روناهي/ تل حميس ـ مدينة تل الحميس من المناطق التي تعاني نقصاً حاداً في مصادر الطاقة، وخاصةً مادة الغاز، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية، أصبح المواطنون يلجؤون للبحث عن بدائل، كمادة الكاز، ولكنها بدائل محفوفة بمخاطر جسيمة، إذا ما ساء استخدامها، فلا يقتصر الأمر على ارتفاع أسعارها، لكنها طرق للطهو، وقد أودت بحياة الكثير من مستخدميها، فراحت ضحيتها عوائل كاملة.
تعاني مدينة تل حميس عامة وريفها الجنوبي خاصةً، من نقص الغاز المنزلي، ما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على وقود الكاز كبديل، في حين يواجه الكثيرون صعوبات في الحصول عليه بسبب ارتفاع الأسعار، ومخاطر استخدامه.
بابور الكاز بديل للغاز المنزلي
وفي الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي“ المواطنة “مريم الأحمد” من سكان ريف تل حميس الجنوبي، وهي واحدة من المئات اللواتي تستخدم بابور الكاز بالاحتياجات المنزلية:” تواجه العديد من الأسر في مدينة تل حميس وريفها الجنوبي صعوبات جمة في تأمين مادة الكاز، الذي تلجأ له بديلاً عن الغاز المنزلي الذي يعد شبه مفقود في منطقتنا، إذ يتراوح سعر لتر الكاز بين 7000 ليرة و8000 ليرة سورية”.
وتابعت مريم: “وما يزيد الوضع تعقيدًا، هو أن بعض أنواع الكاز قد يحتوي على مواد أخرى، مثل البنزين، ما يزيد خطر انفجار البابور”، مضيفةً: “وهذه الحوادث تحدث باستمرار، وغالبًا ما تكون نتيجة للاستخدام غير السليم للوقود في الطبخ، وقد شهدت المدينة حالات انفجارات أدت إلى دمار شامل، ما أثر على حياة العديد من الأسر، خاصةً عند وجود الأمهات في مطابخهن خلال إعداد الطعام لأسرهن”.
حوادث بابور الكاز
وأضافت: “فخلال شهر رمضان هذا العام، انفجر بابور الكاز في مطبخ عائلة في مدينة تل حميس، خلال إعدادها وجبة الإفطار، ما أدى إلى وفاة المرأة على الفور، علماً أنها كانت أم لأربعة أطفال، حيث تبين بأنها كانت تستخدم البنزين في البابور لإحضار الطعام لأسرتها”.
وزادت: “ولم يقتصر الأمر على هذه الحادثة فقط، بل حصلت حادثة أخرى في قرية “أبو خشب”، عندما انفجر بابور الكاز بامرأة ة خلال محاولتها إعداد الشاي لأطفالها اليتامى، حيث نقلت على إثرها إلى المستشفى في مدينة قامشلو، فيما وافتها المنية قبل وصولها إليه”.
مشيرةً إلى أن الوضع الحالي يفرض تحديًا كبيرًا على العائلات، حيث يتعرض الأطفال والأمهات للخطر في ظل غياب الحلول الفعالة، كما أن استمرار هذه الأوضاع يساهم في تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية التي تعاني منها الأسر.
وفي الختام، بينت المواطنة “مريم الأحمد “: “تحتاج أزمة الطاقة في مدينة تل حميس وريفها إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية، حيث يجب توفير الغاز بشكل منتظم وبأسعار مناسبة لضمان سلامة المواطنين، فعدم معالجة هذه المشكلة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية ويهدد حياة العديد من الأسر.”
وأضافت: “فباسمي وباسم أهالي مدينة تل حميس وريفها الجنوبي، نطالب الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها، والعمل على تأمين مصادر الطاقة اللازمة، لتوفير بيئة آمنة ومستقرة لسكان المدينة”.