقة؛ فشيَّع أهالي الطبقة الشهيد خالد الحمود؛ الاسم الحركي أبو عرب من فرق الهندسة في قوى الأمن الداخلي والذي استشهد خلال نزع الألغام التي زرعها حقد داعش والإرهاب لأهالي المنطقة وقد شُيع الشهيد من المشفى الوطني في الطبقة إلى مزار الشهداء.
وكان في استقبال الشهيد في المزار أعضاء الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة وأعضاء المؤسسات المدنية وشيوخ العشائر وحشد من أهالي الطبقة والمنصورة والجرنية.
بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء بالتزامن مع عرض عسكري قدمه قوى الأمن الداخلي تخلله إطلاق 21 طلقة وداعاً للشهيد.
وألقت كلمة قوى الأمن الداخلي كفاء سنجار وكلمة عوائل الشهداء عبد الكريم الابراهيم وكلمة الادارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة هند علي وكلمة مؤسسة الشؤون الدينية عبد الكريم العليوي، وأكدت الكلمات على أن دماء الشهداء منارة تنير درب الشعوب، وأن الدماء ثمن التراب ولن يتم التفريط به، وأن الشهداء هم أحياء في القلوب.
وبعدها سُلِّمت وثيقة الشهادة لذوي الشهيد. وبعدها حمل الشهيد على أكتاف رفاقه في قوى الأمن الداخلي ليوارى الثرى.
